الحوض الغائر تحت الارض
تاريخ النشر: 30/03/15 | 16:17يسميه الأتراك:” يري باتان سارينجي “أي الحوض البازيلتي الغارق تحت الأرض، ويسميه العرب بأسماء متنوعة، بدءاً بالقصر الغارق، وانتهاء بالمسبح الأرضي، وما بين هذه التسميات يتم اختزال الجمال والتاريخ في رحاب هذا المكان المسكون بالروعة وعظمة التاريخ.
يقع هذا المجمع المائي في منطقة السلطان أحمد، وسط الميدان المطل على مسجد السلطان أحمد ومتحف أيا صوفيا، وفوقه تماماً ينتصب حجر المليون، الذي يعتبر مقدمة لاعتبار الاتجاهات وفق خط غرينتش، ومنه كان يعرف الشرق من الغرب في التاريخ الغابر.
تم بناء الحوض البازيلتي الغائر تحت الأرض في عهد الامبراطور البيزنطي جوستينيان الأول، وقد كان ذلك في عام 542 قبل الميلاد، حتى يوفر احتياجات القصور من الماء، ويحصن المدينة في حال حصارها من نقص الماء.
وقد كانت فكرة بناء هذا الحوض المائي الغارق فكرة لامعة في وقتها، لا سيما ونحن نتحدث عن مساحات كبيرة وممتدة تحت سطح الأرض، حيث تبلغ مساحة هذا الحوض(9800) متراً مربعاً، وهي مساحة كبيرة فعلياً لتحقيق المرامي والأهداف التي من أجلها أنشئ هذا المكان.
يبلغ سمك الجدران بالحوض قرابة 4 أمتار، وهي مصنوعة من تراب القرميد المطبوخ، وفيه 336 عموداً، يبلغ ارتفاع العمود الواحد منها قرابة 9 أمتار، وقد تم وضع هذه الأعمدة بمسافات معينة تفصل بينها، حيث يحتوي الحوض على 12 سطراً منها، في كل سطر من الأعمدة يوجد 28 عموداً، وبحسب الروايات، فقد عمل في بناء هذا الحوض 7000 إنسان من العبيد، وهو بمساحته الإجمالية يتسع لمائة ألف طن من الماء.
هذا المكان التاريخي يعتبر من أهم المزارات السياحية في اسطنبول في هذه السنوات، ويصطف الطابور بانتظار الإذن لهم بدخوله مغطياً شوارع ممتدة، ولكن لحظة الدخول إليه تعني الكثير لعشاق السياحة التاريخية والمواقع الأثرية النادرة حول العالم.
لقد بذلت بلدية اسطنبول من خلال شركة الثقافة التابعة لها جهوداً حقيقية في تجميل المكان، فقد وضعت أشكالاً متعددة من الإنارة داخله، وأضافت الأسماك في مجمعات الماء التي تمر تحت أقدام السياح، وافتتحت الممرات العلوية، ونظمت عملية الدخول والخروج منه بانسيابية تلبي الضغط الكبير عليه على مدار العام، ليصبح هذا القصر الغارق، أو الحوض البازيلتي المدفون عنواناً لحركة سياحية عالمية ناشطة.