تكريم متميز للأديبة النصراوية حنان جبيلي عابد
تاريخ النشر: 31/03/15 | 21:01تقديراً لعطائها الادبي الغزير ولتميزها بأصدارها الاخير مزاجيه مفرطه بادر المجلس الملي الأرثوذكسي بحيفا بتكريم الأديبة حنان عابد جبيلي بأمسيه ادبيه خاصه في قاعة كنسية مار يوحنا، شارك بها العشرات من الكتاب وعشاق القلم ولفيف من الشخصيات الاجتماعية والسياسية تعرفت المربية ميسون حنا الأمسية التي اشارت الى تميز اسلوب الكاتبة الادبي الذي يجمع ما بين الادب الابداعي الواقعي النسوي والطفولي والانساني المداخلة الاولى كانت للأديب سهيل عيساوي قال في كلمته: “إنه لشرفٌ كبيرٌ لي أن أقف بين يديّ هذا الجمهور المثقف والمتميز أن أتطرق إلى أدب الأطفال الذي أبدعته الأديبة حنان جبيلي- عابد.
الكاتبة كانت طلائعية في طرق هذا اللون الأدبي الذي يحتاجه أطفالنا لمواجهة المستقبل وصقل الشخصية واكتساب الثروة اللغوية ومواجهة تحديات الحياة، وتعزيز الثقة بالنفس والتعرف على تراثنا وحضارتنا وهويتنا القومية والثقافية وتعزيز انتمائنا بتاريخنا وإرثنا الإنساني، فكانت الأديبة حنان جبيلي سبّاقة في طرح العديد من المواضيع الإنسانية والاجتماعية بأسلوب سلسٍ وواضحٍ تتناسب مع تطلعات أطفالنا والباحثين والعاملين في هذا الحقل.
فحملت كل قصة حزمة من الرسائل التربوية والإنسانية. في قصتها حلمت حلمًا غريبًا تحدثت عن الأمومة وعن دعم الأم لابنتها في تبديد المخاوف والأحلام السيئة وعالجت موضوع الأحلام المزعجة لدى الأطفال وشجعت الخيال الواسع لدى الأطفال، وطرحت موضوع الحروب وقسوة القلوب وضرورة العودة إلى السلام كخيار حتمي لضمان سعادة الإنسانية. وقال فيها الخلاصة:ان الكاتبة حنان جبيلي- عابد تطرح قضايا المجتمع والطفولة بجسارة ومن زاوية جديدة تضع نصب عينيها قضايا الأطفال والطفولة وحفظ النسيج الاجتماعي والسلام والعدل وتوسيع آفاق الطفل وتغذية معلوماته تغذية علمية سليمة وتقبل الآخر المختلف، ودور العائلة في دعم الأطفال وتنمية ذكائهم ومهاراتهم المختلفة. فهي تستحق منا التقدير والتكريم”.
وثم قدم الدكتور صالح عبود مداخله ادبيه تحليليه ونقديه مهنيه واشار الى ان الكاتبة قامه ادبيه تتبوء الصفوف الاولى للمبدعين العرب بالداخل واسهب الدكتور صالح بكلمته حتى عرض قام بعرض دراسة نقديّة حول كتاب “مزاجيّة مفرِطة” لحنان جبيلي عابد حيث قال: “مزاجيّة مفرطةٌ مجموعةٌ قصصيّةٌ تحتشدُ فيها أربعةُ عشرةَ قصّةً على التّرتيبِ الآتي: لوحةٌ صَوتيّةٌ، شْمُردقْ، ابنُ الأكرمين، ظِلّهَا وأنا، رُجولةٌ سابقةٌ لأوانها، باقةٌ في مهمّةٍ رسميّةٍ، عاشقٌ في خريف الحكاية، نَبَضاتٌ خافتةٌ، أكذوبَةٌ على هامشِ اللّقاءِ، توقيعٌ صَوتيٌّ، حبٌّ بلا عنوانٍ، حقيبةُ العمرِ، برهانٌ وختامها عنوانُ المجموعةِ كلّها مِزاجيّةٌ مُفرطةٌ.
اختارتِ الكاتبةُ عنوانَ المجموعةِ من خلالِ عنوانِ قصّةٍ أجّلتْ حضورَها إلى نهايةِ قائمةِ القصص في المجموعةِ، وأجدني اليومَ متمرّدًا على ذلك التّرتيبِ، إذ أبدأُ بها وأسْتَهلُّ… قصّةُ مِزاجيّة مُفرِطة تتناولُ شخصيّةَ هنادي، وهيَ سيّدةُ أعمالٍ من الدّرجة الأولى، ذات شخصيّةٍ متأرجحةٍ ممزّقةٍ بينَ الطّيبةِ والنّكدِ، إلى درجةٍ يتوهّمُ من يَعرفُها عن كثبٍ أنّها ليست نفسَ المرأة بين موقفٍ وموقفٍ، فسَرعانَ ما تتبدّلُ بلْ تنقلبُ شخصيّتها من حالٍ إلى حالِ نقيضِ، وَهيَ نَهبٌ مُستباحٌ لمزاجيّتها المفرطةِ، وفي اليومِ الّذي تدخلُ فيه في مواجهةٍ ثائرةٍ مع جارتها المُسِنَّةِ أمِّ هشامٍ بعدَ أن رأتها تكنسُ أزهارَ اللّوزِ المتناثرةَ الّتي اندفعَ بعضُها عن غيرِ قصدٍ إلى حديقةِ بيتِها، فوَثبَت إليها وقذفت في وجهها، وعلى رؤوسِ الأشهادِ، تقريعًا موجِعًا سوقِيًّا يُهشِّمُ معالمَ أنوثَتها المتواريةِ خلفَ أسوارِ الغضبِ والعصبيّةِ الّتي تَحرِقُها وَتُجهضُ الهدوءَ في أيِّ مكانٍ ترتادُهُ..
تَخطَّت هنادي عامهَا الأربعينَ، وهيَ على حالها ذاكَ، وها هيَ تأخذُ لنفسها قسطًا من الرّاحةِ الأخيرةِ فتدخلُ بيتها، وتُعْمِلُ ما بقيَ من مزاجيّتها المُفرطةَ فتنتفخُ أوداجُها حَنقًا وأرَقًا، وتَتَّجهُ مسرعةً نحوَ حتفهَا ومزاجيّتها المفرطةُ حقيبةَ سفرٍ تَحملها نحوَ الاستسلامِ لأظفارِ المنيّةِ، فتموتُ هنادي وآخرُ عِرقٍ فيها ينبضُ معلنًا انتصارَ مِزاجيّتها الهالكة المهلكةِ.. تلكَ هيَ المرأةُ في حومةِ الحياةِ، تَعبثُ بِها ضغوطاتٌ، وتَنزِلُ بِها تفاصيل كونِها امرأةً أشَدَّ عقوبةً قدْ يَعيشها المرْءُ طَوالَ حياتِهِ القصيرةِ أصلًا، وهيَ عقوبةُ المِزاجيّةُ المفرطةُ، الّتي تستبيحُ هدوءًا وراحةَ بالٍ واستقرارَ حالٍ، يَعوزها الإنسانُ كيْ يَستمرِئَ للسّعادةِ طَعمًا، فتنقضُ مِزاجيّته تلكَ كلّ بنيانٍ للسّعادةِ، وَكلَّ أملٍ بِراحةٍ منشودةٍ غيرِ موجودةٍ.. عُرضَت القصّةُ بأسلوبٍ جميلٍ يتهادى بينَ ثورةٍ ذاتيّةٍ مُتَمَكِّنةٍ وَاهتزازِ كرسيٍّ يُغذِّي ثورةَ النّفسِ بحركةٍ تدفعُ هنادي نحوَ مزيدٍ منَ الاندفاعيّةِ والاحتقانِ القاتليْنِ”.
كما واتحف عازف العود درويش درويش الحضور بمعزوفات فنيه راقيه كان اهمها اسماء المقطوعات: 1.سماعي نهاواند 2.سماعي شَدّ عَرَبان 3.سماعي كُرد+ لونچا ومسك الختام كان كلمه المحتفى بها الكاتبة حنان حبيلي عابد التي شكرت المبادرين للتكريم والمنظمين وعائلتها الداعمة معتبرة التكريم انه مسؤولية امامها ككاتبه تنتمي لمدرسة توفيق زياد ومي زياده الأدبية كونها ابنة الناصرة، وقرأت العديد من القصائد والخواطر من اصدارها الاخير مزاجيه مفرطه.
وفي النهاية كانت مداخلات وتحيات اضافية من الحضور الذي جاء من مدن وقرى مختلفة في البلاد ليكرم الكاتبة حنان جبيلي.
حنان عابد جبيلي كاتبه معروفه برقي انتاجها الادبي وتنوعه وتعدد مجالاته وابرزها اسلوبها الشيق برسم الواقع المتفاعل بالكلمات الصادقة دون خدش لاذن القاري، اذ ان عذوبه كلماتها وسردها القصصي مليء بالرقة اللغوية المنسابة كالماء العذب في الجداول الجليلية، وسهوله المعنى وعذوبه الحبكة الأدبية نتتمنى لها المزيد من التألق والنجاح.
الكاتبة حنان جبيلي تبعث بشكرها الكبير للسيد فؤاد نقاره. مدير المجلس المللي للتكريم والعطاء والدعم الكريم.