لماذا الظلمات جمع والنور مفرد؟
تاريخ النشر: 02/04/15 | 0:38قال ابن القيم رحمه الله في كتابه “أحكام أهل الذمة”: والله سبحانهُ يَذكر الحَقّ وَالهُدى والإِسلَام، وَيَجعَله واحدًا ويذكر الباطل والضَّلال والكفر ويجعله مُتعدّدا، قال تعالى: “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ”، (الأنعام: 153)، وقال تعالى: “اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ”، (البقرة: 257).
كما قال تعالى: “وإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”، (المؤمنون: 52 – 53) .
وأشار عطيفي إلى أن رسول الله وضح لنا ذلك في حديثه عن عَبد الله بن مسعودٍ – رضِي الله عنه قال: “خَطَّ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم – خَطًّا، وقال: “هذا سَبِيلُ اللَّهِ، ثُمَّ خَطَّ خُطُوطًا عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ، وَقَالَ: هَذِهِ سُبُلٌ، عَلَى كُلِّ سَبِيلٍ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ، ثُمَّ قَرَأَ قَوْلَهُ: “وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”، (الأنعام: 153).
وهنا نجد أن طريق النور هو طريق الله، واتباع سنته وهديه وأحكامه وحدوده ونهجه، أما الظلمات فلها الكثير من الطرق التي لا حصر لها وكلها تشير إلى الفسق، والكفر والكبائر والمعصية والخروج من ذمة الله ومخالفته ولا يكون مصيرها في الآخرة إلا النار والعقاب.
الطريقان واضحان وظاهران لجميع البشر لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم، عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “الْحَلالُ بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا مَشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الْمُشْتَبِهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِعِرْضِهِ وَدِينِهِ، وَمَنْ وَقَعَ فِي الْمُشَبَّهَاتِ كَرَاعِي يَرْعَي حَوْلَ الْحِمَى، يُوشِكَ أَنْ يُوَاقِعَهُ، أَلا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، أَلا إِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ، أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةٌ إِذَا صَلُحَتْ صَلُحَ الْجَسَدُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ “، رواه البخاري ومسلم.