بركة: غالبية المشاركين بيوم الارض لم يعايشوه
تاريخ النشر: 02/04/15 | 19:25قال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، محمد بركة، مساء الاربعاء، في مهرجان بمناسبة يوم الأرض الخالد في قرية عقّابا في محافظة طوباس في الضفة الغربية المحتلة، إن غالبية المشاركين في فعاليات يوم الأرض في جميع أنحاء فلسطين التاريخية، هم من الجيل الذي لم يشارك أو يعايش ذلك اليوم قبل 39 عاما، ما يؤكد على تاريخية هذا اليوم، وتمسك أجيالنا برواية ومسيرة شعبهم. وشدد على ضرورة التمسك بما هو جامع للشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجده، لنتصدى للمخطط الصهيوني، الذي غارق في وهم نسيان القضية الفلسطينية، مع مرور الأجيال.
وكان رئيس الجبهة بركة، قد شارك في مهرجان يوم الارض، الذي شارك فيه محافظ طوباس ربيح الخندقجي، وعضو اللجنة التنفيذية لـ “م.ت.ف” يوسف أبو واصل، ورئيس مجلس قروي عقّابا جمال أبو عرّة، وجمهور واسع.
وقال بركة في بدء كلمته، إن اللافت في السنوات الأخيرة في احياء يوم الأرض الخالد، هو أن الغالبية الساحقة من المشاركين في نشاطات يوم الارض، هم ممن لم يشاركوا في ذلك اليوم، أو لم يعايشوه، وفي هذه الحقيقة البسيطة، يوجد عنصر حيوي بالغ الأهمية، فهو يلغي مخطط الصهيونية، التي تريد أن تبني روايتها على غمض ونسيان روايتنا، ولكن أجيالنا الشابة الصاعدة تتشبث بالأرض والرواية وتتشبث بالانتماء والقضية.
والحقيقة الثانية، هي أن يوم الارض الذي اندلع في منطقة ما من أرض فلسطين، قد خرج من جغرافية اندلاعه، ليصبح يوما جامعا لكل ابناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده. ورسم يوم الارض خارطة فلسطين من جديد.
واستذكر بركة إن يوم الارض اندلع في ظروف راهنت فيها اسرائيل والصهيونية على انتمائنا وعلى هويتنا. ومارسوا الارهاب والترهيب ومارسوا الاغراء والترغيب، كي ننظر الى المرآة ولا نرى ملامحنا. فجاء يوم الأرض لينقلب فيه السحر على الساحر، فهذه البقية الباقية من شعبها القابضة على الوطن، هبت متمردة كالعنقاء تخرج من النار لتنتصب بكامل حيويتها ووجودها.
وتابع بركة قائلا، علينا أن نكون واقعيين، فهناك خدوش في انتماءاتنا، وهناك غباش في روايتنا، وكل مجموعة أو تجمع فلسطيني له ما يعاني منه، وله ما يخدش انتماءه. فمن في غزة يتأثر بأجواء في غزة، وكذا بالنسبة لمن هم في القدس أو في الضفة أو في الشتات. ففي الشتات، حينما تسمع لاجئا، تعرف أي دولة لجأ اليها من لهجة كلامه. ونحن أيضا هناك ما خدش انتماءنا، وأحيانا تصبح هذه القضية وكأنها قضية اجتماعية، وهناك من يلعب في المنطقة الحرام، لتغريب جزء من الشعب الفلسطيني في تجمع ما، عن التجمعات الأخرى.
وتابع بركة قائلا، ولكن هناك حقائق واضحة ودامغة فرغم الخدوش والندوب، يبقى الانتماء للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية، ومنظمة التحرير كاطار جامع، والحلم بالدولة الفلسطينية والاستقلال، وهذا هو المركّب الاساس في سلوكنا وممارستنا.
وقال بركة، نحن هذا الجزء من شعبكم، نواجه ممارسات شتى من أجل حرفه عن قضاياه، وحرفه عن انتمائه، وهناك تسلل لأشكال من الأسرلة، وهذا الأمر يجب أن يقال بصراحة، لأن اخفاء المرض يصعّب علاجه. كما هناك محاولات لتأجيج انتماءات طائفية وعائلية، ومحاولات لنشر العنف والجنوح، كل هذا بهدف حرف المجموع عما يجمع، ليلجأ كل الى ما هو يفرق. وهذا يجب أن يكون على سلم اولوياتنا كقوى وطنية مناضلة، لأن هذه ظواهر تؤدي الى شقوق في المجتمع، ومنها يتسلل الطغاة الصهاينة، لينشروا اغترابا بين ابناء شعبنا.
وتابع بركة قائلا، إنه في ظل هذه الظروف، فإن ما فعلنا في الأشهر الأخيرة، بالقائمة المشتركة، هو سباحة ضد التيار، ومن أجل مواجهة كل هذا. فقد رأينا في القائمة مشروعا لتحدي المشروع الصهيوني الذي يقضي بتفتيتنا. وصحيح ان مشروع القائمة مستهدف، وهو يحتاج الى رعاية، لأن هناك محاولات للاختراق، ولدب الخلاف والاختلاف، ولتأجيج صراعات هنا وهناك، لهذا فإن صيانة هذا المولود الغض، هو مهمة وطنية من الدرجة الأولى، وأنا استطيع القول لكم إن هناك رهط من القياديين، الذي يرون في انفسهم حماة لهذا المشروع.