انه ابن شهيد…

“هي قصيدة كتبتها اثر موت زوج اختي اهديها لكل يتيم …”

أماه هاج بي الشوق وأضناني الفراق ..

سخر الرفاق مني ولجوا في عتو وعراك ..

من ينعم بدفء والده من يحظى بالحنان ..

من الفائز بحظ أوفر ومن يكسب الرهان..

وكل يوم والرفاق ..على قارعة الطريق ..

أرنو للأفق عسى هناك لمحة من بريق ..

نهيم على وجوهنا على محطة المسافرين ..

بعد عصر يوم ضج بآهات المسافرين ..

ننتظر عودة آبائنا بشوق وحنين ..

لنحتضنهم بذراع وأخرى فيها الهدية ..

وأعيننا على الغنيمة تشنف آذاننا قصة شجية ..

أنفاس قبلاتهم إكسير الحياة ..أنفاسهم الأمل ..

سهام نظراتهم زيت مضيء يأبى الفشل ..

أماه ..

ويرجع الرفاق كالغزاة بظفر الغنيمة ..

يحتضنون آباءهم مع شدو وصدى ترنيمة ..

اما انا..

فاحتضنت الهم واحتضنني الألم ..

صعقت لأنني لم احتضن سوى سراب ووهم ..

ويحلمون ويتحقق الحلم ..

يتكرر الحلم وتتجدد الأماني ويكسبون الرهان ..

وافيق واصعق لاني لم احتضن سوى الأحزان..

اماه ..بجعبتي دعوة للقاء ولي امري ..

فلم أعطوني دعوة ولمن ..لست ادري؟؟؟..

أماه ..أتجدين صورة لتلبية النداء ..؟؟..

أم أنت الأم والأب فكذا الله شاء ؟؟..

أماه ..

أاحتضن صورا وأوهاما تبعثرها الرياح ؟؟..

لا أجس فيها نبضة قلب ولا نظرة تبدد الجراح..

ما عادت تنطلي علي الحيل ولا اللهو ولا الأكاذيب ..

ولا أقاصيص الف ليلة وليلة ولا الألاعيب..

فتارة أبوك مسافر ..سفرا طويلا..

وتارة (نم ابني ربما يأتيك طيف الهزيل ..

نم بأحضاني عسى نلقاه في مسحة حلم..)

كل البشر يسعدون بلقاء الأحبة ..

في ساعة يقظة وحلم..

لكل مسافر عودة ..لكل طموح آمال ..

اصدقيني القول ..هل من أمل ؟؟..

وانت تمنينني كل يوم بغد أفضل ..

لكني ما ارى اليوم بافضل من الامس ..

واعجباه ..كيف السبيل الى من احتضنه الرمس..

لا خير لي في حياة ذل وانكسار ..

وخسرت الرهان وانقشع الغيم وبان النهار ..

بالله عليك اريني بسمة من القلب ..

فانك لو ابتسمت لثار الالم ..

قد ضللت الدرب وغذاها بمذاق علقم ..

اماه ..تعلمنا في النحو ان (عاد المسافر )فما الإعراب؟؟..

سأصيح (سافر المسافر )ولم يعد ولن يعود ..

فحي على الاضراب..

وسألغي الجناس التام كيحيى ليحيا ..

لان أبي اسمه يحيى ..فمات ولم اع ..