العالم يتقبّل استنساخ البشر خلال خمسين عاما
تاريخ النشر: 20/12/12 | 5:23توقع العالم البريطاني الحاصل على جائزة نوبل للطب أن يتقبل العالم استنساخ البشر خلال نصف قرن.وقال السير “جون غوردون” الذي تقاسم جائزة نوبل للطب لهذا العام مع الياباني “شينيا ياماناكا” لأعمالها الريادية على الخلايا الجذعية، “ان الناس سيتغلبون على مخاوفهم في النهاية، ويقرون بالفائدة الطبية ويتخلون عن المحاذير الأخلاقية”.
وشبه غوردون في تصريحات من المتوقع أن تثير من جديد الجدل العلمي والأخلاقي، استنساخ البشر بأطفال الأنابيب، مؤكدا أنها لم تكن مقبولة كتقنية أخلاقية قبل ولادة “لويز براون” أول طفل عن طريق الإخصاب في المختبر عام 1978.
ولم يخف عالم الأحياء المولود عام 1933 والباحث في جامعة “كامبريدج” مخاوفه حول الجدل المتصاعد بشأن القيم الأخلاقية عند قبول فكرة استنساخ البشر، لكنه أكد أن الناس سوف يتغلبون على مخاوفهم قريبا إذا أصبحت هذه التقنية مفيدة طبيا.
وأوضح أن عمليات الاستنساخ الجارية حاليا لأجنة الحيوانات ساعدت في إجراء تحسينات كبيرة على معالجة التشوهات الخلقية، وأنها في تطور مستمر.
وأقر غوردون الذي عمل في مشروع استنساخ الضفادع في بريطانيا ما بين عامي 1950 إلى 1960 وأثمر لاحقا استنساخ النعجة دولي، بأن استنساخ حيوان ثديي سيتم في غضون خمسين عاما، لتنقل التقنية نفسها إلى استنساخ البشر.
وقال في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام البريطانية أمس انه عندما بدأ تجاربه على الضفادع سأله أحد المراسلين الصحفيين آنذاك عن الوقت الذي سيستغرقه في نقل تقنية الاستنساخ إلى الحيوانات الثديية ومن ثم البشر، “أجبته ما بين 10 إلى 100 سنة، لكنه اتضح ان الأمر لم يستغرق كل هذا الوقت”.
وأوضح “أن عملية استنساخ البشر ستقود إلى ولادة التوائم بشكل سهل وطبيعي بالنسبة إلى الأطباء”.
وأكد أن وظيفة الطب تخفيف معاناة البشر وتحسين صحته، وعندما تكون تقنية الاستنساخ مفيدة بشكل عام تتلاشى عندها المحاذير وتكون مقبولة بصفتها وسيلة طبية جديدة.
ويتعرض عالم الأحياء جون غوردون غالبا أثناء محاضراته في جامعتي أكسفورد وكامبريدج، إلى سؤال مكرر حول إمكانية أن يقدر الآباء على استنساخ أطفالهم المتوفين، ويجيب بنعم إلى حدود 60 في المئة، ويقول إذا أراد الآباء السير بهذا الطريق لماذا ينبغي علينا منعهم؟
لكن من المسائل الرئيسية المسببة للقلق هي أن تكنولوجيا الخلايا الجذعية المستحدثة المتعددة الإمكانات تتطلب استخدام جينات يمكن أن تسبب أوراما في بعض الظروف كما أن مشكلات لم يتم رصدها بعد قد تظهر بعد زرع الخلايا الجديدة في المرضى.
وسبق أن هوّن غوردون من شأن تلك المخاوف وقال إن السلطات التنظيمية والحكومات يجب أن تتراجع خطوة للوراء وتتيح للمرضى تقييم المزايا والمخاطر المحتملة بأنفسهم.
وقال “إذا شرحنا لمريض ما… ما الذي يمكن أن يتم وما الأضرار المحتملة فيجب حينئذ أن نسمح له بالاختيار، لا أن يكون هناك أشخاص يدافعون عن القيم الأخلاقية… أو أطباء أو أي شخص كان ليقول له يمكن أو لا يمكن استخدام الخلايا البديلة”.
وينطوي استنساخ كائن بشري على مخاطر طبية وأخلاقية جمة، من التشوهات والشيخوخة والموت المبكرين، إلى استخدام النساء كحيوانات اختبار ومادة للاتجار، كما يؤكد الخبراء ردا على الإعلانات السابقة حول استنساخ البشر.
ويشار إلى الشيخوخة المبكرة وداء المفاصل التي تعاني منها النعجة دولي، أول حيوان مستنسخ ولد في تموز/يوليو 1996، بعد 277 محاولة.
ودولي مستنسخة من نعجة بالغة أخذت منها الخلية التي تم زرع نواتها في البويضة التي تحولت الى النعجة الشهيرة. ولم يكشف عن ولادة دولي حتى 1997.