ثانوية عرعرة تبحث الشراكة بين اليهود والعرب
تاريخ النشر: 08/04/15 | 18:47نحن طلاب ثانويه عرعرة، أجرينا بحثاً حول مسالة الحياة المشتركة بين اليهود والعرب في دولة إسرائيل. وذلك ضمن الوحدة الخامسة في موضوع المدنيات بإرشاد الاستاذ محمد محمود بويرات. حيث قمنا بالتركيز على جانب واحد من هذه المسالة وهو مشكلة العنصرية والأفكار المسبقة عند اليهود والعرب والشعور بالاغتراب عند العرب حيث اصبح من الضروري تثقيف أبناء الأغلبية على تقبل الآخر، وتعليمهم تاريخ البلاد بشكل حقيقي وليس مزيّفا كما هو حاصل اليوم، كي يفهموا حقيقة وجودنا كعرب في وطننا.
لا يمكن تثقيف أبناء الأغلبية على “الحياة المشتركة”، من باب وكأن المسألة “منطلقات انسانية” أو “مجرد حقوق انسان”، بل عليها الارتكاز على حقنا الشرعي في وجودنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وإلا فإن التثقيف على “الحياة المشتركة”، سيكون أمرا سطحيا، ومجرد تعابير جميلة، لا ترتكز على قناعات راسخة.
وفي المقابل، فإننا كمواطنين عرب، علينا أن نقبل الغير، وأن لا نتعامل مع جمهور الأغلبية الذي نعيش بجواره، على أنه كتلة واحدة، حتى وإن سادت فيه أجواء عنصرية عدائية، لأن في داخل هذا الجمهور قطاعات ليست قليلة، مناصرة لقضيتنا، إن كان على مستوى الحقوق المدنية اليومية، أو على مستوى الحقوق القومية وحقوق شعبنا.
وفقط حينما يكون التثقيف على أسس الحياة المشتركة التي ندعو اليها، فإن أجيالا جديدة ستنشأ لدى الأغلبية، تعمل على وقف سياسة التمييز العنصري.
لا تبدأ العنصرية من أقلية مضطَهدة (بفتح الطاء)، بل إن الأقلية تدافع عن وجودها إذا ما شعرت بالخطر من الأغلبية، وإذا ما ظهرت معالم “عنصرية بين العرب”، ولا يمكن نفي هذا كليا، فإنها لا تصبح أجواء عامة، لدى جمهور واسع يكافح من أجل حقوقه اليومية والقومية.
على ضوء ما تقدم قررنا تقديم اقتراح تعديل النشيد لان رموز الدولة عليها أن تعكس الشرائح المختلفة، والتعددية القومية والاجتماعية، ورموز اسرائيل هي بعكس هذا المنطق الأساس، الذي يجب أن يكون في دولة تنسب لنفسها “الديمقراطية”.على النشيد ان يتضمن الكثير من المفاهيم الانسانية، وحينما تكون الرموز مخصصة لجمهور معين، وهو جمهور الأغلبية، فهذا يعني اقصاء الآخرين، وعدم أخذهم بالحسبان في مفاهيم الدولة وتركيبتها، وتركيبة مؤسساتها، ولهذا فإن الأجيال الناشئة تتقف منذ صغرها على أسس مفاهيم هذه الرموز، وتنظر للأقليات على أنها خارج حسابات الدولة.وأمام تعنت كهذا، ورموز لها مفاهيمها الصهيونية، من الطبيعي أن نجد صعوبه في ان نتماثل مع رموز كهذه.
هكذا توصلنا للحل الامثل وهواجراء تعديل على النشيد الوطني الامل لان هذا الامر يساهم في زوال حالة الاغتراب وسد الفجوات بين العرب واليهود حيث يتمكن العربي من الشعور بالانتماء الى الدوله بمؤسساتها ورموزها كاساس للحياة المشتركه مهما كان الاختلاف في الراي حول القضايا المتنوعه عند ذلك ان الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضيه لان الاختلاف في الراي يعبر عن التعدديه والقيم الديمقراطيه التي يسودها التسامح حيث يتقبل الواحد منا الاخر المختلف. اما النشيد المقترح وهو
“إنّني أؤمن”- اقتراح لنشيد وطني مشترك لليهود وللعرب
فيما يلي مقطعًا مترجَمًا من القصيدة يدلّ على فحواها:
إنّني أؤمن/ شاؤول تشارنحوفسكي
اضْحَكِي، اضْحَكِي عَلَى أحْلامي.
ها أنا ذا الحالِمُ إليك كلامي.
اضْحَكِي لأنَّني أؤمِنُ بِالإنْسانِ.
لأنَّكِ ما زِلْتِ من أركانِ إيماني.
لأنَّ روحي ما زالَتْ تَطْمَحُ لِلْحُرِّيَةِ،
لَمْ أبِعْها لِلْعِجْلِ الذَّهَبِيِّ.
لأنّي ما زِلْتُ أؤْمِنُ بِالإنْسانِ،
بِروحِهِ أيْضًا، بِالرّوحِ الشُّجاعَةِ.
روحُهُ سَتنبذُ الخُرافاتْ،
سَتْرْفَعُهُ لأعْلى الدَّرَجاتْ،
لَيْسَ مِنْ الجوعٍ سيلقَى العامِلُ الْمَماتْ،
الحُرِّيَّةُ للرّوحِ، ولِلْفَقيرِ كِسْرَةُ خُبزٍ وَفُتاتْ.
اضْحَكِي، لأنِّي أؤمِنُ بِالصَّداقَةِ،
سَأؤمِنُ لأنِّي سَأجِدُ قَلْبًا،
قَلْبًا أَمَلُهُ كَأَمَلي،
يَشعرُ بِسَعادَتِي، يَشْعُرُ بِأَلَمِي.
سَأُؤْمِنُ بِالْمُسْتَقْبَلِ،
حَتّى وَلَوْ كَانَ ذاكَ بَعيدًا،
لَكِنَّهُ آتٍ، وَسَيَحِلُّ السّلامُ
وستحلُّ البَرَكَةُ بَيْنَ الشُّعوبِ.
حينَها سَيَعودُ شَعْبي وَيَزْدَهِرُ،
وَيَنْشَأُ في الأرْضِ جيلٌ
يُكسِّرُ قُيُودَهُ الحَديديَّةَ،
وَيَرى النّورَ جلّيًّا عَيْناً بِعَيْنٍ.
يَحْيا، يُحِبُّ، يَعْمَلُ، يُنتِجُ،
جِيلٌ يَعيشُ في الأرْضِ حَقًّا،
لَيْسَ مُسْتَقْبَلاً، في السّماءِ-
حَياةٌ روحِيَّةً وَحْدَها لا تَكْفي.
حينَها سَيُنْشِدُ شاعِرٌ أنْشودَةً جَديدَةً،
قَلْبُهُ يَتَطَلَّعُ فيها لِلْجَمالِ وَالعُلا،
لَهُ، لِهذا الشّابِّ، مِنْ فَوْقِ قَبْري،
سَيَقْطِفونَ باقَةً مِنَ الأزْهارِ.