صرخة محب للنقب وأهله

لم تتوقف جرائم الهدم والتضييق والخناق ومصادرة الأراضي وحرث المزروعات على الاهل في النقب على ايدي المؤسسة الإسرائيلية واذرعها المختلفة بهدف تشريد وترحيل اهلنا الثابتون والمتجذرون في ارضهم قرائهم ومضاربهم وبواديهم.
هنا في النقب اهل ثابتون رغم الفقر المدقع والحصار الظالم يلاحقون على لقمة العيش والرزق، من خلال التضييق على تربية المواشي التي تشكل مصدر رزق رئيس لدى الكثير منهم فمنعت عنهم الكلأ والمراعي والماء واهلكت الحرث لا بل اجبرت مربي المواشي على فتح ملفات لدى سلطات الضرائب وهذا ان دل فإنما يدل على حصارنا في لقمة عيشنا ورزقنا والتضييق ولكن أنى لهم ذلك!
واوجه ندائي وصرختي الى اهلنا في النقب الى متى سيبقى هذا الصمت ان الاوان ان نرفع صوتنا في ونصرخ في وجه الظالم وماذا بعد معسكر التواصل مع النقب وهذه المشاريع المباركة ايعقل ان نركن ونتخاذل ام ان الواجب ينادينا لشد الهمة والعزيمة والسير قدما في خدمة اهلنا ورفع الضيم عنهم؟؟
اما انتم يا اهل الرباط والصمود والثبات يا من سطرتم نماذج تاريخية في النضال والصبر لا ينبغي علينا ان نبقى مكتوفي الايدي ونحن نشاهد هدم البيت كل يوم بل علينا ان نسعى بكل الطرق المشروعة من اجل وقف هذه الجرائم.
انا ادرك تماما ان الواقع الذي نعيشه، هو واقع صعب من المعاناة والتضييق وآن الأوان، أيها الشباب، أيها الشيب، ان نقف صفا واحدا جسدا واحدا، قلبا وقالبا، ضد هذه الهجمة الشرسة المتطرفة التي تستهدف وجودنا في النقب.
ونحن بأمس الحاجة لمواصلة دعم الصمود بالأفعال ليس بالأقوال، بالمشاريع ليس بالشعارات وعلى مدار السنة، واقصد بذلك إعادة بناء البيوت ولو هدمت مئات المرات، وزرع الأرض بالقمح والشعير، والتين والزيتون ولو قلعت الف مرة، ومظاهرات شعبيه، وتوعية سياسية، ووقفات احتجاجية، ومحاضرات توجيهية، وتواصل يومي مع اللجان المحلية في القرى وتعميق ثقافة الرباط في سبيل الله. ولعل كل ذلك يخرجنا من الركود الى العمل ومن التباكي على هدم البيوت، الى البناء والاعمار، ومن التثاقل والنكوص الى النفير للمظاهرات والوقفات الاحتجاجية، لنعبر عن غضبنا.
يا اهلنا: الى متى ستبقى بيوتنا في النقب تهدم ، ونحن صامتون، وتشرد العائلات ونحن متفرجون، ويسجن الشباب ونحن نقول، لا يهمني ولا يجدي ولا ينفع !!!
تعالوا بنا أيها الاحباب في النقب يا من حبكم يجري في جسدي مجرى الدم في العروق، اني لكم ناصح امين. تعالوا بنا عبر لجنة التوجيه المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، نقف صفا واحدا وسدا منيعا من رهط شمالا حتى عبده جنوبا ضد هذه المؤسسة العنصرية اليمينة المتظرفة، لنقول بصوت واحد بشيبنا وشبابنا، ذكرنا وانثانا، أيها الظالم. انك ظالم.
ولان التاريخ لا يرحم أحدا، ولان السكوت عن الحق هو عونا للشيطان تعالوا بنا يدا بيد، وكتفا بكتف ندافع عن النقب.
يا أهلنا يا احبابنا، اناديكم بقلب مكلوم، وبحزن عميق على ما اراه في النقب ان قفوا بجانب المنكوب الذي هدم بيته، وحرث زرعه.
وهذه صرخة محب لكم يا اهلنا في النقب.

بقلم :الشيخ اسامه العقبي
مسؤول الحركة الاسلامية في النقب