إبراهيم مالك – أنت نعمَ الأخُ الذي لم تلدْه أمّي!
تاريخ النشر: 22/12/12 | 10:25“نصّ الكلمة التي قدّمتُها في حفل تكريم الأديب الشاعر والمفكّر إبراهيم مالك يوم الجمعة 21.12.2012 “
أيّها الأخوة والأخوات الكرام! كم يسعدني هذا اللقاءُ المتواضع الذي بادرت إليه الفناّنة سهاد ديب، فلها جزيل الشكر على هذه المبادرة المباركة!
كيف لا نسعد بهذا اللقاء، وهو يأتي تكريمًا لأخي الأديب الشاعر المفكّر الإنسان إبراهيم مالك! ما أروع هذه اللفتة الكريمة الأصيلة، وكم أتمنّى أن تصبح تقليدًا يُحتذى في مجتمعنا!
أيّها الأحبّة الأعزّاء! قبل مدّة، تسلّمتُ رسالةً من أحد معلّمي لغة الضاد يسألني: ماذا يفعل الدكتور محمود أبو فنه ليواجه الملل والفراغ بعد خروجه للتقاعد؟
فجاء ردّي عليه واضحًا صريحًا: “أنا لا أشعر بالملل ولا الفراغ، لأنّني دائم التجوال في عالم الفكر والروح؛ قراءةً وكتابةً!”.
وممّا يمدّني بالكثير من الحيويّة والنشاط والأمل، أنّ هناك من أبناء شعبي – وغير شعبي – من يشاطرني هذه المشاعر، وفي طليعتهم أخي وصديقي الأديب الشاعر إبراهيم مالك! فبيننا أكثر من قاسم مشترك، وطبعًا مع بعض الاختلاف! كلانا ينتمي لعدّة دوائر متقاربة متداخلة: ننتمي لدائرة الوطن المشترك الذي ليس لنا وطن سواه، وما ينبثق عنه من انتماء لشعبنا الفلسطينيّ العريق الصامد! وننتسب لدوحة العروبة السامقة بجذورها وفروعها رغم ما يُواجهها من أعاصير! ويظلّلنا دينُنا الحنيف السمح المتنوّر! وكلانا ينتمي للدائرة الإنسانيّة الرحبة بما تحمله من قيم العدل والخير والمحبّة والتسامح والعطاء! وكلانا يؤمن برسالة الكلمة الجميلة الهادفة الملتزمة، ونعاني من جفاف واقعنا، ومن تصحّر عواطف الكثيرين في محيطنا القريب والبعيد! فكم نحسّ بغربة خانقة لاهبة ونحن نعيش بين أهلنا أو مع غيرنا من الغرباء!
وكلانا ينوء بحمل ثقيل من القيم والمبادئ التي نريدها لكلّ الناس من كلّ الأجناس!
إنّنا نؤمن بالعدالة الاجتماعيّة، ونرفض احتكار الحقيقة، وندعو للتعدديّة الفكريّة بعيدًا عن التعصّب والشوفينيّة، وننشد التطوّر والتجدّد في جميع ميادين الحياة وإلّا صار مصيرنا كالمياه الراكدة التي تصبح آسنة فاسدة ضررها أكثر من نفعها!
وأخيرًا، كلانا لا نهاب الموت ولا نخشاه، ونرغب في العيش لنواصل مسيرة العطاء لجعل الحياة أجمل وأفضل! لكن، أخي إبراهيم مالك يتفوّق عليّ بهذا الحنين الموجِع لمسقط الرأس في بلدة سمخ الرابضة على ضفاف بحيرة طبريا الخالدة! كذلك، يبزّني بحبّه الجارف لطفولته البريئة الساذجة السعيدة في حضن أمّه الحانية، وعلى تراب أرضنا المعطاء!
وطبعًا، يختلف عنّي في كونه عاش في عواصم أوروبا ينهل العلم والفنّ ورقيّ الروح والفكر بعيدًا عن صخب شرقنا وعشوائيّته المقيتة!
أختتم حديثي، مع أنّي قد أطلتُ مخالفًا مقولة: ما قلّ ودلّ:
أطال الله في عمرك أيّها الأخ الصديق، ومتّعك بالصحّة والعافية، وأدام إبداعك وعطاءَك!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. د. محمود أبو فنه كفر قرع
اقرأ المزيد في هذا السياق:
[…] قدمها كل من الكاتب محمد علي سعيد, الفنان جمال حسن , د. محمود ابو فنه, الكاتب مفيد صيداوي, د. حسام مصالحة واحمد مصاروة. كما […]
[…] حفل تكريم الشاعر ابراهيم مالك في وادي عارة إبراهيم مالك – أنت نعمَ الأخُ الذي لم تلدْه أمّي! […]
أخي وعزيزي الدكتور أبو سامي ، كم أنا سعيد حين أتذكَّر قِلَّةً من صحبي ، أنت أحدهم ، فأشعر بمتعة حياة عامرة بالتفاؤل ورغبة في أن أبقى ، ما مكنني مصيري الحياتي ، واحدا من عُشاق مجالسهم وعوالمهم . التواصل معك ومع عدد من الأصدقاء في وادي عارة الجميل يكسبني شعور إصرار على مواصلة الكتابة رغم تعبي الجسدي . ابراهيم مالك.
مساء الخير للجميع انه لشرف كبير لي ان يجتمع عمالقة الادب والفكر والثقافه بمبادرتي المتواضعه شكرا جزيلا لمن حضر شكرا لضيوفي من الجليل الشامخ والمثلث الصامد شكرا لجميع الروابط شكرااا للشاعر عمار محاميد الذي قام بعرافة الحفل شكرا لطيب الشاعر زياد محاميد الذي قطع المؤتمر الطبي وجانا ليكون شاهدا على هذا الحدث شكرا لاحمد الهشمي ولابو البراء الذي قام بالتصوير
شكر والف شكر لرابطه نور الامل واعضائها ورئيسها السيد المحامي نهاد زرعني لدعمهم االمعنوي الدائم اشكركم جميعا واكثر
مساء الخير لك يا سهاد ولكل من شارك في الامسية ولكل القراء
بل الشكر كله لك على هذه اللفتة الطيبة والتي تشكل، برأيي خطوة حضارية جبارة. ان الالتفات الى المفكرين والادباء والشعراء والعلماء والفنانين وكل مساهم في بناء حضارة شعب في حياته، لهو من علامات التقدم نحو مسار حضاري ليس شائعا لدينا. فنحن بشكل عام نكرم الغائبين عنا ونحسن ذكر موتانا، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة اليهم وهم أحياء، قادرون على العطاء وبالاخص على التفاعل الفكري، معنا ولنا.
وفي حالة الشاعر الكبير، ابي مالك، خصوصية قل ان نجدها عند غيره، واقول هذا ليس من باب المفاضلة. فأبو مالك، وبناء على تجربته في دراسة الفكر الغربي واستيعابه له، يشكل بشعره وادبه اتجاها فريدا في العقلانية نحن بأمس الحاجة اليه. ذلك، لأن مشكلتنا الاساسية في الشرق، لا بل في العالم الاسلامي، تكمن في تحرير العقل العربسلامي من اسار يقيده منذ عدة قرون.
آمل ان تشكل هذه الامسية فاتحة لسلسلة من الندوات الفكرية مع أبي مالك وغيره من ادبائنا، نناقش خلالها وضعنا الفكري، نحدد نواقصه ونسعى لتحسينه.
د. حسام مصالحة
كم أنا سعيد بمشاركتك النوعيّة التي تدلّ على سعة الاطلاع،
وعشق الحرف الجميل، والتزام بالفكر النيّر.
لك خالص المودّة والتقدير
د. محمود أبو فنه