تجربة أسمهان خلايلة القصصية
تاريخ النشر: 09/04/15 | 15:39أسمهان علي خلايلة قاصة وكاتبة اجتماعية تنتمي إلى فئة الكتاب الذين يلتزمون عن وعي قضايا الناس والمجتمع، وتتوزع اهتماماتها وتتنوع على القصة والرواية والخاطرة الاجتماعية النقدية.
عرفتها المنابر الصحافية والملاحق الأدبية والثقافية في هذه الديار منذ قرابة الـ 3 عقود ونيف، واستطاعت أن تشق طريقها المليء بالأشواك والألغام، وحققت حضورها ووجودها في النسيج القصصي والفضاء الأدبي المحلي، بالرغم من أن النقد لم ينصفها.
وما يميز أسمهان عن عيرها من الكاتبات والمبدعات أنها لم تضع هالة حول نفسها، ولم تصب بعدوى النرجسية وعشق الذات المنتفخة وأخفقت في كسب ود المتأدبين والنقاد وأشباههم، وكونت لنفسها هوية خاصة. وهي لا تكتب للنقاد بل تكتب للناس وعامة الشعب والقراء، وكتاباتها تنطوي على فائدة اجتماعية ونفسية وأخلاقية بهدف الإصلاح والتغيير، وتطور المجتمع في سلم التقدم والحضارة، وهي تتصف بالجرأة والاستقلالية والرأي الحر الواضح والصريح ولا تتنفس من رئة غيرها.
ولأسمهان خلايلة مجموعتان قصصيتان هما “الحصاد الأخير “و”مروة والعيد ” وقصة طويلة “نوفيلا” بعنوان “آخر النفق”، وكتاب “لا حامض ولا حلو ” الذي يشتمل على مقالات ومعالجات انتقادية اجتماعية وسياسية.
أسمهان خلايلة تعيش وتحيى الهم الفلسطيني والقومي والاجتماعي وحالة القهر والتشظي والتردي، وكتباتها ترصد الواقع الاجتماعي والفكري والسياسي والنفسي والأخلاقي، وتطرح العديد من الهموم والقضايا التي تواجه الإنسان العربي والفلسطيني، وتحرك في صدورنا أشياء كثيرة دفينة، ولوحاتها الاجتماعية هي لقطات حية من صميم واقعنا وتعي ما يدور في مجتمعنا، القروي والمدني على حد سواء، من وجهة نظر خاصة، وبأسلوب نقدي واقعي يمور بالمرارة والألم، وكل لوحة تعرض صورة أو مشهداً من مشاهد الواقع الاجتماعي المعيش.
ومن خلال طرح ومعالجة هذه القضايا تبغي وتريد إصلاح وتقدم ورخاء المجتمع، فتكتب عن المظاهر السلبية والعلل الاجتماعية الحادة السائدة، كالرياء والنفاق وشيزوفرينيا التفكير واعنف المستشري والذوق الفني والجنسي المشوه والتعري الفاضح واللباس المكشوف والأغنية العربية الحديثة المبتذلة، وغيرها من القضايا والمسائل الاجتماعية والواقعية.
ويشدنا أسلوب أسمهان خلايلة الشائق والممتع، ولغتها السهلة الواضحة الشفافة والمنسجمة التراكيب، وجودة الوصف، ودقة الملاحظة، وتنوع وثراء وعمق المضمون والرؤية الفنية المتقدمة.
أسمهان خلايلة تتأجج مثل النار في الهشيم، تحلق في فضاء النص وتشرع النوافذ للجديد، وتكشف في معالجاتها هموم المجتمع ومشاكله وقضاياه المعاصرة بكل حدة وجرأة. أما قصصها فهي ذات محتوى ومرتكز إنساني وأبعاد فنية ودلالات فكرية تكمن في النفسيات وخلق الشخوص بدقة متناهية.
ومجمل القول، أن كتابات أسمهان خلايلة نموذج للكتابة الواقعية الهادفة، وكسر للطابو الاجتماعي، وثورة على القشور والشكليات لأجل الإصلاح والنهضة، ومن حقها أن تتبوأ مكانة لائقة في ساحتنا الأدبية ومشهدنا الثقافي الإبداعي.
شاكر فريد حسن