حوار الليل!!
تاريخ النشر: 24/12/12 | 6:21…ونسيمات الهواء العليل تنقل اليها همساته الدافئة لتغفو كطفلة صغيرة ملتحفة بالحنين وكعادتها تحاورالليل .أثناء حوارها مع الليل وسؤالها له عن الاشعار التي نسجت باسمها من نجومه …وعن مكان اختفاء بريقها.يبتسم القمر لها مجيبًا برقة وهدوء…لما لا تسألي قلب الحنين ليجيبك؟!
ابتسم وقال نعم هو شاعر الليل فحين تبزغ شمس الفجر تتبدد حروفه فمما أنت متعجبة اذا؟!
تجيبه:”لما أهل لا يليق به سوى الاسود مثلا؟!”
“أما يستطيع حفظ مشاعره بين وريقاتي…لتكون لي كأقراط الندى ؟!”
يجيب :”صدقا كلامك لانه لو حفظها فوق الشمس لاحترقت”
قالت وأين هي اذا؟!
أجاب قائلا:”الاحرى بك أنت بأن تسألي أين قلبه الان؟”
قالت مبتسمة وقد ضاقت ذرعا من برودة أعصابه!
سألت هيا أجبني
قال:”قد تكون حلقت به احدى خفافيش الوادي ليلا”
قالت:”أهل تريدني أن أفهم من كلامك بأن ما عشته لم يكن سوى أحلام وانتهت؟!
قال:”ما بك؟!”
طلبت منه متلهفة أن يحدثها اذا ما كان هو من سلم قلبه أو سلبته خفافيش الليل
فضحك قائلا:”يبدو بأن فضولك قاتل, الا زلت مستعدة على المواصلة؟,أظن بأنك تعبت اخلدي للنوم الان وسيكون لنا حديثًا اخر لاحقا”
قالت مبتسمة ودمعة حرة متلئلئة بكلتا عيناها:”لن يغفو لي جفن حتى أسمع الاجابة الشافية لسؤالي…ويجدر بك أن تعلم بأنه:” لم يسبق لاحد أن استطاع الفوز علي ,الا هو انتصر على قلبي بتملكه لفؤادي وبيده روحي الان”!
قال:”مهلا على رسلك الارواح بيد خالقها بما فيها روحك وروحي وروح عشيقك”
قالت ناقمة:”كنت أخشى يوما بأن أتيه ببحر عينيه وأضل موطني بشفتيه وأنت تريد اقناعي بكل بساطة بأن حتى قلبه لم يعد لي؟!
قال:”هو لم يكن لك منذ البداية لانه لو كان لك لما خسرتي قلبه بهذه السهولة والسرعة الفائقة ,أذكرك بأنك أنت من قلت لا يمكن للحب أن يخبو تحت غمام النسيان”
وان لم يعد هناك حب فهو لم يكن يحبك منذ البداية”.
قالت متعجبة:”وأشعاره؟!
قال :”هو شاعر يسهل عليه نظمها بلا مشاعر”
قالت :”ولكن الانسانية صفة قيمة واجب على كل انسان التحلي بها لا التخلي عنها وهو بالنسبة لي ملاك”
قال:”هو بشر يخطئ قد يصعب عليه ضبط مشاعره فاسمحيه عذرا”
قالت :”لست مزعوجة منه فلا يمكنني أن أعيبه لان العيب ليس بالنقص وانما بانكار وجوده”
قال سيدتي :”اعتبري أن صدمات الروح ليست سوى ومضات علاج من خدوش الكبرياء”
قالت بحزن:”اه قد غزت سموم الخيبات التي أتت بها تلك العقربة البلهاء كل الامال”
حينما تقترب منية الانسان يغدق على روحه الله بسعادة عظمى ثم يفقده اياها لتبدأ سكرات الموت هذا حالي الان.
قال :” صفع ألفؤاد كالماء البارد يبطل تأثير نبيذ الحب .يوقظ العقل من ثمله…يعزز من قوة التحمل لدى القلب”.
قالت مقاطعة كلامه لا تكمل كفا ثم أجهشت بالبكاء وقال :”كفكفي من دموعك لاجل ابتسامة كان يتوق لرؤياها”
فحاولت الاكمال بعد لحظات سادها الصمت نظرت للسماء ,حتما من الان فصاعدا سأرتشف السعادة من شفاه الوحدة فتتأوه حرارة اللذة”
قال مبتسما محاولا أن يخفف من حزنها يهلكنا الحنين لشخص أعجبنا به وأحببناه ولكن بيوم ما سنتمنى لو أنه لم يكن للحنين أدنى وجود .حين يفرض علينا شخصا اخر أعجب به أهلنا !! ولو عرفت ما يخبئه القدر لك من تدبير لامورك لبكيت فرحًا.
قالت:”هو قدري ولو صدق بمدى حبي له لانتحر خجلا:”
فضحكا سويا ونظرت اليه تريد احتضانه
قائلة نعم :”اضحك فشر البلية ما يضحك”
قال:”حنونة كفا”
قالت ولكن حبي له لن ..
فقاطع حديثها بنبرة حاسمة
حاولت الاكمال مرة أخرى قائلة:”كم تمنيت بأن أتخذ أهدابه السمراء المظللة لعينيه اللؤلؤتين الخضراوتين أرجوحة لاغفو بين جفنيه كطفلة وديعة أرتشف من رحيق شفتيه فأنام”
قال مقطب الحاجبين متعجبا:”أهل انتهيت”؟!
كفاك أحلام
وما كل ما يتمناه المرء يدركه
فقاطعته ورب امرء يلقى حتفه فيما تمناه
فصمتت وقالت له:” مد يمينك ..مد كف الياسمين..
دثر قلبي لعلك تذهب أنين الحنين
لينصهر دم الشوق المتجمد بعروق الرياحين”
قال:”من الصعب تغيير الجوهر ولكن من السهل تغيير المظهر”
لن أطلب منك نسيانه الان ولكن على الاقل انتصري لكبريائك ولا تسمحي له أو لاي كان أن يحاور غرورك دعيه وشأنه أما جرح قلبك فالسنين التي أتت به اليك ستعالجه وستبعده عنك
وتوكلي على الله وحده من سيخلصك من هذا العذاب.