حاتم جوعية يلتقي بطل كمال الأجسام نعيم عساقله

تاريخ النشر: 12/04/15 | 9:01

مقدِّمة وتعريف (البطاقة الشَّخصيَّة): الرياضي وبطلُ كمال الأجسام المعروف “نعيم يوسف عساقله ” من سكان قرية المغار، في مقتبل العمر، متزوِّجٌ ولهُ ولدان، أنهى دراسته للمرحلة الثانويَّة واتَّجَهَ بعدَ ذلك للرياضةِ ودرسَ موضوعَ الرياضة البدنيَّة في عدَّةِ معاهد وكليَّات محليَّة، مثل: كليَّة “أوهلو” وهو حاصل على شهادةِ مدرِّب للرياضةِ البدنيَّةِ ومتخصِّصٌ في مجال كمال الأجسام. ونعيم يمارسُ الرياضة منذ نعومةِ أضفارهِ ولهُ عشقٌ وحُبٌّ كبير لهذه الرياضةِ (كمال الأجسام).. وفي بداياتهِ الأولى افتتحَ معهدًا للتدريب في بيتهِ.. وبعد ذلك طوَّرَ ووَسَّعَ هذا المعهد وأصبحَ اليوم من أوسع وأكبر معاهد تدريب كمال الأجسام في البلاد.. ويحوي على جميع الأجهزةِ والمعدَّاتِ الهامَّة والحديثةِ التي لا توجدُ في كلِّ معهد رياضي لتكاليفها وأسعارها الباهظة.
لقد شاركَ نعيم في عدَّةِ مسابقاتٍ وبطولاتٍ لكمال الأجسام وحصلَ على مراتب أولى في هذه المسابقات، مثل: بطولة إسرائيل (البلاد)… وبطولة الشَّمال وبطولة بطل الأبطال لسنة 2005… وغيرها..
وكان لنا معهُ هذا اللقاء الخاص والمطوَّل.

متى بدأتَ تمارسُ رياضة َ كمال الأجسام ولماذا اخترتَ هذا النوعَ من الرياضة ولم تتَّجه إلى نوع ومجال آخر من الرياضة؟؟
السَّببُ هو ميولٌ ورغبة ٌ فأنا أحبُّ هذه الرياضة وجسمي ملائم جدًّا لممارستها.

حبَّذا لو تحدِّثنا عن بداياتِكَ الأولى في هذه الرياضة وكيف كان التشجيعُ ومن أيَّةِ جهاتٍ.. وهل واجهتكَ عراقيل وصعوبات في بدايةِ المشوار؟؟
بداياتي الأولى والنادي الأول الذي التحقتُ بهِ وبدأتُ أتدرَّبُ فيهِ هو نادي أو معهد “ستالوني” بطبريا.. وانتقلتُ بعد ذلك لنواد ومعاهد أخرى، مثل: معهد “فوناكوشي” للكاراتيه وكمال الأجسام – في مدينة الناصرة بإدارةِ وإشراف بطل الكاراتيه الأول في البلاد الدكتور” جعفر ناصر الدين “، وكنتَ أنتَ يا حاتم تتدَرَّبُ وتعلمُ وَتُمَرِّنُ الكاراتيهِ للطلاب في هذا المعهد سابقا. وتدرَّبتُ أيضا في معهد أبو مراد – الناصرة وغيرها من المعاهد…وبعدها تعلمتُ في عدَّةِ كليَّات وحصلتُ على عدة شهادات للتدريب، ومنها تدريب الأطفال (كتخصص). ثمَّ افتتحتُ معهدًا لي في البيت وبعدها طورتُ هذا المعهد وهو يحوي على جميع الأجهزةِ والمعداتِ الضروريَّة والهامَّة لكمال الأجسام.. ويأتي إلى هذا المعهد رياضيِّون من قرية المغار والكثير من القرى المجاورة.
بداياتي لم تكن سهلة ً..طبعا فلم يكن هنالك قبل عشرين سنة أيُّ معهدٍ للرياضةِ في المغار وكنتُ أسافرُ إلى مدينةِ الناصرة وغيرها لأتدرَّب الرياضة، ولم يكن التشجيع والاهتمام لجميع فروع الرياضة كما هو اليوم بل على العكس كان هنالك الذين يحاولون أن يحبطوا الشخصَ الذي يمارسُ أيّ نوع من الرياضةِ…ولكنني تابعتُ ووصلتُ إلى ما وصلتُ إليهِ… والرياضة هي شيىءٌ هامٌّ للإنسان من ناحيةِ جسديَّةٍ وصحيَّةٍ ونفسيَّةٍ وعقليَّة.. وكما يقولُ المثلُ: ( العقلُ السَّليمُ في الجسم السَّليم). والرياضة ُ قد تقوِّي الشَّخصيَّة َ أيضا وتدخلُ الثقة َإلى النفس والشعور بالسعادةِ والارتياح.. ويكفيها أنها تحسِّنُ وتحلِّي الجسمَ والقوامَ وتقيهِ وتحميه من الأمراض والمشاكل، وخاصَّة ً:مشاكل القلب وضغط الدم والجلطة الدماغيَّة وغيرها. فالذين يعانون من هذه المشاكل وخاصة الذين يصابون بالجلطة (السكتة الدماغيَّة) هم لا يمارسونَ الرياضة َ إطلاقا ولا يقومون بأيِّ مجهودٍ جسماني.

أنتَ لديكَ الآن معهدٌ رياضيٌّ كبيرٌ معروف ومشهور لكمال الأجسام فيهِ كلُّ المعدَّات والأجهزة اللازمة والهامَّة والثمينة.. متى أقمتَ هذا المعهد وكيفَ أستطعتَ وتمكنتَ من افتتاحه لأنَّ تكاليفه الماديَّة كانت باهظة جدًّا.. وكيف إقبالُ الرياضيين إليهِ ومن أيَّةِ أجيال؟؟؟
– طبعا إفتتاح هذا المعهد ليس بالأمر السهل والهيِّن فقد كلَّفني مبالغ كبيرة وباهضة واستعنتُ بالقروض البنكيَّة لكي أستمرَّ، ولقد إستطعتُ تخطّي الصُّعوبات الماديَّة وتمكنتُ بشكل تدريجي من تسديد الديون.. ولأنَّهُ معهد معروفٌ وعلى مستوى عال وفيه كلُّ الأجهزة والمعدَّات الرياضيَّة اللازمة فيأتي إليهِ عددٌ كبير من الرياضيِّين من مختلف القرى…وأنا بجهد دؤوبٍ ومثابرةٍ واصلتُ المسيرة َ والعطاءَ لخدمةِ الرياضة والرياضيِّين. والرياضيون الذين يتدرَّبون في معهدي من جميع الأجيال تقريبا (من جيل الطفولة دون العاشرة حتى جيل ما فوق الستين)… ومن مختلف شرائح المجتمع…. أساتذة وأطباء ومحامون ومهندسون ومهنيون وتقنيَّون وعمال وكادحون.. إلخ.

هنالكَ الكثيرُ من النوادي ومعاهد كمال الأجسام في قرية المغار و في معظم القرى والبلدان… كيف مستوى هذه المعاهد والنوادي.. وهل جميعها مؤهَّلة من ناحيةِ المُدرِّبين وحاملي شهادات التدريب المُرخَّصة.. ومكيَّفة من ناحيةِ الأجهزة ومعدَّات التمارين.. أم ماذا؟؟
أنا لا أستطيعُ أن أحكمَ غيابيًّا على الجميع وحسب ما أعرفهُ إنَّ معظم النوادي والمعاهد هي على مستوى عال ومقبول ولا بأس بهِ من ناحيةِ المَعدَّاتِ والأجهزة والمُدَرِّبين، وربَّما يكونُ هنالك بعضُ النوادي أو بالأحرى أشخاصٌ غير مؤهَّلين يفتتحون محلات وأماكن للتدريب وتفتقرُ هذه الأماكن للأجهزةِ والمعدات الكافية واللازمة وللقاعة الواسعة وللمدرِّبين الأكفاء.. ربَّما والله أعلم.. فلا أستطيع أن أجزم وأأكد هذا.

رأيكَ في مستوى الرياضةِ ككل، وخاصَّة رياضة كمال الأجسام محليًّا، ومقارنة ً مع المستوى خارج البلاد.
المستوى المحلِّي لا بأس بهِ، بل أستطيعُ القول إنَّهُ عالي جدا، ولكن لا يوجدُ دعمٌ وتشجيعٌ للرياضةِ بشكل عام وخاصَّة لرياضةِ كمال الأجسام والملاكمة والكاراتيه…فالرياضي في المسابقاتِ والمبارياتِ يدفعُ من جيبهِ ويتكبَّدُ مبالغ باهظة (في المباريات المحليّة وخارج البلاد)..ولكنَّ المستوى خارج البلاد في جميع أنواع وفروع الرياضة أعلى بكثير من المستوى المحلي عندنا بفضل الإهتمام والدَّعم من قبل المؤسَّسات والجهات المسؤولة ورجال الأعمال وغيرهم.

كيف أنتَ والصَّحافة وتغطيتها لأخباركَ ونشاطاتكَ في مجال الرياضة..من كتب عنكَ من الصُّحفِ ووسائل الإعلام المحليَّة؟؟
هنالك صحيفة “هآرتس” كتبت عنِّي وعن النادي الذي أديرُهُ وأشرف عليه ( فقط صحف عبريَّة وأجنبيَّة كتبت عني) وأمَّا الصحافة العربيَّة فأنتَ الصَّحفي العربي الوحيد يا حاتم الذي كتب عنِّي حتى الآن.. وهذه نقطة هامَّة ومحزنة كيف أنَّ الصَّحافة َ العربيَّة المحليَّة جميعها وعلى مختلفِ أنواعها (المسموعة والمرئية والمقروءة ومواقع الأنترنيت) لا تهتمُّ كما يجب بالنوادي الرياضيَّة وبالأبطال العرب الرياضيِّين الذين حققوا نجاحا واسعا وحصدوا الأوسمة والجوائز.. إنَّهُ لشيىءٌ محزنٌ ومؤسف… وهذا الأمرُ لا يقتصرُ على الرياضةِ فقط بل على المجالات الإخرى: الأدبيَّة والفنيَّة والثقافيَّة..

الأبطالُ المفضَّلونَ لديكَ في رياضة كمال الأجسام؟؟
الأبطالُ المفضَّلون: – محليًّا: “عادل كنعان ” وكان بطل إسرائيل والوسط العربي لعدّة مرَّات. والرياضي ” حسام المصري ” من أبو سنان.. وغيرهما. وعالميًّا: جي كيتلر… ودينس جيمس.. وكان وما زالَ بطلي المفضَّل “آرنولد” وهو أحدُ الشَّخصيَّات التي أقتدي بها وأعتبرُهُ بطلا عالميًّا أبديًّا في كمال الأجسام.

هنالك العديد من الرياضيِّين وخاصّة الذين يُمارسون رياضة كمال الأجسام يستعملون ويتعاطون مواد منشِّطة عن طريق الإبر وغيرها… ما رأيُكَ في هذا الموضوع وحسب رأيكَ ما هي المضاعفاتُ السلبيَّة والأخطار التي قد تنتجُ من تناول هذه المنشطات والسُّموم – حسب قول البعض… وهل أنتَ تستعملُ هذه الأشياء والمواد والرياضيون أيضا الذين يرتادون معهدِكَ الرياضي ويتدرَّبُونَ عندك؟؟
هنالك مواد مضرَّة مثل: (أسترويدات) التي لها مضاعفات سلبيَّة ووخيمة على جسم الإنسان ككل…والمؤسف أننا نرى الإقبال على تعاطي هذه المواد والأدويَّة المنشِّطة كبيرا بين الشباب الصغار لعدم تفهُّمِهم وإدراكهم للمضاعفات السلبيَّة لهذه الأدويةِ والمواد السَّامة.. وأمَّا بالنسبةِ للبروتين المركز الذي يستعملهُ معظمُ الرياضيين في مجال كمال الأجسام فهو شيىءٌ طبيعي ولا يضرُّ وبإمكان كلِّ رياضي إستعماله لتكبير العضلات ونموِّهَا، ولكن بشرط أن يكونَ الإستعمالُ بشكل منتظم وبكميَّات ملائمة ومعقولة.

هنالك العديدُ من الأشخاص يتتدرَّبونَ أشهر وسنوات طويلة كمالَ الأجسام ولا تكبرُ عضلاتهُم بشكل ملحوظ.. بل قد تبقى كما هي أو تكبير قليلا جدًّا.. (إذا لم يتناولوا ويأخذوا البروتين المركَّز وغيره من المواد الأخرى التي تكبِّرُ وتنفخ العضلات في فترة قصيرة)…وهنالك من هم في فترةٍ قصيرةٍ (خلال أسابيع وأشهر) تكبرُ عضلاتُهم وتنتفخُ بشكل كبير وملحوظ على التمارين من دون أن يستعملوا أيَّة َ مواد منشطة أو بروتين مركَّز…ما هو تعقيبُكَ على هذا؟؟؟
تعليقي هو: إنَّ رياضة كمال الأجسام العنصرُ الأساسي فيها هو: القابلية للجسم في إستيعاب واستخدام البروتينات بشكل عام وتحويلها إلى خلايا وأنسجة عضليَّة، ومن المعروف أننا كشعب شرقي ككلّ يوجدُ لدينا فئة قليلة جدًّا من الأشخاص الذين يحتوي جسمُهم على إنزيم مسؤول عن إسغلال البروتين واستيعابهِ وتحويله إلى أحجار بناء عضليَّة.

ما هي الأطعمة ُ التي تنصحُ بها الرِّياضيِّن (الذين يمارسون رياضة كمال الأجسام) في تناولها دائما؟؟
أهمُّ الأغذية هي مصادر البروتين الحيواني: كاللحوم والأسماك والبيض والبروتينات من مصادر نباتيَّة أيضا، مثل: الحمص، الفول، العدس… ويجب على الرياضي أيضا أن يتناول الخضراوات والفواكه بشكل يومي وأن يشربَ كميات لازمة وكافية من الماء وخاصة في فصل الصيف وعند الحر الشَّديد.

كلمة تحبُّ أن توجِّهَها إلى الجيل الناشىء والشباب الواعد في صددِ الرياضةِ وفوائدها؟
الإلتحاق بالنوادي الرياضيَّة المعروفة والتي فيها المسؤولون والمدرِّبون من حملةِ الشهادات وذوي الخبرة والمؤهِّلات والكفاءات.. لأنَّ النوادي غير المؤَهَّلة ممكن أن تسبِّبَ إصابات بالغة ومضار للجسم لمن يرتادُها ويتمرَّنَ الرياضة َ فيها.

أسئلة ٌ شخصيَّة ٌ؟
* طموحاتُكَ ومشاريعُكَ للمستقبل؟
– جواب – لديَّ الكثيرُ من الطموحات وهي لا تحصى، مثل: الإشتراك في مسابقات دوليَّة وعالميَّة خارج البلاد لكمال الأجسام.
* البرج: العقرب. * الأكلة المفضلة: هنالك الكثير من الأكلات.
* الشراب المفضل: الماء.

كلمة ٌ أخيرة تحبُّ أن تقولها في نهايةِ اللقاء؟؟
أتمنى من الجيل الذهبي وجيل الكهولة..(أي الكبار في السِّن) أن يتجهُوا ويلجؤُوا إلى الرياضةِ البدنيَّة لأنهُ بشكل عام الإقبال في وسطنا العربي قليل جدًّا وشبه معدوم إلى الرياضة لمثل هذا الجيل..ولأنَّ الرياضة َ – كما ذكرتُ سابقا – هامَّة ٌ جدًّا لتقويةِ الشَّخصيَّة وتنشيط وتقويةِ خلايا الدماغ ولحمايةِ الجسم من الأمراض والمشاكل الصحيَّة.
وكلمة ٌ أخيرة: أشكركَ يا أستاذ حاتم على هذا اللقاء الهام والشائق والشامل.

0

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة