عمل فني جريئ ورواية فلسطينية رائدة
تاريخ النشر: 12/04/15 | 11:18تجري في هذه الأيام مراجعات مكثفة على الانتاج المسرحي الجديد لمسرح مؤسسة الأفق للثقافة والفنون في حيفا، وهو مسرحية “ذاكرة” للكاتب سلمان ناطور والتي أعدت من جديد لتتصدر ثلاثيته الممسرحة “رحلة الصحراء”، “ذاكرة”، “سفر على سفر” و “يوميات حرب ما..”، وسيقوم الكاتب بنفسه بتقديم نصوصه على المسرح بأدائه الخاص والمميز.
يعتبر هذا العمل خطوة فنية أدبية جديدة وفريدة في نوعها، إذ يقدم الكاتب ابداعه الأدبي على خشبة المسرح دون وسيط، وسيتم تقديم العرض الافتتاحي لهذا الانتاج المسرحي الخاص في نهاية شهر نيسان الجاري.
يقوم بإخراج “ذاكرة” الفنان أديب جهشان المخرج المسرحي العريق وصاحب التجربة الغنية وأحد مؤسسي المسرح الفلسطيني في الداخل بعد النكبة، ووضع الموسيقى الفنان الياس غرزوزي، والخلفية السينمائية إياد نصر الله.
“ذاكرة”، الانتاج الجديد لمسرح مؤسسة الأفق للثقافة والفنون، عبارة عن مجموعة من النصوص والحكايات التي تربط بين ذاكرة المؤلف والذاكرة الجماعية الفلسطينية وهي تتناول فترة من أيام الانتداب البريطاني وأحداث النكبة وما تلاها على السنة ثلاثة أبطال هم الشيخ ابو صلاح والشيخ عباس وعبد الحسن وكلهم يحييهم الكاتب/ الممثل عبر حكاياتهم التي تشكل شهادات على تفاصيل حياة وقتل الانسان الفلسطيني في النكبة. هذا الفلسطيني الذي يرفض ان يموت ويرفض ان ينسى. والمؤلم – كما يأتي في مفتتح العمل- اننا أصبحنا نؤرخ لحياتنا ونذكر تواريخنا حسب هذه الأحداث المأساوية. حكايات المسرحية هي حكايات الناس البسطاء العاديين الذين يريدون أن يمارسوا حياتهم ببساطة وسرور، ويجعلهم في حالة من التخبط بين الحلم والواقع.
يقول المخرج أديب جهشان: “في هذا العمل المسرحي يخوض الكاتب سلمان ناطور تجربة التمثيل لأنه خير من يعبر عن الأحاسيس والمشاعر التي كشفتها المسرحية وبصدق، وهو يتمتع بحضور مميز ولافت للنظر رغم أنه لم يحترف التمثيل، وهذه خطوة جريئة تجريبيا وفنيا”.
يقول الكاتب والفنان عفيف شليوط، مدير مؤسسة الأفق للثقافة والفنون، أن مسرح الأفق، المشروع المركزي لمؤسسة الأفق، يخطو من خلال هذا الانتاج المسرحي خطوة هامة أخرى نحو ترسيخ مكانته في حركتنا الثقافية، وخطوة أخرى نحو الانطلاق للعالم العربي وللعالمية، فسلمان ناطور اليوم هو الكاتب الأبرز على ساحتنا الثقافية، وخطوة كهذه، أن نعرض مؤلفاته الأدبية على خشبة المسرح بمثابة تقديم خدمة لأدبنا ولمسرحنا في آنٍ واحد.
ويضيف الكاتب والفنان عفيف شليوط قائلاً :” عندما بدأت المراجعات على مسرحية “ذاكرة”، فاجأني سلمان ناطور بأمورٍ لم أكن أعلمها عنه من قبل، فهو كاتب مرموق وروائي فلسطيني بارز بدون أدنى شك، ولكن لماذا يخوض تجربة التمثيل؟ سؤال حيّرني في البداية، لكني اكتشفت خلال المراجعات على المسرحية، وخاصة في المراحل المتقدمة للمراجعات، أن سلمان ناطور لا يمثل، بل يعبر عن أحاسيسه ومشاعره على خشبة المسرح، كيف لا وهو مؤلف هذا الانتاج الأدبي الرائع، فهو خير من يعبر عن هذه الأحاسيس والمشاعر التي كشفتها المسرحية، كما أن سلمان وللحقيقة يتمتع بحضور مميز لافت للنظر بالاضافة لكونه كاتبا مميزا”.
ويضيف شليوط: “في خلال التدريبات أدهشني الكاتب سلمان ناطور بمدى شغفه بالتمثيل المسرحي، ومدى جديته في العمل، فكان يصغي للمخرج بشغف طفولي باحثاً عن كل جديد، وهو على استعداد مذهل للتجدد، يقبل على تجربته الجديدة بدون حدود وقيود أو عراقيل لولوج التجربة المسرحية. في الحقيقة لم أصدق ما أراه أو أسمعه خلال التدريبات، انسان بتجربة الكاتب سلمان الغنية في مجال الكتابة وبمكانته الأدبية يقدم على تجربة فريدة من هذا النوع، يستحق أكثر من وقفة، فإنها جرأة ما بعدها جرأة، ولكنها تجربة تستحق أن تُجرّب، وسيكون لها ما بعدها”.