بيتي هو قضيتي
تاريخ النشر: 26/12/12 | 5:23
لا يوجد شعب في العالم لا يحمل هوية, ورثها ويورثها من بعده لأجيال تأتي ليحافظ بها على تراثه، خصائصه, عاداته وتقاليده. هذه الهوية الجامعة التي تشكل مصدر انتماء ووفاء للتاريخ والأجداد والانتماء للأرض والمستقبل. هويتنا واضحة وليست محط جدل أو نقاش, فانتماؤنا ووفاؤنا لجذورنا راسخان في لغتنا، واضحان في أفراحنا وأتراحنا, بارز في طعامنا وملامحنا. ولكن هنالك المزيد في حياتي اليومية وواقعي الذي فُرض عليّ، وهو أنني جزء من واقع دولة إسرائيل. أنا اسكن هنا وقلبي هناك، ولكن مستقبلي مازال هنا, فإلى أين مصيرنا، كأقلية قومية، إذن؟
في هذا المقال أنا أخاطب الجميع, أخاطب أبناء شعبي وجلدتي، كما أخاطب الطرف الآخر, أيضا. ليس هنالك أصعب على الإنسان من أن يعيش مظلوما دون أن ينصفه أحد. في وضعنا نحن، كأقلية عربية فلسطينية في داخل دولة إسرائيل, أشعر بأنني وبأننا ما زلنا نحمل على أكتافنا مسؤوليات أكبر من تلك التي تتحملها الشعوب الأخرى, كما نحمل مركّبات هويّة تختلف عن باقي الشعوب. ليس حبا في شيء ولا كرها لشيء, ولكن السؤال الذي علي أن أطرحه كسياسي هو: مصيرنا إلى أين؟ نحن لا نحظى في هذه الدولة بمعاملة تليق بأهلها, ولا نُعامَل خارج الدولة بما نستحق, لا نـُذكـَر في المعاهدات الدولية ولا يتم إشراكنا في الخطط المحلية. ما زال تصنيفنا يتم، على مر السنين، كمواطنين من الدرجة الثانية، أو الثالثة حتى. لا أحد يستطيع إنكار واقع العنصرية والتفرقة, ولا أحد يستطيع أن يقتلعنا من أرضنا. ولذلك، أسأل مرة أخرى: مصيرنا إلى أين؟
أطمح إلى المساواة, الحرية والعيش بكرامة. أطمح أن أدرس تاريخي وأن أمارس عاداتي وتقاليدي دون مساءلات ودون موانع. أطمح أن أعيش بأمان وأن يدرس ابني (وابنتي) في أفضل المدارس وأن يحصل على ما يستحق دون تفرقة. أطمح أن يحيا شعبي بحريّة واستقلال وأمن وأمان. أطمح أن لا يكون هنالك فقر بين أهلي ولا بطالة, أطمح أن تتوفر لي حريّة أن أكون وأن أكبر دون عقبات سياسية, أطمح أن أعيش بسلام مع كل أهل الأرض وشعوبها دون تشويه هويتي وكياني أو سحبها مني. أطمح أن تكون مدننا وقرانا في أحسن حال, فيها الأشجار والحدائق والمتنزهات العامة, فيها المؤسسات والنوادي والملاعب. أطمح أن أعمل وأجتهد وأن أحصل على ما أستحق لأنني أستحق. أطمح أن أبني وأسكن في وطني وفوق أرضي دون هدم وعقوبات…أطمح للكثير في نفس المكان الذي أحيا فيه, مع نفس الهوية ومع نفس لون بشرتي واسمي, مع نفس هويتي، انتمائي، فكري وشعوري. لأنّ: هذا هو بيتي وهذه هي قضيتي.
أنا هنا وسأبقى هنا، لأنني من هذا المكان, باق دون جدل، مع كل ما أحمله من تعريفات ومن أسماء سياسية أختارها لنفسي بنفسي. أنا هنا وسأبقى هنا، مع حضارتي, تاريخي, قِيَمي, فني, ديني, لغتي وكل شيء أحبه. هذا ليس حلما يُفرض على أحد, بل هذا واقع يتوجب على مَن لا يريده أو ينكره أن يتعلم كيف يتقبله ويتعايش معه.
أنا أعلم بأن هنالك في الطرف الآخر من يفهمني ومن يوافقني, ليس في كل شيء ربما، بل في كثير من الأشياء. حتى بين أهلي وناسي، قد أختلف مع بعضهم في بعض الرأي. وهكذا هو حالي، أيضا، مع شركائي السياسيين في الحزب. فشراكتنا ليست لإلغاء الآخر، بل لحماية مستقبل الجميع، معا، دون تفرقة. أعلم أن هنالك من يعارضني ويختلف معي الرأي. أنا أتفهمهم ولا أنفيهم, بل أشد على أياديهم وأقول لهم إنني معكم وأكثر, فأنا أكمل طريقي حاملا رسالتكم ورسالتي التي أومن بها, وهي أنني جزء من واقعي ويجب أن أكون جزءا من عملية صنع القرار. ما أقوله هنا هو نفسه خطابي في كل يوم مع كل من أقابل وألتقي, مع أبناء شعبي ومع أبناء الشعب الآخر. هذا هو طرحي، وهو طرح صادق، مباشر وصريح لا مزايدة فيه ولا تمويه. ولأنهم إنسانيون، أفهمهم ويفهمونني, يوافقونني وأوافقهم, لأن الذي يجمعنا في نهاية الأمر هو أننا نريد العيش بسلام، بأمن وأمان، بحرية, بكرامة، بعدل ومساواة. لنا ولجميع من يقيم هنا.
لكل هذه الأسباب، ولكل هذه المركبات، أشدد على أن “بيتي قضيتي”! فأنا جزء من مجتمع يعاني من نتائج سياسات التمييز المتواصلة على مر عشرات السنين، يعاني حالة من تفكك النسيج الاجتماعي، الذي أصبح بحاجة ماسة إلى معالجة وترميم عاجلين, لأنه متى ضاعت اللحمة الاجتماعية وغاب التطور الاجتماعي فلن يبقى لنا ما نحميه وما نحيا من أجله. فتفشي الجريمة والسلاح الذي يقتلنا ويهدم بنيان مجتمعنا طوبة تلو الأخرى هو قضيتي. محاربة القوانين العنصرية والعنصرية بشكل عام هي قضيتي. تقوية الجهاز التعليمي والنهوض به إلى أعلى المستويات هي قضيتي. حقنا في البناء والتوسع في مدننا وقرانا هو قضيتي. بناء وتطوير المؤسسات الخدماتية لقيادة المجتمع نحو مستقبل أفضل هو قضيتي. حقنا في حرية التعبير عن آرائنا، عن مشاعرنا وعن تاريخنا القومي, السياسي والديني دون التعرض لنا وصيانة هويتنا – هو قضيتي. المساواة في العمل والدخل هي قضيتي. محاربة البطالة والفقر وتوفير أماكن عمل ودعم الاستثمار في مجتمعنا هي قضيتي. الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها وضمان تزويدها بالخدمات الاجتماعية هي قضيتي. معالجة مشكلة تراخيص البناء, تخصيص أراض كافية للتوسع وتوفير مساكن للأزواج الشابة هي قضيتي. ولأن هذا هو ما يحتاج إليه بيتي (أولادي وبناتي والأجيال اللاحقة)، فإن: بيتي (هو) قضيتي!
للتاريخ والأجداد والانتماء للأرض والمستقبل. هويتنا واضحة وليست محط جدل أو نقاش, فانتماؤنا ووفاؤنا لجذورنا راسخان في لغتنا، واضحان في أفراحنا وأتراحنا, بارز في طعامنا وملامحنا. ولكن هنالك المزيد في حياتي اليومية وواقعي الذي فُرض عليّ، وهو أنني جزء من واقع دولة إسرائيل. أنا اسكن هنا وقلبي هناك، ولكن مستقبلي مازال هنا, فإلى أين مصيرنا، كأقلية قومية، إذن؟
في هذا المقال أنا أخاطب الجميع, أخاطب أبناء شعبي وجلدتي، كما أخاطب الطرف الآخر, أيضا. ليس هنالك أصعب على الإنسان من أن يعيش مظلوما دون أن ينصفه أحد. في وضعنا نحن، كأقلية عربية فلسطينية في داخل دولة إسرائيل, أشعر بأنني وبأننا ما زلنا نحمل على أكتافنا مسؤوليات أكبر من تلك التي تتحملها الشعوب الأخرى, كما نحمل مركّبات هويّة تختلف عن باقي الشعوب. ليس حبا في شيء ولا كرها لشيء, ولكن السؤال الذي علي أن أطرحه كسياسي هو: مصيرنا إلى أين؟ نحن لا نحظى في هذه الدولة بمعاملة تليق بأهلها, ولا نُعامَل خارج الدولة بما نستحق, لا نـُذكـَر في المعاهدات الدولية ولا يتم إشراكنا في الخطط المحلية. ما زال تصنيفنا يتم، على مر السنين، كمواطنين من الدرجة الثانية، أو الثالثة حتى. لا أحد يستطيع إنكار واقع العنصرية والتفرقة, ولا أحد يستطيع أن يقتلعنا من أرضنا. ولذلك، أسأل مرة أخرى: مصيرنا إلى أين؟
أطمح إلى المساواة, الحرية والعيش بكرامة. أطمح أن أدرس تاريخي وأن أمارس عاداتي وتقاليدي دون مساءلات ودون موانع. أطمح أن أعيش بأمان وأن يدرس ابني (وابنتي) في أفضل المدارس وأن يحصل على ما يستحق دون تفرقة. أطمح أن يحيا شعبي بحريّة واستقلال وأمن وأمان. أطمح أن لا يكون هنالك فقر بين أهلي ولا بطالة, أطمح أن تتوفر لي حريّة أن أكون وأن أكبر دون عقبات سياسية, أطمح أن أعيش بسلام مع كل أهل الأرض وشعوبها دون تشويه هويتي وكياني أو سحبها مني. أطمح أن تكون مدننا وقرانا في أحسن حال, فيها الأشجار والحدائق والمتنزهات العامة, فيها المؤسسات والنوادي والملاعب. أطمح أن أعمل وأجتهد وأن أحصل على ما أستحق لأنني أستحق. أطمح أن أبني وأسكن في وطني وفوق أرضي دون هدم وعقوبات…أطمح للكثير في نفس المكان الذي أحيا فيه, مع نفس الهوية ومع نفس لون بشرتي واسمي, مع نفس هويتي، انتمائي، فكري وشعوري. لأنّ: هذا هو بيتي وهذه هي قضيتي.
أنا هنا وسأبقى هنا، لأنني من هذا المكان, باق دون جدل، مع كل ما أحمله من تعريفات ومن أسماء سياسية أختارها لنفسي بنفسي. أنا هنا وسأبقى هنا، مع حضارتي, تاريخي, قِيَمي, فني, ديني, لغتي وكل شيء أحبه. هذا ليس حلما يُفرض على أحد, بل هذا واقع يتوجب على مَن لا يريده أو ينكره أن يتعلم كيف يتقبله ويتعايش معه.
أنا أعلم بأن هنالك في الطرف الآخر من يفهمني ومن يوافقني, ليس في كل شيء ربما، بل في كثير من الأشياء. حتى بين أهلي وناسي، قد أختلف مع بعضهم في بعض الرأي. وهكذا هو حالي، أيضا، مع شركائي السياسيين في الحزب. فشراكتنا ليست لإلغاء الآخر، بل لحماية مستقبل الجميع، معا، دون تفرقة. أعلم أن هنالك من يعارضني ويختلف معي الرأي. أنا أتفهمهم ولا أنفيهم, بل أشد على أياديهم وأقول لهم إنني معكم وأكثر, فأنا أكمل طريقي حاملا رسالتكم ورسالتي التي أومن بها, وهي أنني جزء من واقعي ويجب أن أكون جزءا من عملية صنع القرار. ما أقوله هنا هو نفسه خطابي في كل يوم مع كل من أقابل وألتقي, مع أبناء شعبي ومع أبناء الشعب الآخر. هذا هو طرحي، وهو طرح صادق، مباشر وصريح لا مزايدة فيه ولا تمويه. ولأنهم إنسانيون، أفهمهم ويفهمونني, يوافقونني وأوافقهم, لأن الذي يجمعنا في نهاية الأمر هو أننا نريد العيش بسلام، بأمن وأمان، بحرية, بكرامة، بعدل ومساواة. لنا ولجميع من يقيم هنا.
لكل هذه الأسباب، ولكل هذه المركبات، أشدد على أن “بيتي قضيتي”! فأنا جزء من مجتمع يعاني من نتائج سياسات التمييز المتواصلة على مر عشرات السنين، يعاني حالة من تفكك النسيج الاجتماعي، الذي أصبح بحاجة ماسة إلى معالجة وترميم عاجلين, لأنه متى ضاعت اللحمة الاجتماعية وغاب التطور الاجتماعي فلن يبقى لنا ما نحميه وما نحيا من أجله. فتفشي الجريمة والسلاح الذي يقتلنا ويهدم بنيان مجتمعنا طوبة تلو الأخرى هو قضيتي. محاربة القوانين العنصرية والعنصرية بشكل عام هي قضيتي. تقوية الجهاز التعليمي والنهوض به إلى أعلى المستويات هي قضيتي. حقنا في البناء والتوسع في مدننا وقرانا هو قضيتي. بناء وتطوير المؤسسات الخدماتية لقيادة المجتمع نحو مستقبل أفضل هو قضيتي. حقنا في حرية التعبير عن آرائنا، عن مشاعرنا وعن تاريخنا القومي, السياسي والديني دون التعرض لنا وصيانة هويتنا – هو قضيتي. المساواة في العمل والدخل هي قضيتي. محاربة البطالة والفقر وتوفير أماكن عمل ودعم الاستثمار في مجتمعنا هي قضيتي. الاعتراف بالقرى العربية غير المعترف بها وضمان تزويدها بالخدمات الاجتماعية هي قضيتي. معالجة مشكلة تراخيص البناء, تخصيص أراض كافية للتوسع وتوفير مساكن للأزواج الشابة هي قضيتي. ولأن هذا هو ما يحتاج إليه بيتي (أولادي وبناتي والأجيال اللاحقة)، فإن: بيتي (هو) قضيتي!
بقلم:عيساوي فريج- كفر قاسم , مرشح ميرتس
بالفعل هذا ما يحتاجه مجتمعنا اشخاص يطرحون مشاكل مجتمعنا العربي وليس اشخاص اصحاب شعارات رنانه