بابا نويل فقط للابناء الاغنياء
تاريخ النشر: 29/12/12 | 3:18
لطالما احتار الكثير من الأثرياء ، وأصحاب النفوذ والأموال في الوطن والوسط العربي أين يقضي عطلة عيد الميلاد من نهاية كل عام ، وفي اي العواصم الأوروبية سيقضي تلك الليلة ، للسهر وتبذير الأموال بالحفلات الصاخبة. وهذه المقالة هي رسالتي لكل ابناء الديانات وغيرهم من المشاركين في احتفالات نهاية عام 2013 … بعض الأثرياء نتابعهم في الفضائيات ، يسرحون ويمرحون، ويتمايلون بالنوادي والمراقص الليلية، يشربون إلى حد الثُمالة فتتطاير رائحة “المشروب” من أفواههم المخمورة بضحكات ماجنة ، فاتحين حناجرهم للغناء والزغاريد، يخرجون من بين شفاهم دخان “السيجار” على شكل حلقات متطايرة، مع ابتسامات وقهقهات وكأن العالم كله ملكهم ورهن اشارتهم ، يثملون في كميات الشرب، وينصبب منهم العرق من كثر “الهز”، فيُحررون ربطات العنق ليتمكنوا من التنفس وللتخفيف من التعرق ، يخلعون معاطفهم المحشوة بفراء الحيوانات ، متجهين الى منصة الرقص حيث يتنافسون برشق الدولارات و”الكاش” التي تُثقل جيوبهم، وتُعيق حركتهم في التمايُل والرقص بجوار الراقصات ، وبكل ابتسامة ورحابة صدر يملأها السرور والضحكات.
وفي ذات الليلة ، في أمتنا العربية الملايين من العائلات التي تُعاني الفقر المدقع. فترى هؤلاء المساكين، يبحثون عن العيد فلا يجدونه ، تهتز “نياعهم” قشعريرةً وبرداً ، وتتراقص أقدامهم دون معرفة مقصد لها ، تارةً ، ركضاً لإسكات أطفالهم الجوعى، ” مرتدين الملابس البالية ” فالصيفية فوق الشتوية ، وكل ذالك من أجل الدفء والتعرق لكن دون جدوى وما زال البرد القارص ينقر في عظامهم… تتسابق الكلمات المبهمة في الخروج من أفواههم والتي تُعيقها الأسنان المتساقطة قصراُ وشفاههم المرتعدة بردا. يحاولون بأعينهم المدحورة في حجريها سد الثقوب السقفية في غرفهم السابحة بمياه الأمطار، ناهيك عن دوي أصوات البكاء وقرقعة البطون، وسط عدم مقدرتهم بسد ((عبق الجوع )) مشكلا معا لحن الشتاء الحزين المتناغم في ذلك العيد . حلموا كغيرهم باقتناء “شجرة عيد الميلاد” لكي تدخل على حجرات قلوب أبنائهم الصغار بهجة ليلة عيد الميلاد .
أحلامهم تطايرت مع الهواء والبرد القارص. ما العمل يا أبناء يصيح رب العائلة وهو يخرج زفرات الخوف وقد “انهد حيلي “؟؟ فالدين ممنوع والعتب مرفوع !!! فيكتفون بتلوين أحلام وخيال أبنائهم بسرد القصص عن الشجرة والعيد وهدايا “بابا نويل ” ، الذي ربما قصد مسكنهم تلك الليلة …. يترقبونه بكل ثانية ، لطرق الباب لعله جلب معه شيئا لسد (رمق ) الجوع ورسم ابتسامة على تجاعيد التي كان سببها قلة الحيلة وكثرة الحاجة …!!
في احتفالات رأس السنة 2013 ، هم يشعلون السيجار للتدخين والكيف، والفقراء يشعلون أنفسهم من أجل التغير. هم يطفئون الأضواء من أجل استقبال العام الجديد والفقراء يبحثون طيلة اليوم عن ضوء باهت لعلهم يرون امل قادما يدل على ملامح العام الجديد . وكل عام وانتم بخير .
كل احترام يا ربيع أني فخورة بك كما أنني متأكدة أن روح أستاذنا الطاهرة الأستاذ محمد وتد رحمه الله معك ومعي ومع جميع مع علمنا كيفية التعبير عما يجول في أعماقنا وانه لو قرأ ما تكتب وانت مهتم بمشاكل مجتمعنا لفرح كثيرا انك من تلاميذه والله ولي التوفيق… وأتمنى أن الرسالة وصلت لمن يجب أن توصل وتقرأ وترسخ في عقولهم…