نجاح باهر لأمسية “لعيون غزة” وعرض نساء حماس بكفرقرع

مع نهاية العام 2012 وفي أمسية ثقافية وطنية تضامنية بُوبت بعنوان “لعيون غزة”، فقد غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة بالأمس بجمهور غفير من مئات المحبين للفكر الوطني الفلسطيني الناقد الذين أمّوا ارض الحوارنة للمشاركة في الأمسية الوطنية التضامنية مع غزة وذلك تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي، إشراف، مبادرة وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي.

وقد كان في استقبال الجماهير الغفيرة التي وصلت من مختلف البلدان والقرى الفلسطينية إلى ارض الحوارنة كل من المحامي نزيه مصاروة، رئيس مجلس كفر قرع المحلي والسيدة مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في المجلس المحلي، إذ غصت قاعة المركز الجماهيري الحوارنة في كفر قرع بمئات الحضور من كفر قرع وقرى وادي عارة، أم الفحم ، باقة الغربية، جت ،معاوية، سولم، عارة، عرعرة، العريان، عين السهلة،برطعة، أم القطف، خورصقر،مصمص،إعبلين، زيمر،الطيبة،الطيرة،مصمص، يافا، حيفا، ميسر،جسر الزرقاء، الناصرة قلنسوة، الفريديس، إكسال، حيفا، البياضة، كفر قاسم، القدس، كفر مندا، وطمرة.

وافتتحت الأمسية السيدة مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفر قرع المحلي والتي حيت بدورها رواد الثقافة الوطنية من كل البلدان والقرى العربية الذين باتوا يشكلون القاعدة الجماهيرية للحركة الثقافية على ارض الحوارنة مرحبة بهم أروع ترحيب. وطلبت من الجماهير الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء العودان الأخير عل غزة وشهداء فلسطين عموماً وقراءة الفاتحة على أرواحهم.

ومن ثم حيت عريفة الأمسية الوطنية جميع الحضور مع حفظ الألقاب والاحترامات ذاكرةً رئيس المجلس المحلي المحامي السيد نزيه مصاروة، السيد خيام قعدان نائب مدير عام مركز السلطات المحلية للشؤون العربية، القاضي إياد زحالقة المخرجة السيدة سها عراف، الصحفي الناقد الأستاذ وديع عواودة محرر صحيفة حديث الناس، السيد وليد صادق، القاضي إياد زحالقة، الدكتور كمال الحسيني، البروفيسور مصطفى كبها ابنة يافا الأخت شيخة حليوة، السيدة زهرية عزب، وجميع الحضور مع حفظ الألقاب والمقامات.

وقد استهلت عريفة الحفل الأمسية بلمحة مقتضبة وسريعة حول اهم المحطات الثقافية للعام 2012 شاكرة الجمهور على حضورهم ومساندتهم لزرع كل هذه الأشجار في حديقة الذاكرة الوطنية، مؤكدةً انه كان انجازاً مشرفاً تشرأب له الأعناق ونعتز به بتواضع واثق.

وفي مستهل خطاب عريفة الأمسية الثقافية حول رؤيا إستضافة الفيلم والمبادرة لمثل هذه الأمسية فقد جاء في كلمتها:”اجتمعنا وإياكم هذا المساء في أمسية لعيون غزة العزة، أمسية تضامنية مع أرواح شهداء غزة والأسرى الفلسطينيين وركوعاً أمام دموع الأم الفلسطينية، ولم نجتمع كي نقيم حركة حماس ولا غيرها من تيارات المقاومة الفلسطينية التي نبجل كل إسهاماتها في الحفاظ على الأرض والوطن، وبعيداً عن الفئوية والتجزئة وعشقاً بالوحدة الوطنية، نقدم تحية خشوع وولاء لدمعة الأم الفلسطينية المحصورة هي في حنجرتها بالموازاة مع الحصار على غزة، فلا دمع مع الزغاريد، سوف نسعى لنلامس الجانب الإنساني المعتم والمُعتم للأم الفلسطينية من خلال فيلم نساء حماس!تحية للام الفلسطينية التي منعها كبرياء أم الشهيد من ذرف الدموع وحرقت قلبها وقلوبنا، تلك الدمعة البركانية التي يهملها العلم والقلم، تلك الأم الثكلى التي تلد روحها لتعده شهيداً فداء الوطن، ولها نقول ما قال سيد الكلمة درويش:

“أجمل الأمهات التي انتظرت ابنها….أجمل الأمهات التي انتظرته..

وعاد مستشهدا فبكت دمعتين ووردة ..ولم تنزو في ثياب الحداد”

ثم استطردت في التطرق إلى الجدلية العميقة التي سوف يثيرها الفيلم وتضارب الآراء حول العبرة الأساسية التي يستخلصها المشاهد بالقول “أكيدة أنا أن كل منا سوف يشاهد فيلماً آخراً بعيون أخرى مع الاتفاق على خط عريض وهو أن حركة حماس هي حركة المقاومة الفلسطينية الباسلة ولا نسمح ولا بأي شكل بتصويرها كحركة إرهابية كما يريد الآخر. سوف ننظر ونقيم حياتنا بشكل مختلف بعد هذا الفيلم الذي يعرفه البعض بأنه قاس! فيلم مثير للجدل العميق ويتواجد معنا في القاعة الصحفي الناقد الأستاذ وديع عواودة والمخرجة سها عراف لإدارة النقاش بعد الفيلم”.

وفي ختام كلمتها فقد وجهت زحالقة مصالحة تحية عميقة من القلب لغزة العزة التي تغنى بها كبار شعراء وأدباء المقاومة وكتب عنها أجمل الكلام حين قال شاعر فلسطين:

“ليست غزة أجمل المدن

ليس شاطئها اشد زرقة من شواطئ المدن العربية

وليس برتقالها أجمل برتقال

على حوض البحر الأبيض المتوسط

وليست غزة أغنى المدن

وليست أرقى المدن

وليست اكبر المدن

ولكنها تعادل تاريخ امة”

ومن ثم دعت رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة ليبارك الفعالية ويتطرق إلى مضمونها مشيرة إلى أن كفر قرع حازت عصر الخميس على جائزة الإدارة الاقتصادية السليمة من وزارتي المالية والداخلية، مباركة السيد المحامي نزيه مصاروة هذا الانجاز الزمرد ومؤكدة شموخ كفر قرع ومواطنيها عاليا بهذا الوسام، كما وباركت لكفر قرع ولمحاسب المجلس السيد نضال مصالحة هذا الانجاز الذي تألقت به كفر قرع دوناً عن كل السلطات المحلية العربية، مقدمةً جزيل شكرها العميق لرئيس المجلس على دعمه البارز لفعاليات قسم الثقافة وهذه السيرورة الرائعة داعيةً إياه ليبارك الفعالية،

من جهته وبدوره حيا المحامي نزيه سليمان مصاروة جميع الحضور على تلبية دعوات قسم الثقافة ومجلس كفر قرع المحلي مؤكدا على ضرورة العمل الثقافي الوطني في كل السلطات المحلية، كما وبارك للسيد خيام قعدان الذي حل ضيف شرف على الأمسية التضامنية “لعيون غزة” مباركاً له انتخابه مؤخراً لمنصب نائب مدير عام مركز السلطات المحلية للشؤون العربية، كما وحيا جميع الحضور مع حفظ الألقاب والمقامات، مؤكداً ترحيب واعتزاز كفر قرع بالحضور القطري.

ومن خلال قصيدة رائعة لام الأسير ألقتها ابنة يافا شيخة حليوة انتقل الجمهور إلى جو الفيلم وجو أمهات الشهداء وأمهات الأسرى المناضلين، ليليها نشيد موطني، إذ دعت عريفة الحفل الجماهير للوقوف من اجل أن تصدح الحناجر وتشرأب الأعناق بنشيد موطني لإبراهيم طوقان ومحمد فليفل، وعلت الأصوات وإلتحمت الأرواح بشحذ الهمم وحب الوطن لتملأ المكان حماساً وعشقاً للوطن.

ثم شاهدت الجماهير سوية قرابة الساعة فيلم “نساء حماس” الذي تطرق إلى حياة أربعة مناضلات وناشطات في الحركة، لتتضارب الآراء حول المفهوم الأساسي الذي يحرك الفيلم والرؤيا من ورائه، وقد تجلت التساؤلات في الندوة الفكرية الثقافية التي تلت الفيلم والتي أدارتها مها زحالقة مصالحة مديرة قسم الثقافة والتربية اللا منهجية بمشاركة المخرجة الصحفي وديع عواودة وسها عراف التي أجابت على المداخلات المميزة التي قدمها جمهور الفعالية النوعي، كما تطرقت إلى الأسئلة الكثيرة التي طرحها الجمهور والتي تتمركز حول الانعكاسات السلبية التي من الممكن ان يتلقاها المشاهد، من جهته أعطى الصحفي الكاتب وديع عواودة مداخلة في النقاش تطرق فيها إلى التجربة الغنية للمخرجة سها عراف التي أنجزت عدة أفلام تدلل على منطلقاتها الوطنية والفنية وتحديداً في فيلم نساء حماس، فقد استحضر الفيلم صورةً أو ورقة من غزة ربما رسمتها أربعة سيدات مناضلات يتمتعن بشخصية لافتة وخاصة جميلة الشطي إبنة يافا المهجرة، كذلك استحضر الفيلم مأساة أهلنا المحاصرين في غزة داخل هذا القفص الحديدي منذ ال 1948.

ومع ذلك فقد قدم عواودة تساؤلات حول بعض النقاط الهامة مثل الرؤيا التي تُنمط نساء حماس أو نساء غزة مؤكداً خشيته من تنميط المرأة الفلسطينية في العالم لا سيما وأن الفيلم يعرض في دول أجنبية، والنقطة الثانية هي تقديس الموت معبراً عن تخوفه من أن يتلقى المشاهد صورة ً خاطئة عن المرأة الفلسطينية التي طالما خاضت معترك الحياة والنضال جنباً إلى جنب مع الرجل وأقبلت على الحياة وطالما كانت ولادتها رمزاً للحياة والأمل وليس من اجل إنجاب من هم قد اعدوا خصيصاً للاستشهاد والموت سلفاً.

وقد استقبلت مديرة الندوة العديد من الأسئلة النوعية التي أبرزت جمهورا الرائع كجمهور حر ووطني مثقف غيور على حسه الفلسطيني وعلى روعة انتمائه لوطنه، وفي هذا السياق فقد أكدت لنا زحالقة مصالحة بأن هذا النقاش النوعي المدجج بالنقد والحراك النقدي والتثاقف بين المشاركين وبين المخرجة، هو احد أهم الأهداف التي نضعها نصب أعيننا حين نختار مضمون الأعمال الثقافية المستضافة مؤكدةً لمراسلنا أن كل واحد من المشاركين شاهد فيلماً آخراً بعيون أخرى مع الاتفاق على خط عريض وهو أن حركة حماس هي حركة المقاومة الفلسطينية الباسلة ولا نسمح ولا بأي شكل بتصويرها كحركة إرهابية كما يريد الآخر القومي، نعتز بحالة التثاقف الفكري والحراك النقدي بين جمهورنا والتي ارتقى إليها جمهورنا وهي وليدة سيرورة سعينا إليها، فلا نرضى بان يبقى جمهورنا في عداد المتلقي بل نريده ناقداً، وعلينا إخراج الجمهور من المربع الفكري النمطي ان علينا استضافة الأمور التي عليها إجماع بل علينا استضافة الأمور المثيرة للجدل لنوطد علاقتنا بالحقيقة من خلال الحوار المثقف”.

اختتما الأمسية بكلمة لرئيس المجلس المحلي المحامي نزيه مصاروة الذي حيى الجمهور على النقاش الراقي الذي يدلل على الفكر الناقد الحر كما وشكر الصحفي وديع عواودة على مشاركته في الندوة والمخرجة سها عراف على الجرأة في اقتحام زاوية غير مطروقة من قبل، والتي تعكس النساء المشاركات في المقابلات، مؤكدا أنها تجربة لا يستهان بها.

مسك الختام كان مع قصيدة وطنية أخرى لابنة يافا شيخة حليوه بعنوان “طفلي قلبي- أرسلك مع الشمس”.

تجدر الإشارة إلى انه تم تنظيم معرض للكتاب العربي لدار الفتى العربي ورزنامة سميح القاسم ومحمود درويش.