رقائق في دقائق (24)
تاريخ النشر: 17/04/15 | 15:00تنويه.. انه من الاهمية البالغة في هذا الزمن أن نعرض الموضوعات الهامة التي تتصل بالفرد والمجتمع بكل وضوح وبدون أي رتوش. لهذا قررت أن اطلق هذه الرقائق علها تكون سبب في تغير الفرد والمجتمع سائلاً المولى عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم..
تذكر..!
إذا وقعت في أزمة فتذكر كم أزمة مرت بك ونجاك الله منها حينها تعلم أن من عافاك في الاولى سيعافيك في الثانية… فعنوان سعادة العبد وعلامة فلآحه في ثلاثة امور : إذا أنعم الله عليه شكر وإذا ابتلى صبر… كل اوجاع الحياة تمحوها هذه الآية الكريمة : (فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا ) [ النساء : 19 ]. سلم أمرك لله وابتسم واطمئن فإن أتاك شيء فهو حتماً لك وإن لم يأتك فتأكد انه لا يناسبك ثق بالله دائماً… ادعوا معني هذا الدعاء : ” اللهم لا خير إلا منك ولا نصر إلا بك ولا توكل إلا عليك ولا نعيم إلا قربك جملني يا خالقي بعين لا تبصر محرماً ، وقلباً لا يعلق بمنكراً ، وبأذن لا تسمع ذنباً يا رب اجعل قلبي يذكرك لا ينساك ويخشاك كأنه يراك… أكبر طموحي جنتك يا رب اللهم اجعلنا من اصحابها اللهم امين.
عامل الناس بطبعك لا بأطباعهم..
جلس عجوز حكيم على ضفة نهر وراح يتأمل في الجمال المحيط به ويتمتم بكلمات وفجأة لمح عقرباً وقد وقع في الماء واخذ يتخبط محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق. قرر الرجل أن ينقذه فمد له يده فلسعه العقرب سحب الرجل يده صارخاً من شدة الألم ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مد يده ثانية لينقذه فلسعه العقرب سحب يده مرة اخرى صارخاً من شدة الألم وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة. على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث فصرخ به الرجل : أيها الحكيم لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية وها أنت تحاول للمرة الثالثة؟ لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ العقرب. ثم مشى باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً : يا بني.. من طبع العقرب أن يلسع ومن طبعي أن أحب واعطف فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي ؟؟!!
والعبرة من القصة يا اخوتي : أن يعامل كل واحد منا الناس بطبعه لا بأطباعهم مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان ؛ ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لأن الطرف الآخر لا يستحق تصرفاتك النبيلة وتذكر قول الله سبحانه : (فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ) [ الحجر : 85].
خوفاً من الإغترار..
عن سهل العدوي قال : كان بكر بن عبد الله المربي إذا رأى شيخاً كبيراً قال : ” هذا خير مني.. هذا عبد الله قبلي ، وإذا رأى شاباً قال : هذا خير مني.. فلقد ارتكبت من الذنوب أكثر مما ارتكب “.
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم..!
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أن مفتاح النفوس طِيبُ كلمـة ، وصدق حديث ونقاء سريرة وابتسامة مشرقـة ، وجمال لقاء وسؤال يسير عن حال من لم يعهد منك السؤال ، وأن النفوس بهذه تفتح وهو ما لم تقدر على فتحـه مئات النفوس فالأول باقِ والآخر ماض ، وأن أسوأ أمر تقوم بـه أن تحكم على إنسان بحكم غيرك عليـه دونما معرفـة شخصيـة بـه وأسوأ منـه أن تكون رسولاً بنقل ما سمعت “.
ورحم الله من قال:
لسانك لا تذكر به عورة امرئ……… فكلك عورات و للناس ألسن
وعينك إن أبدت إليك معايباً……… فصنها و قل يا عين للناس أعين
بقلم: محمود عبد السلام ياسين