معنى الظل يوم القيامة
تاريخ النشر: 20/04/15 | 15:591- وجه الإشكال: أن الظل في الحديث جاء مضافاً لله تعالى، فهل يكون صفة من صفات الله؟ وإذا لم يكن صفة من صفاته فعلى ماذا يحمل؟.
2- أقوال أهل العلم في هذا الإشكال:
أ- القول الأول: أن المراد بالظل ظل العرش، و إليه ذهب الصحاوي وابن عبد البر وابن رجب والقرطبي وابن حجر وابن منده والسيوطي وحافظ الحكمي.
واستدلوا بما يلي:
– أن الحديث جاء بلفظ “سبعة يظلهم الله في ظل عرشه” فهي مفسرة للأولى.
– أن الظل جاء مضاف للعرش في عدة أحاديث منها:
1- حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من أنظر معسراً أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ” الترمذي.
2- حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المتحابون في الله على منابر من نور في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله “.
ب – القول الثاني: أن المراد بالظل رحمة الله.
إلى هذا ذهب ابن عبد البر وذكره البغوي والبيقهي و غيرهما.
ومنهم من فسرها بالرعاية والكرامة والحماية يقال: أسبل الأمير ظله على فلان.
ج- القول الثالث: أن المراد بالظل ظل يخلقه الله تعالى.
إلى هذا ذهب ابن عثيمين يرحمه الله بل لم يجوز غيره وشدد رحمه الله وأنكر غلى من نسب الظل لله تعالى فهذا يلزم أن يكون الله تحت الشمس.
– وأما حديث: في ظل عرشه، فقد قال الشيخ: لأن المعروف أن العرش أكبر من السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم ، والسماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة للعرش كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض.
3- الترجيح: الذي يظهر والله أعلم أن المراد بالظل ظل العرش وهو الأرجح ويدل عليه عدة أمور منها:
– القول الأول: أن الظل هو ظل العرش؛ أنه جاء مفسراً في بعض الروايات بذلك فمثلاً: “من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله تعالى في ظل عرشه “.
– أن هذا المعنى ” ظل العرش ” قد جاء مصرحاً به في السياق الذي ورد عن العرباض بن سارية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” المتحابون في جلالي في ظل عرشي يوم لا ظل إلا ظلي “.
– أن حمل قوله صلى الله عليه وسلم: ” سبعة يظلهم الله في ظله…” على أنه ظل الله ينافي الأحاديث التي جاءت بإثبات الظل للعرش.
– القول الثاني: أن الظل هو الرحمة.
وتفسير بعضهم بالرحمة لا يستقيم مع هذا الحديث، وتفسير الظل بالرحمة ترده الرواية الأخرى للحديث: ” سبعة يظلهم الله في ظل عرشه ” لأن المعنى سيكون في رحمة عرشه، وهذا لا يقول به أحد.
كما لا يصح حمل الظل على معنى الحماية والكرامة والرعاية؛ لأن هذه تحمل في الدنيا أيضا والحديث مقيد ” بيوم القيامة “: ” سبعة يظلهم الله يوم القيامة “.
– القول الثالث: أن الظل يخلقه الله تعالى فنقول: يفتقر إلى دليل يدل عليه؛ لأنه غيب والغيب سبيله الوقوف عند حدود ما ورد.
– وأما القول بأن الله يكون تحت الشمس فنقول غريب جداً لأنه دخول في الكيفية. قال الذهبي: ولقد بلغ في ظل العرش أحاديث تبلغ التواتر.