حصاد الإستغفار!!
تاريخ النشر: 24/04/15 | 16:27هل تريد راحة البال. وانشراح الصدر وسكينة النفس وطمأنينة القلب والمتاع الحسن؟ عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً}.. [هود: 3].
هل تريد قوة الجسم وصحة البدن والسلامة من العاهات والآفات والأمراض والاوصاب؟ عليك بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}.. [هود: 52].
هل تريد دفع الكوارث والسلامة من الحوادث والأمن من الفتن والمحن؟ عليكم بالاستغفار: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.. [لأنفال:33].
هل تريد الغيث المدرار والذرية الطيبة والولد الصالح والمال الحلال والرزق الواسع؟ عليكم بالاستغفار: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً}.. [نوح :10ـ12].
هل تريد تكفير السيئات وزيادة الحسنات ورفع الدرجات؟ عليكم بالاستغفار: {وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ} .. [البقرة: 58].
الاستغفار هو دواؤك الناجح وعلاجك الناجح من الذنوب والخطايا، لذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالاستغفار دائماً وأبداً بقوله: (يا أيها الناس استغفروا الله وتوبوا إليه فإني استغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة).
والله يرضى عن المستغفر الصادق لأنه يغترف بذنبه ويستقبل ربه فكأنه يقول: يارب أخطأت وأسأت وأذنبت وقصرت في حقك، وتعديت حقوقك، وظلمت نفسي وغلبني شيطاني، وقهرني هواي وغرتني نفسي الأمارة بالسوء، واعتمت على سعت حلمك وكريم عفوك، وعظيم جودك وكبير رحمتك.
فالأن جئت تائباً نادماً مستغفراً، فاصفح عني، وأعف عني، وسامحني، وأقل عثرتي، وأقل زلتي، وأمح خطيئتي، فليس لي رب غيرك، ولا إله سواك.
يـارب إن عظمت ذنوبي كثرة ***** فلقد عـلمت بأن عفوك أعظم
إن كـان لا يرجوك إلا مـحسن ***** فبمن يـلوذ ويستجير المجرم
مــالي إليك وسيلــة إلا الرضا ***** وجميل عــفوك ثم أني مسلم
في الحديث الصحيح : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب).
ومن اللطائف كان بعض المعاصرين عقيماً لا يولد له وقد عجز الأطباء عن علاجه وبارت الأدوية فيه فسأل أحد العلماء فقال: عليكم بكثرة الاستغفار صباح مساء فإن الله قال عن المستغفرين {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}.. [نوح :12]. فأكثر هذا الرجل من الاستغفار وداوم عليهن فرزقه الله الذرية الصالحة.
فيا من مزقه القلق، وأضناه الهم، وعذبه الحزن، عليك بالاستغفار فإنه يقشع سحب الهموم ويزيل غيوم الغموم، وهو البلسم الشافي، والدواء الكافي.
فضائله:
1 – أنه طاعة لله عز وجل.
2 – أنه سبب لمغفرة الذنوب: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}.. [نوح : 10].
3 – نزول الأمطار: {يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً}.. [نوح : 11].
4 – الإمداد بالأموال والبنين: {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}.. [نوح : 12].
5 – دخول الجنات: {وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ}.. [نوح : 12].
6 – زيادة القوة بكل معانيها: {وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ}.. [هود : 52].
7 – المتاع الحسن: {يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً}.. [هود : 3].
8 – دفع البلاء: {وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}.. [الأنفال : 33].
9 – وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله: {وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}.. [هود : 3].
10 – العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فإذا استغفروا الله غفر الله لهم.
11 – الاستغفار سبب لنزول الرحمة: {لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}.. [النمل : 46].
12 – وهو كفارة للمجلس.
13 – وهو تأسٍ بالنبي لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.
أقوال في الاستغفار:
1 – يروى عن لقمان عليه السلام أنه قال لابنه: (يا بني، عوِّد لسانك: اللهم اغفر لي، فإن لله ساعات لا يرد فيها سائلاً).
2 – قالت عائشة رضي الله عنها: (طوبى لمن وجد في صحيفته استغفاراً كثيراً).
3 – قال قتادة: (إن هذا القرآن يدلكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم فالذنوب، وأما دوائكم فالاستغفار).
4 – قال أبو المنهال: (ما جاور عبد في قبره من جار أحب من الاستغفار).
5 – قال الحسن: (أكثروا من الاستغفار في بيوتكم، وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم، وفي مجالسكم، فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة).
6 – قال أعرابي: (من أقام في أرضنا فليكثر من الاستغفار، فان مع الاستغفار القطار)، والقطار: السحاب العظيم القطر.
أوقات الاستغفار:
الاستغفار مشروع في كل وقت، ولكنه يجب عند فعل الذنوب، ويستحب بعد الأعمال الصالحة، كالاستغفار ثلاثاً بعد الصلاة، وكالاستغفار بعد الحج وغير ذلك.
ويستحب أيضاً في الأسحار، لأن الله تعالى أثنى على المستغفرين في الأسحار.
صيغ الاستغفار:
1 – سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد: (اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
2 – أستغفر الله.
3 – رب اغفر لي.
4 – (اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت).
5 – (رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم).
6 – (اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم).
7 – (أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه).
فوائد الذكر:
فوائد الذكر كثيرة منها:
1 – يطرد الشيطان.
2 – يرضي الرحمن.
3 – يزيل الهم والغم.
4 – يجلب البسط والسرور.
5 – ينور الوجه.
6 – يجلب الرزق.
7 – يورث محبة الله للعبد.
8 – يورث محبة العبد لله، ومراقبته، ومعرفته، والرجوع إليه، والقرب منه.
9 – يورث ذكر الله للذاكر.
10- يحيي القلب.
11 – يزيل الوحشة بين العبد وربه.
12 – يحط السيئات.
13 – ينفع صاحبه عند الشدائد.
14 – سبب لتنزّل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة.
15 – أن فيه شغلاً عن الغيبة، والنميمة، والفحش من القول.
16 – أنه يؤمَّن من الحسرة يوم القيامة.
17 – أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله للعبد يوم القيامة تحت ظل عرشه.
18 – الذكر أمان من نسيان الله.
19 – أنه أمان من النفاق.
20 – أنه أيسر العبادات وأقلها مشقة، ومع ذلك فهو يعدل عتق الرقاب، ويرتب عليه من الجزاء مالا يرتب على غيره.
21 – أنه غراس الجنة.
22 – يغني القلب ويسد حاجته.
23 – يجمع على القلب ما تفرق من إرادته وعزومه.
24 – ويفرق عليه ما اجتمع من الهموم، والغموم، والأحزان، والحسرات.
25 – ويفرق عليه ما اجتمع على حربه من جند الشيطان.
26 – يقرب من الآخرة، ويباعد من الدنيا.
27 – الذكر رأس الشكر، فما شكر الله من لم يذكره
28 – أكرم الخلق على الله من لا يزال لسانه رطباً من ذكر الله.
29 – الذكر يذيب قسوة القلب.
30 – يوجب صلاة الله وملائكته.
31 – جميع الأعمال ما شرعت إلا لإقامة ذكر الله.
32 – يباهي الله عز وجل بالذاكرين ملائكته.
33 – يسهل الصعاب ويخفف المشاق وييسر الأمور.
34 – يجلب بركة الوقت.
35 – للذكر تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي اشتد خوفه أنفع من الذكر.
36 – سبب للنصر على الأعداء.
37 – سبب لقوة القلب.
38 – الجبال والقفار تباهي وتبشر بمن يذكر الله عليها.
39 – دوام الذكر في الطريق، والبيت والحضر والسفر، والبقاع تكثير لشهود العبد يوم القيامة.
40 – للذكر من بين الأعمال لذة لا يعدلها لذة.
أفضل الذكر:
(سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر).
هذه الكلمات أفضل الذكر بعد القرآن وهي من القرآن.
ومن الأذكار العظيمة:
– لا حول ولا قوة إلا بالله: فهي كنز من كنوز الجنة، لها تأثير عجيب في معاناة الأثقال ومكابدة الأهوال، ونيل رفيع الأحوال.
– ومنها، سبحان الله وبحمده: فمن قالها في اليوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر.
– ومنها، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم: فهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن.
– وكذلك، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد: فمن قالها في اليوم عشر مرات فكأنما أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل، ومن قالها في اليوم مائة مرة كتبت له مائة حسنة، وحُطّت عنه مائة سيئة، وكأنما أعتق عشر رقاب، وكانت له حرزاً في يومه ذلك.
وخلاصة القول:
أن ثمرات الذكر تحصل بكثرته، وباستحضار ما يقال فيه، وبالمداومة على أذكار طرفي النهار، والأذكار المقيدة والمطلقة، وبالحذر من الابتداع، ومخالفة المشروع.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.