أين نحن من تلبية النداء؟

قال الدكتور إبراهيم الفقي خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية – رحمه الله -: إذا سمعت تليفونك يرن.. فحتما هناك إنسان ما يريد أن يتواصل معك .. كذلك إذا سمعت الآذان .. فإن رب جميع البشر و رب كل شيء يريد أن يتواصل معك .. وعلى قدر إهتمامك تكن إستجابتك..
ادعوك عزيزي القارىء وادعو نفسي إلى الوقوف للحظات أمام هذه الكلمات الهامة.. أين نحن من تلبية النداء ؟!
هل نسعى إلى التواصل مع الخالق – جل وعلا- على مدار اليوم عندما يؤذن الآذان أمام نتجاهل؟!.. وحتى إذا لبينا النداء.. هل نترك كل شيء ونهرع إلى الوقوف بين يدي الله تعالى، أم تشغلنا حاجات الدنيا عن التلبية في وقتها..
أم نقوم كسالى لمجرد اسقاط فرض من علينا دون أن نسعى إلى الخشوع والتدبر في الآيات ومناجاة الرحمن ؟!
فلا تكونوا كالذين قال عنهم المولى – عز وجل – في سورة النساء [آية : 142]: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ}.
يقول الله تعالى في سورة النساء [آية : 103 ]: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}.
فعند قيامك للصلاة ومع البدء فيها، انظر كم مرة تقرأ فيها فاتحة الكتاب:
فعن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قا : يقول الله تعالى : قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال الله: حمدني عبدي وإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال الله: أثنى علي عبدي وإذا قال: {مالك يوم الدين} قال الله: مجدني عبدي. وإذا قال: {إياك نعبد وإياك نستعين} قال: هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل فإذا قال: {اهدنا الصراط المستقيم} {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل.
وعند سجودك، فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء).
فكيف يناديك المولى من فوق سبع سموات يريد التواصل معك خمسة مرات في اليوم وأنت مازلت متكاسل أو متجاهل ؟!
فإذا كنت تسمع الآذان الآن لاتتابع القراءة، بل انهض فورا واذهب بكل حب وتذلل ورغبة في الوقوف بين يديه سبحانه وتعالى.
حاسب نفسك قبل أن تحاسب، أبدأ من اليوم:
هل أنت متجاهل أم متباطىء أم متكاسل عن تلبية النداء؟!
جدد نيتك واطلب من الله أن يعينك على التلبية في وقتها..