أميرُ الصحراءِ
تاريخ النشر: 06/01/13 | 12:37يتراكضونَ خلف الرمال
يرفعونَ الرايات فوق الجبال
وما انحنت سيوفهم
وكأنهم أتوا
ليعلموا كلُّ أهل ِ الأرض ِ
قيماً . . . ورحيلاً . . . ومحالاً . . .
ينتظرونَ مجيء المسيح
مجيء أمير الصحراء
لتتماها كلّ الحضارات
مع التراب . . .
ويركضونَ كمن يجري خلف سراب
هنا ماتت لنا ناقة ٌ وبعيرٌ
وهنا لنا وتدُ خيمةٍ
نخرهُ السوسُ . . .
وهناك عبرنا شواطئَ الأمان
فصارت الحربُ تراثاً
نـُعـَلـِّمُهُ لكلِّ الأجيال . . .
هناكَ على الشواطئ
حجارة ٌ تتذكرُنا
تتذكـَّرُ آثارَ أقدامَ خيولنا
هناكَ حجارة ٌ في القصور
لم تنسى بعد مرثاة ُ العشق
أميرٌ في العشق يرثي
مرورَ الزمن . . .
تتوشـَّحُ كلُّ الأشياء بالألوان
ونسيرُ فوقَ رمال ِ الصحراءِ
إلى المحال ِ . . . إلى المحال ِ . . .
وفي زَمَنِنا الحاضِر
سُـفـُنٌ تطيرُ في الفضاء
واستبدلنا بالطائرات
بساط َ الريح ِ وسفينة َ الصحراء
والصواريخ َ بالرماح . . .
أميرٌ يـُهَيـِّئُ النـَّفـْسَ للقتال
وعلى ذاكرةِ النسيان
يجلسُ ذاكَ البطل
الذي يـُجيدُ في ساحةِ المعركةِ القـِتال
أبطالٌ يموتونَ بـِهـُدوءٍ
وكأن الموت يمرُّ بجانِبـِهـِم
ليقدمَ لهم الزهور
أبطالٌ أحرارٌ . . .
حتى في ظلِّ الموتِ يبتسمون . . .
وأميرُ الصحراءِ يبكي بالخفاء
كل رجالهِ قد صعدوا للسماء
وماتَ على بواباتِ البحرِ
أبناءٌ أعزاء . . .
وصارت الدُّنيا في بعدٍ وجفاء
وأمير الصحراء رافعاً للرايات البيضاء
والبشرُ ينتظرونَ قدوم الأنبياء . . .
رافع حلبي دالية الكرمل – بلد النور