انهيار مقام الصحابي سلمان الفارسي في اللد و"الأقصى" تعيد بناءه
تاريخ النشر: 06/01/13 | 21:00تعتبر أرض فلسطين واحدة من أهم الأماكن قدسية لدى المسلمين في العالم ، وذلك كونها تعد مهبطا لجميع الأنبياء والرسل بما فيهم خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم ، كما أن لها مكانة تاريخية وإسلامية على وجه الخصوص ، حيث شهدت أرضها العديد من الغزوات والمعارك التي خاضها المسلمون مع الصليبيين والتتار والتي خلّفت سقوط شهداء من بينهم صحابة ورجال صالحين .ومنذ ذلك الحين ظلّت قبور وأضرحة من استشهدوا قائمة حتى يومنا هذا موزعة على كافة أرجائها من أقصى شمالها حتى جنوبها ، وذلك قبل وقوع النكبة الفلسطينية عام 1948م ، وفي ذلك رسالة واضحة على إسلامية الأرض المقدسة .
وتعرضت هذه المقامات والمقدسات الإسلامية إلى العديد من التغيّرات بسبب عوامل عدة منها الطبيعة والمناخ ، إلى جانب العامل الأكبر وهو المؤسسة الإسرائيلية التي عاثت فيها فسادا وجعلت غالبيتها أثرا بعد عين لتخفي معالمها في محاولة منها لفرض يهودية الأرض وسلخ إسلاميتها وعروبتها عنها. ومن جهتها أخذت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث في الداخل الفلسطيني ، عهدا على نفسها في القيام بمسح شامل لجميع المقدسات الإسلامية في الداخل ،بغية الحفاظ عليها والعمل على رعايتها بشكل تام وجعلها هدفا أساسيا لها، وقد نجحت في ذلك في كثير من المواقع .
وكان مقام الصحابي الجليل سلمان الفارسي الموجود وسط مدينة اللد – وفق الروايات- ، واحدا من هذه المواقع الإسلامية التي تعرضت لمتغيّرات ، لكن هذه المرة بفعل جرافات البلدية والأمطار ، ما تسبب في تساقط حجارة جدرانه .
وعلى اثر ذلك هرع مندوب مؤسسة الاقصى في اللد جمعان شعبان إلى المقام المذكور لمعاينته وأخذ التدابير اللازمة من أجل إعادة بنائه ، حيث توجه إلى مؤسسة الأقصى لإخبارها بالأمر وهي بدورها سارعت بالتعاقد مع مقاول بناء مختص ليقوم بإعادة بنائه وترميمه من جديد .
وأضاف شعبان " قمنا بإحضار حجارة أثرية خاصة تطابق تلك التي كان على المقام قبل الانهيار ، وذلك حتى نحافظ على رونقه التاريخي القديم ، كما قمنا بعملية تأهيل للبنية التحتية فيه ، وشق مجرى لمياه الأمطار حتى نمنع انهياره مرة أخرى ، وبفضل الله جرى العمل كله على أكمل وجه دون أية عراقيل تذكر".
ولم تخلُ أعمال الترميم من مضايقات رجالات البلدية ، حيث أبدوا امتعاضهم من هذه الخطوة وحاولوا عرقلتها ، غير أن إرادة الأهالي هناك ومن خلفهم مؤسسة الأقصى حالت دون ذلك .
ومن جهته قال عبد المجيد اغبارية مسؤول ملف المقدسات في مؤسسة الأقصى ، إن الأخيرة تبذل قصارى جهدها من أجل المحافظة على كل المقدسات في الداخل و مدينة اللد بشكل خاص ، وذلك لما لها من أهمية تاريخية وإسلامية . وفيما يتعلق بمقام الصحابي سلمان الفارسي قال " الضرر الذي وقع على المقام هو بفعل عوامل الطبيعة أولا، وجرافات بلدية اللد ثانيا ، يوم أن كانت تعمل في محيطه ، الأمر الذي تسبب بزعزعة جدرانه ومن ثم انهيارها مع مرور الأيام ، وننوه هنا إلى أن المؤسسة شرعت بعمليات ترميم للمقام المذكور عام 1991 ومن ذلك الحين حتى اليوم لم يخضع المقام لأية أعمال تطوير" .
ومن جانبه أكد سامي أبو مخ نائب رئيس مؤسسة الأقصى أن مؤسسته تسهر دائما على رعاية المقدسات الإسلامية في الداخل الفلسطيني سواءً كانت مقبرة أو مقام أو مسجد مهجور ، وذلك من خلال استثمار كافة الطرق والإمكانات المتاحة ، مشيرا إلى أن ذلك واجب شرعي يجب القيام به ، لان هذه المقدسات حق خالص للمسلمين ودليل واضح على إسلامية الأرض وعروبتها على الرغم من كل محاولات الطمس الاحتلالية .
وجدير بالذكر أن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث شرعت في ترميم المقام المذكور عام 1991 ومنذ ذلك الحين لم يخضع المقام لأية أعمال .
وتعاني المقدسات الإسلامية في المدن الساحلية منذ النكبة من بطش المؤسسة الإسرائيلية التي لم تدّخر جهدا في سبيل مسحها عن حاضرها الإسلامي ، غير ان غالبية محاولاتها باءت بالفشل وزادت من الانتباه الجماهيري إليها والاهتمام بها .
ومع تعنت وإصرار المؤسسة الإسرائيلية على طمس ومحو المقدسات الإسلامية في المدن الساحلية ، برزت إرادة وعزيمة صلبة من قبل الأهالي هناك ، بعد ان باتوا على يقين بسياستها المشبوهة .
تقرير :انس غنايم