آش وابن كريستيان العنصري
تاريخ النشر: 09/01/13 | 10:24بعد لحظات طويلة من التفكير، تابع آش حديثه قائلا:ذات يوم، كانت بي حاجة ملحة لشرب البيرة فدعوت كريستيان للخروج سوية، وذلك لسببين: الاول أنني لم أرد أن أكون وحيدا والثاني وهو الأهم لخبرته في أصناف البيرة البلجيكية.
فبلجيكا لا تشتهر فقط ببيروقراطيتها، شبابيكها وأصناف الشوكلاتة الرائعة والتي أوصلها البلجيكيون الى مصاف سامية في فن تصنيعها وبيعها. فأنت عندما تدخل محلا لبيعها تشعر وكأنك في متحف للفن، آية في التناسق والدقة. وقد تجد تمثالا "للولد الذي يبول*" مصنوعا منها أو نافورة مصنوعة منها بالكامل. نعم، هذه كلها ليست الشيء الاساس الذي تشتهر به بلجيكا وإنما البيرة. ففيها من أصناف البيرة ما يزيد عن اربعمئة وخمسين صنفا. متنوعة الالوان والاطعمة لدرجة تجعل مهمة الزائر في انتخاب الصنف الذي يطلبه شبه مستحيلة، إلا اذا وجد واحد ككريستيان خبير بشربها في الجوار.
قال كريستيان: يؤسفني ألا استطيع تلبية دعوتك، لان ابني البيرت قادم لزيارتي.
قلت: كم عمره؟
قال: اثننان وعشرون سنة، وهو يدرس علم التجارة في الكلية التقنية الفليمية.
قلت: اذا يمكنه مرافقتنا. الا يشرب البيرة؟
قال: بلى، لنسأل رأيه عندما يحضر.
واصل آش حديثه: دخلنا نحن الثلاثة واحدة من الحانات القريبة لشارع المدينة، ذلك لأن البيرت جاء من كليته ماشيا ولم نرد اجهاده بمشيتنا المسائية. وقع اختيار كريستيان على بيرة "الشيطان" وهي من الانواع المفضلة لديه فشاركته. أما البيرت فاختار صنفا آخر، لونه اقرب الى الاصفر الفاتح، مشع، اضيفت اليه نكهات الليمون والصندل المعتق. ودار حديثنا بداية حول البيرت ودراسته في الكلية، تلاها بعض الحديث عن الحياة الطلابية ونشاطات الطلاب.
كان البيرت طويلا، رياضي البنية واللباس، نشطا تملؤه الحيوية. وما ان وصل الحديث الى الاقتصاد، حتى فاض بمعلومات متنوعة عن الاقتصاد البلجيكي وعن دور الفالون والفليميين فيه، ليصل الى ان مساهمة الفليميين زادت عن تلك التي يقدمها الفالون، ومن هنا استرسل بالحديث عن الحاجة للانفصال، او على الاقل للفصل الاقتصادي بين المجموعتين، ومنها لضرورة تسليم السلطة للفليميين، ……. كل ذلك بنوع من الزهو والافتخار القومي ومحاولات للتقليل من شأن الفالون وقدرتهم على ادارة البلاد وغيرها من التصريحات العنصرية.
سألته: حدثني يا ألبيرت كيف برمجت لتولد فليميا؟ ومتى اتخذت هذا القرار؟
صعق البيرت من سؤالي ولم يجب. كذلك لم يجب كريستيان والذي اصيب ايضا بالذهول.
قلت: ليس فقط انك لم تختر ذلك، وانما فرض الامر عليك. ليس هذا وحسب، وانما انك لم تختر ان تولد. وسيكون والدك كاذبا اذا ادعى، أنه في ذات الليلة التي مارس فيها الجنس مع والدتك، عرف مسبقا بأنك انت من سيولد. فانت يا البيرت مثل أي واحد فينا، احتمال واحد من بين مئات آلاف الاحتمالات، ولدت ليس لأنك أردت أو برمجت، أو اجتهدت. لا أنت ولا غيرك، والتفت الى كريستيان. نحن نولد بمحض الصدفة ولذا ليس هنالك ما نفخر به بهذا الخصوص، سودا كنا أم بيضا، اوروبيين أو اسيويين، فليميين أو فالون. يجب عليك وعلى ابناء جيلك ان تفخروا بأمور ساهمتم أنتم في صنعها، انجازات انتم أصحابها وليس بما اعطيتم دون جهد يذكر.
يتبع …….. آش وجان يتفقان أكثر
· "الولد الذي يبول" او "المينيكان بيس"، هو تمثال صغير، لا يتعدى ارتفاعه المتر الواحد، مصنوع من البرونز، يشكل رمزا اساسيا لبلجيكا. وهو الآن منصوب في ساحة صغيرة، مجاورة للسوق الكيرى- حراند بلاس- في بريسل. وفي السنوات الاخيرة، ومن منطلق المساواة بين الجنسين، قام احد الفنانين بصنع تمثال لفتاة تبول، منصوب هو ايضا في ساحة بجوار السوق.
جميل جدا جدا, هذا ما يجري فى دماغي لكنني لم اجرا مرةعلى كتابته بل اظنه واحدا من مبادءي الرءيسيه,لو فهم الانسان هذةالمساله لكان الامر غير ذالك ولكنها حكمه الخالق عز وجل