الشبيبة الشيوعية بالناصرة تستعد للأول من أيار
تاريخ النشر: 27/04/15 | 21:21في لقاء دافئ وحميم بين اربعة اجيال للشبيبة الشيوعية، استعاد بعض صانعي الأول من أيار عام ثمانية وخمسين في الناصرة ، ذاكرة النضال والتصدي والتحديات امام رفاق الشبيبة الشيوعية في الناصرة، الذين بدأوا بوضع اللمسات الأخيرة على المظاهرة السنوية لأول ايار التي ستنطلق يوم السبت القادم ، الثاني من ايار، من شارع توفيق زياد نحو منطقة العين .
وكان قد افتتح اللقاء سكرتير الشبيبة في الناصرة، الرفيق أمير عيساوي، الذي اعتبر اللقاء بداية لسلسلة لقاءات ستقيمها الشبيبة الشيوعية مع رفاق الشبيبة الذين عايشوا فترة الإنتداب البريطاني والإحتلال الإسرائيلي لينقلوا تجربتهم النضالية، التي شكلت حقبة زمنية هامة في نضال الجماهير العربية داخل اسرائيل والقضية الفلسطينية، بشكل عاموقد حضر اللقاء الرفاق سميرة خوري وسلوى سروجي وسهيل جبران و قسطندي جرجوة. اربعتهم شاركوا في احداث ايار عام 1958 وكان لهم الدور الكبير في جعله يوما تاريخيا. وقد تحدث كل منهم عما يحمل في ذاكرته من احداث شكلت خطوة كبيرة في النضال والصمود والتصدي. واستذكروا الإعتقالات التي تعرض لها الشيوعيون آنذاك، والدور الكبير الذي قام به رفاق الشبيبة، والنساء بوجه خاص، من تظاهرات واحتجاجات من أجل اطلاق سراح المعتقلين. وفي ملخص حديثهم عن احداث ايار 58 والمعروفة باسم احتفال العاشورا، فقد قررت المؤسسة الاسرائيلية ورجالاتها تنظيم احتفال في ساحة الاحداث في منطقة العين، دعت اليه العديد من الفنانين الإسرائيليين أمثال ليلى نجار، فايزة رشدي، وغيرهما. كما دعا المنظمون رجال الحكومة العرب المتعاونين معها للاحتفال في الناصرة، وقد جاء الحضور بالحطات والعقل وذلك لتشويه صورة العرب الفلسطينيين سكان الدولة في المنطقة وتصويرهم بقبولهم الاسرلة وفقدان الهوية. كانت الساحة ترابية، وتم نصب المنصة خلف كنيسة البشارة للروم أقيمت مكانها بناية نادي مركز الأحداث لاحقا.
واشار الرفاق القدامى أنه عند معرفة الحزب الشيوعي وأصدقائه بالنية لتنظيم الإحتفال تم اتخاذ قرار في الحزب بتفجير هذا الإحتفال وذلك لإظهار الصورة الحقيقية للمواطنين العرب في البلاد والواقع الأليم والصعب الذي تعيشه جماهيرنا. وهكذا كان، فقد أفشل الحزب هذا الاحتفال في مدينة الناصرة .وقامت الشرطة باعتقال عدد من الرفاق، لتقوم فيما بعد النساء بدور كبير عبر التظاهرات والإحتجاجات حتى الافراج عن بعضهم .واظهر الرفاق المشاركون في اللقاء أهمية دور الحزب ومدى ارتباطه مع أهله وجماهيره اذ اكدوا أن هذا الوضع تجلى في إفشال احتفال العاشورا وإنجاح مظاهرة أول أيار في اليوم التالي، حيث تصدى الرفاق للمؤامرة الحكومية وكانت هنالك معارك حامية الوطيس مع رجال الشرطة انتهت بإفشال المهرجان وبهذا تم إفشال خطة الحكومة ومبتغاها وإنجاح مظاهرة أول أيار في اليوم التالي رغم اعتقال الرفاق القادة. واظهر الرفاق القدامى، الدور الأساسي والمركزي للشيوعيين في منع تهجير المئات واقناع السكان بالتمسك في الأرض والوطن الى جانب انخراطهم في الحياة السياسية والنضالية من أجل الحفاظ على هويتهم ووجودهم. وانتهى اللقاء بأمسية فنية تضمنت أناشيد وطنية، طالما تناقلتها أجيال بعد أجيال في الشبيبة الشيوعية.