سماحة القاضي ناطور : آن الآوان للأقلية العربية الفلسطينية في الداخل لإعادة حساباتها والتخطيط لدور آخر مميز

في حفل تكريمي نظمته المؤسسات العربية الاهلية في يافا حضره حشد غفير من رجال دين وقضاه وناشطون بارزون على الساحة اليافية والعديد من الضيوف من مدينتي اللد والرملة والقدس ألقى سماحة القاضي الدكتور احمد ناطور محاضرة تحت عنوان " الجماهير العربية في البلاد بين تجربة الماضي وتحديات المستقبل" ’ حيث بعد ان استعرض احوال مجتمعنا العربي في الداخل الفلسطيني وتعامل المشرع الاسرائيلي والمؤسسات الحكومية معه من حيث التشريع العنصري, ونقص الميزانيات, وعدم توفير الحلول السكنية والصناعية والوظيفية لابناء مجتمعنا مما يجعل من اوضاع مجتمعنا اوضاعاً صعبة واحياناً كارثية. استعرض سماحته بالتفصيل دوائر ثلاث يعيشها ابناء مجتمعنا: الاولى الدائرة "الاسرائيلية" والثانية الدائرة الفلسطينية والثالثة الدائرة العربية , ففي الاولى عنصرية وتمييز صارخين, وفي الثانية عدم استغلال قيادات شعبنا الفلسطيني في الضفة وغزة للقدرات والامكانيات العالية لأبنائنا في الداخل للنهوض نحو التفوق, اما في الثالثة فلا دعم ولا تقدير من قبل الدول العربية لمجتمعنا الفلسطيني في الداخل متسائلا : " لماذا لا يكون لفلسطيني الداخل مندوب في الجامعة العربية ولماذا لا تقوم الدول العربية الغنية بدعم بقائنا وتجذرنا على ارض فلسطين التاريخية ؟!". وقد اختتم سماحته محاضرته بطرح العديد من التساؤلات كان ابرزها : هل كان دور قيادات مجتمعنا كافيا لازالة الظلم عن ابناء مجتمعنا والنهوض به قدماً ؟ هل دور النواب العرب هو الميدان الوحيد لنضالنا ؟ ثم اردف قائلاً : آن الاوان للأقلية العربية الفلسطينية في الداخل لأن تعيد حساباتها والتخطيط لدور آخر, مقترحاً قيام هيئة قيادية مستقلة توحد كافة اطياف المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل تمثل تطلعاته وتقوم بالتخطيط العلمي لكافة مجالات الحياة من تربية, واسكان, وتصنيع , وتجارة وغيرها, ولتقوم من بعد بالعمل على تنفيذ المشاريع التي من شأنها تحقيق العدل والمساواة والنهوض بمجتمعنا واخراجه من دائرتي الظلم والتمييز.

هذا, وقد شارك ضيف الشرف نيافة المطران عطا الله حنا وسماحة القاضي عبد الحكيم سمارة في حفل تكريم سماحته بكلمات تكريمية مفعمة بالحب والتقدير لسماحته . حيث استذكر نيافة المطران عطا الله حنا محطات في مشوار سماحته النضالي في الدفاع عن الحقوق العربية والفلسطينية والمقدسات العربية المسيحية والاسلامية في البلاد مثمناً عالياً تلك المواقف المشرفة ومستذكراً مشاركته ومرافقته في العديد من الوقفات النضالية الجريئة . اما سماحة القاضي عبد الحكيم سمارة فقد نعت سماحته بالرجل المتعب ذلك لهمته العالية والسقف العالي الذي وضعه لزملائه قضاة الشرع الحنيف من خلال عمله القضائي ونضاله الجماهيري في الدفاع عن الحقوق والمقدسات .

اما قاضي محكمة يافا الشرعية فضيلة القاضي محمد رشيد زبدة فقد استعرض عدداً من المواقف والذكريات المشرفة لسماحته مع مدينة يافا التي بدأت بنشاطه الاجتماعي في يافا مع تعيينه قاضياً شرعياً لمحكمة يافا في منتصف الثمانينات ثم قيامه في عام 1987 بخطوة بطولية جريئة حين فجر قضية مقبرة الجماسين (شيكون بافلي في تل ابيب) حين افشل صفقة بيعها والغى الفتاوي اللئيمة التي اصدرها بعض من سبقه من القضاة والتي اباحت نبش القبور وازالتها , مفتياً بحرمة القبور والمقابر الاسلامية وابدية قدسيتها ومؤكداً على حرمة المساس بها . كما واستعرض فضيلته دوره في رفعه المحاكم الشرعية والقضاء الشرعي وبخاصة القرارات والسوابق القضائية والمراسيم القضائية التي اصدرهما والتي تمثل سماحة الاسلام وعدالته ودفاعه عن حقوق العباد .

اما عريف الاحتفال الذي ادار الامسية ببراعة فائقة المحامي امير بدران فقد افتتح عرافته بالتعريف بسماحة الدكتور احمد ناطور مستعرضاً محطاته التعليمية حتى حصوله على لقب الدكتوراه في الحقوق ومستعرضاً دوره في رفع شأن المحاكم الشرعية والتي كانت في ظروف مزرية في عهد من سبقوه وفي عهد وزارة الاديان, وفي النهوض بها ووضعها على قمة المؤسسات العربية المشرفة في الداخل, واستقطاب واختيار قضاة مثقفين ثقافة شرعية وجميعهم من حملة اللقب الاول والثاني في القانون . كما واستعرض المحامي بدران بعض ما تعرض له سماحته من هجمات عنصرية بسبب مواقفه المشرفة في التصدي لمؤامرات للنيل من العديد من المقدسات الاسلامية والمسيحية منها مسجد بئر السبع ومقبرة مأمن الله ومقبرة كنيسة الخضر وغيرها .

في نهاية الاحتفال التكريمي القى رؤساء المؤسسات اليافية : الحركة الاسلامية بشقيها والرابطة لرعاية شؤون عرب يافا والجمعية الخيرية الارثوذكسية والهيئة الاسلامية المنتخبة كلمات تكريم تضمنت عبارات شكر وتقدير وحب يافا لسماحته . ثم قدموا له درعاً تذكارياً وصورة تظهر ميناء يافا كتب عليها : " يافا على البال – مع خالص الشكر والتقدير مؤسسات يافا الاهلية العربية " .