الشاعر سامي ادريس في ميزان النقد ..!
تاريخ النشر: 12/01/13 | 11:53
سامي ادريس من شعراء الجيل الثالث الفلسطيني في هذا الوطن الجريح . ولج عالم الشعر والادب منذ اكثر من 3عقود ونيف ، ونشر نصوصه الشعرية في الصحف والمجلات الادبية والثقافية ثم توقف عن عن الكتابة والنشر ، لكنه عاد بعد سنوات ليطل علينا بقصائده ، مطوراً رؤيته وادواته الفنية وتعابيره الشعرية ، شكلاً ومضموناً ، ومستفيداً من تجارب غيره من الشعراء والمبدعين العرب والفلسطينيين.
القصيدة لدى سامي ادريس هي خلاصة رؤيوية عامة لمواقف وتجارب تفصيلية عديدة يعانيها ويتخطاها ليعاود سكبها وصبها من جديد في قالب فني يجسد معاناته الوجودية والانسانية بالوان واجناس من الخلق والابداع ، ويترجم تلك الانعكاسات الحميمة الى صور وحكايات . وما يميز هذه القصائد هو انسانيتها، وصدقها، وبساطة رؤياها، وعفوية تعابيرها، وغنى موسيقاها، ووفرة احساسها وصفاءها.
واللغة الشعرية عنده هي لغة رمز وايحاء تعبر بالصور والاشكال عن محتواها من الرؤى والمشاعر والافكار والمعاني. والفاظه على العموم تنبض بالحياة ، واسلوبه قائم على سبك الكلام بفقرات قصيرة، متلائمة الفواصل ، متعادلة ككفتي الميزان. وتستوقففنا صوره الشعرية الحية والمبتكرة ،وعاطفته العنيفة، وايقاعه السهل ،وخياله البعيد. وهو لا يستعيد الخواطر والعواطف، بل يكتب بمداد شاعر مغموس بالتجربة المرة والاختبار الشخصي ، ومولع بالفكر والادب المنبثق من صميم البيئة والحياة الواقعية، حياة الشعب المتألم ، المحروم ، المعذب والجائع ، وما تعج به من هموم واشواق .
وفي قصائده الاخيرة يتناول سامي ادريس قضايا الانسان، في مصيره ، في حضوره وغيابه، في بؤسه وقهره، في حرمانه وجوعه وفرحه، في غربته بوطنه، وسيادته وحريته ، وانتصاره في الحب والسلام. وهذه القصائد ذات طابع فكري عميق ، وتعبر عن موقفه من الوجود والحياة ، واهتمامه بالبيئة الشعبية والاجتماعية النابضة والعامرة بالناس، وبالحب الانساني الدافئ من خلال رؤية واقعية واضحة.
اخيرا، في شعر سامي ادريس مادة خامة على مستوى رفيع من توتر الاحساس ، ورهافة الشعور، وقابلية التوهج يجعله يحتل موقعاً ومكانة بين شعرائنا ومبدعينا في هذا الوطن الغالي والمقدس .
نقد أنصف الشاعر الأديب د. سامي إدريس، حبّذا لو استشهد الكاتب بقصائد للشاعر !