رقائق في دقائق “26”
تاريخ النشر: 01/05/15 | 15:15تنويه.. انه من الاهمية البالغة في هذا الزمن أن نعرض الموضوعات الهامة التي تتصل بالفرد والمجتمع بكل وضوح وبدون أي رتوش. لهذا قررت أن اطلق هذه الرقائق علها تكون سبب في تغير الفرد والمجتمع سائلاً المولى عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم..
اغتنم صحتك..!
قالت امرأه: تمنيت أن أتزوج.. وفعلاً تزوجت ولكن منزلي موحش يقتله الصمت، فتمنيت أن أرزق بالأطفال.. وفعلاً رزقت بالأطفال.. لكني ما لبثت إلا وقد سئمت من جدران المنزل، فتمنيت أن اتوظف.. وفعلاً توظفت وأصبح هاجسي أن أمتلك منزلاً.. وفعلاً وبعد عناء كبير امتلكت المنزل ولكن أولادي كبروا فتمنيت أن أزوجهم.. وفعلاً تزوجوا. لكني سئمت من العمل ومن مشاقه فقد اصبح يتعبني فتمنيت أن اتقاعد لأرتاح، وفعلاً تقاعدت وأصبحت وحيدة كما كنت بعد تخرجي تماماً لكن بعد تخرجي كنت مقبلة على الحياة والآن أنا مدبرة عن الحياة.. ولكن لا زالت لدي أماني..!
فتمنيت أن أحفظ القرآن لكن ذاكرتي خانتني.. فتمنيت أن أصوم لله لكن صحتي لم تسعفني.. فتمنيت أن أقوم الليل لكن قدماي لم تعد تقوى على حملي… فاغتنم صحتك قبل سقمك وشبابك قبل هرمك ولا يشغلك التفكير برزقك عن التفكير بآخرتك فقد قال تعالى: ( وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ ) [ الذاريات: 22 ].
سؤال إلى كل المتشددين..
قال إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد الشعراوي – رحمه الله: كنت أناقش أحد الشباب المتشددين فسألته: هل تفجير ملهى ليلي في إحدى الدول المسلمة حلال أم حرام؟. فقال: طبعا حلال وقتلهم جائز. فقلت له: لو أنك قتلتهم وهم يعصون الله ما هو مصيرهم؟. قال: النار طبعاً..
فقلت له: الشيطان أين يريد أن يأخذهم؟، فقال: إلى النّار طبعاً. فقلت له: إذن تشتركون أنتم والشيطان في نفس الهدف وهو إدخال النّاس إلى النار !
وذكرت له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لمّا مرّت جنازة يهودي أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يبكي فقالوا: ما يبكيك يا رسول الله؟ قال: نفس أفلتت منّي إلى النار
فقلت: لاحظ الفرق بينكم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى يسعى لهداية الناس وإنقاذهم من النار. أنتم في واد والحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في واد !!
توكل على الله..
( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) قالها إبراهيم عليه الصلاة والسلام حين أُلقي في النار، فجَعَلَ اللهُ النارَ برداً وسلاماً عليه، ( قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدَاً وَسَلَامَاً عَلَى إِبْرَاهِيمَ )، فلا يمكن لشيء أن ينفع أو يضر إلا بإذن الله تعالى، فالله هو الذي جعل النار محرقة فهي لا تحرق بذاتها، فإذا أراد لها أن تكون برداً وسلاماً صارت كذلك، قال ابن عباس: ” لو لم يتبع بردها سلاماً لمات إبراهيم من شدَّة بردها “.
من المستحيل..
أعلم انه من المستحيل.. أن نعيش بلا مشاكل لذلك التدرب على مهارة حل المشاكل تجعلك تحيا حياتك بواقعية وبسعادة من غير نفاق ودجل.
بقلم: محمود عبد السلام ياسين