مجلة" شعر" … حاضنة الحداثة الشعرية !
تاريخ النشر: 14/01/13 | 5:44
ازدهرت في الحياة الثقافية العربية ، وفي لبنان خاصة، الصحف والمجلات والدوريات والمنابر الثقافية والفكرية، التي ساهمت في النهضة الادبية والثقافية ،وتأسيس الوعي النقدي ، وتطور شعوبنا العربية العلمي والثقافي . ومن ابرز هذه المجلات ، التي صدرت في الخمسينات والستينات من القرن المنصرم، وشكلت وعياً ثقافياً وتنويرياً متميزاُ ،وما زال صيتها وصداها يتردد في الدراسات والابحاث الادبية، مجلة "الثقافة الوطنية" التي صدرت بين السنوات (1952- 1959)، ومجلة "الطريق" التي كان اسسها انطوان ثابت العام 1941،وتوقفت عن الصدور العام 2003 ثم عاودت الصدور بصورة غير منتظمة العام 2011، ويرأس تحريرها الناقد والباحث والمفكر اللبناني التقدمي محمد دكروب، ومجلة "الآداب" التي اسسها في العام 1953الكاتب والاديب الراحل سهيل ادريس ، ويرأس تحريرها اليوم سماح ادريس ، وتصدر عن دار "الآداب" اللبنانية ، وتعتبر نافذة مشرعة على مختلف الوان الابداع والثقافة . ويضاف الى هذه المجلات مجلة "شعر" ،الحاضنة الحقيقية والاساسية لحركة الحداثة الشعرية ، والتي اسسها واصدرها الشاعر يوسف الخال ، وساهم في تحريرها الى جانبه والكتابة فيها نخبة من كبارالادباء الشعراء المحدثين المعاصرين امثال انسي الحاج ومحمد الماغوط وعلي احمد سعيد (ادونيس) وفؤاد رفقه وشوقي ابي شقرا وعصام محفوظ وخالدة السعيد وسواهم.
وكان العدد الاول من مجلة "شعر"صدر سنة 1957 مع افتتاحية عن اهداف المجلة والغاية منها . وقد انحازت المجلة الى التجديد الادبي والفكري ، ونجحت في فترة زمنية قصيرة ، ان تكون منبراً شعرياً التأم حوله شعراء معاصرون عديدون. واستطاعت تجذير صورة حية لحركة شعرية معاصرة وجديدة، كان لها تداعياتها الكبيرة على مسار الشعر العربي الحديث وما تزال ، وهي حركة الحداثة الشعرية في احد ابرز تجلياتها الاكثر تأثيراً في مسيرها . هذه الحركة التي توسعت الى كل انحاء الوطن العربي فيما بعد.
يقول الشاعر اللبناني شوقي ابي شقرا،احد اهم رواد قصيدة النثر ومن ابرز اركان المجلة : كانت "مجلة "شعر" وهي البهاء وهي في حساب الدينونة سامية وراقية ووصية. وكانت التي وان طال الزمان بين فصل وفصل هي المقامة وهي الكتاب الذي نؤلفه ونحرره ، ولا كلمة تخرج من الصفحات الا مزينة والا تنضح ما تنضح من الجدية ومن الامل الثقافي والامل المستقبل ".
ويمكننا القول ، ان مجلة "شعر" شكلت الأداة الكتابية والتعبيرية لمشروع يوسف الخال الشعري السامق ، انها مجلة رائدة اضاءت مع غيرها من مجلات، الدرب الثقافي والادبي والشعري في لبنان والمهجر والعالم العربي. ورغم توقفها عن الصدور العام 1970الا انها لم تغب يوماً عن المعترك الشعري الراهن ، ولا تزال راسخة حاضرة في توجهها ورؤاها ومناخها الحداثوي والمسائل الادبية والثقافية ، التي اثارتها بجرأة وعمق ، وبشكل لافت للنظر.