كلمة الدكتور سامي ادريس في حفل تكريم زهدي غاوي
تاريخ النشر: 15/01/13 | 1:26كلمة الدكتور سامي ادريس
نص اول كلمة أُلقيت في حفل توقيع الشاعر زهدي غاوي ابي فريد . عن منتدى جبران الأدبي الوطني.
بلادُ أبي مزّقوها
فيا ربُّ
بارك براكين َروحي وأَسعف ْجروحي
ومجِّدْ بوقتِك ما ظلّ من بعضِ وقتي
إلهي وما من إله سواك
مراعِِيََّ ضاقتْ بعشبِ السموم اللئيمة
وماتت خِرافي على ساعدي
وبئري أهالوا عليها الصخورَ
ولي تينةٌ أتلفوها
وزيتونة ٌجرّفوها
ولي نخلة وبّخوها
ودالية عنّفوها
وليمونة قصّفوها ونعناعة جفّفوها عقاباً
إلهي…
أبا الفريد
عرفتك بستاناً من الطيبة والعطاء والمحبة والعشق والوطنية الأصيلة. عرفتك بئراً يفيض ماؤها وسائر البشر يمرون يشربون منها ويرتوون،عرفتك بلبلاً عاشقاً يسجع بالشعر ويرجعه فنطرب لسماعه وننتشي ، عرفتك سحابة ماطرة تروي الأرض العطشى : ولا عجب أنت الشاعر زهدي غاوي ابو الفريد.. من تحت عبائتك ، وقد جاوزت الخمسين، يطل شابٌ ملهم وفارس همام.
فريدٌ في ذائقتك وكتابتك الشعرية والأدبية.. فريد في عطائك ونبلك الإنساني.. وهذي وفود الشعراء والأدباء من جميع أنحاء هذا الوطن قد أتت لتشهد مطلع شمسك يا أبا الفريد وإطلالة قمرك في هذا العرس الثقافي المشهود
فاسمح لي أن أتقدم باسمك وباسم كل عشاق الشعر العربي الخالد بتحية رابطة نور الأمل .. تحيةً حارة ملؤها الإكبار والفخر على الجهود العالية النبيلة والأصيلة التي تبْـذُلُها للارتقاء بحركتُـنا الأدبية والثقافية وبث الروح فيها وترسيخ حب الشعر والوطن واللغة العربية. إن هذا النشاط الثقافي لهو الوطنية الحقيقية الخالصة قلباً وروحا.
هنا في عاصمة المحبة والإخاء والانتماء والوطنية في ناصرة الجليل الأشم هُرعنا من جميع أنحاء هذا الوطن لنحتفي مثلثاً وجليلاً بابن المثلث الصامد الشاعر زهدي غاوي
لقد كان لي شرفُ المواصلةِ في بناء هذا الجسر الذي يربط بين أدباء مثلثنا الصامد وجليلنا الأشم ، وذلك عبر التعرف على شخصيات أدبية من المبدعين عن قرب ومساجلتها همومنا الأدبية والسياسية. وكان أحد أهم هذه الشخصيات أخي وصديقي الشاعر الأصيل زهدي غاوي أبو الفريد .
الشعر ايها الأخوة هو سندنا الروحي في هذا الوطن نتشبث به ونبثه لواعج أرواحنا المحاصرة..يتفجر فينا تفجر الينابيع من باطن الصخور. هو سيفنا وخيولنا المحاربة
الشعر هو وطننا العاشق المحلق التوّاق الى الحرية .. حيث عصافيرُنا تطير بلا أجنحة.. وأحلامنا تطير بلا مروحة.. وما من مكان تحطُّ عليه سوى المذبحةْ
أفبعد هذا تتساءلون عن هذا العدد الوفير من الشعراء من ابناء شعبنا..
الشعرُ آخر معاقل اللغة العربية. إذا سقطت مدينة الشعر اهتزت أرجاء اللغة العربية وتهاوت.. فبها نكون أو لا نكون.
* يصدر ديوان شمس وقمر في زمن يزداد فيه زحف قوى الظلام والتآمر على اللغة العربية التي ما زالت تنبض بالحياة وتزداد تألُّقاً في قلوب عشاقها حتى يومنا هذا .. اللغة العربية هي عنوان بقائنا على هذه الأرض..هي أمُّنا الرؤوم ينبوع حنان تعطي بسخاء وتفسح صدرها لمن يعشقها.
* إن ديوان شمس وقمر ، هذه الثنائية القديمة استعارتان قديمتان وظفهما الشاعر توظيفاً موفقاً:وأبو فريد فارس في ميدان العشق والشعر مسكونٌ بحب الطبيعة والنساء الجميلات ولكن شعره يصف الجانب الروحاني في المرأة ولا يتغنى بأوصاف جسدها وكل الأمر يبقى في حدود الكلام والمساحة المباحة..فالمرأة هي الهمسة التي تجعل الأعين تمطر فرحاً، وربيعاً
وعندما يلقي ابو فريد قصيدته فإنه ينقلك الى الضفاف الشعرية الانسانية التي تكتنز بها هذه القصيدة،ويجعلك تشاركه تجربته كأنما تعيشها الآن. ينقلك الى ما مضى من عنفوان شبابك ، ليؤكد أن عمرنا نحن الشعراء لا يقاس بعدد السنوات التي نعيشها، ولكن بالرصيد الذي يبقى على امتداد الاجيال طعاماً لابنائنا القادمين الى الحياة.