الطفولة المهيئة ضمان للتعامل الأسري السليم
تاريخ النشر: 16/01/13 | 8:09لمَ وكيف أصبحنا في زمن مشوب بالإقتتال ؟! اضحينا عاجزين عن التعبير المنطقي , مبتعدين عن اتخاذ القرارات الصائبة وعدم الحزم والإصرار في اتخاذ المواقف والبتٌ بها . فصراع الذات والجمود الفكري أفقدنا القدرة على حسم الأمور ولم نعُد نَع ِ التمييز ما بين الصواب والخطأ .
يبقى الطفل مركز اهتمام المرء والمجتمع أينما كان وحيثما وُجد , وإن كنا نسعى لتحقيق هدفاً تربوياً تجاه أطفالنا فما علينا أولاً إلًا أن نمنح أطفالنا الحنان , العطف , المحبة والرعاية الصالحة والكافية , فهي أمورٌ فيها من الخُلُق ما يجعل حياتهم سعيدة نابهة كفيلةٌ بأن تقودهم نحو انعكاسات وانفعالات إيجابية فعالة في صقل شخصيتهم المستقبلية . فنزرع في وجدانهم القُدْسية في حُب الحياة وإجلالها .
وقد قيل أنه في داخل كل طفل خزّان من العاطفة جاهزٌ لأن نملأه نحن الكبار بالمحبة , الحنان والعطف . فعندما يشعر الطفل بأنه محبوب حقاً , يكون نموه سليماً . ولكن إذا أبقينا هذا الخزان فارغاً , فربما يُحدث خللاُ ما يؤدي الى سوء في تصرُّف الطفل . وسوء السلوك ما هو إلّا إحساس ٌ بفراغ خزان المحبة لديهم . وما علينا إلا أن نملأه مجدداً بالحب والإهتمام الكافي .
الإمتنان والشكر ما هي إلا تعابير وجدانية مرهفة ولطيفة لها تأثيراً كبيراً في نفوس البشر على اختلاف أعمارهم وأوضاعهم الإجتماعية أو الطائفية .
ولكي نعمل على ترسيخ هذه العادات المحببة في أولادنا , لا بد أن نكون نحن الكبار مثلهم الأعلى في كيفية التصرف الراقي , لأنه بذلك نكون قد شددنا أوصار التقارب والإلفة بين أبناء البيت الواحد . فتنمو لديهم روح الجوار ويدركون قيمة إلتزامهم بالمبادئ الأخلاقية وغربلة العادات الإجتماعية المقيتة , بهذا نكون قد أبعدناهم عن العوز , الفقر أو الحاجة . فينشأ لنا رجلٌ قويٌ صاحب قرار , قوي الإرادة مهيئٌ لمشواره المستقبلي , باحثٌ ٌ مكنونات وخفايا الحياة العصرية ليبدأ مرحلةً جديدة في حياته يبغيها كل شاب جادٍ وباحثٍ عن عروس المستقبل التي يريدها أن تكون ذكية ومتفهمة . كما يريدها أن تتحمل المسؤولية وأعبائها . تساعده وتشد من أزره في معركة الحياة اليومية لتصبح تلقائية تخفف عن زوجها أعباء الحياة ومطباتها .
وقد أكدت أستاذة علم الإجتماع البريطانية " ليندا جونسون " على الأمور التي يتوقعها كل رجل من زوجته فمثلاً تعتمد القوة في التعبير والمواجهة , مبتسمة خفيفة الظل , بعيدة عن النكد ,
عفوية تلقائية وذكية .
كما تنصح هذه الباحثة المرأة بالتجديد والمفاجآت والمحافظة على المفاهيم الأدبية التي اضحينا نفتقدها في عصر العولمة الصاخب ولنحافظ بقدر الإمكان على الإحتشام في اللباس ومعاني السُتر . مكثرين من الإطراءات المنطوقة , مرادفات تعبّر عن الثناء والتقدير لما فيها من تواصل قوي للمحبة والإحترام بين أبناء المجتمع الواحد .
ولنسعى جميعنا بأن تكون لغة المحبة لغتنا جميعاً في مجمل تعاملنا مع من حولنا . فمجتمعنا بحاجة الى الكثير من تعابير الإطراء والتشجيع , ولتكريس وقت خاص لنتعلم بألّا نقاطع بعضنا في الجوارات اليومية , فالقدرة على الإصغاء أو التكلم لهوَ فنٌ تعبيري ضروري في حياتنا. فلنقدم الخدمة ويد العون والمساعدة لكل من يحتاجها حتى لو كانت خارج نطاق بيتنا . فليتعداه الى خدمات تطوعية لمجتمعنا الكبير , وليكن التعبير عن المحبة بطريقة ملموسة كأن يعانق كلٌ من الأب والأم أولادهم , أو أن يرتب أحدهم على كتف شخص يحتاج للمشاركة الوجدانية لينخرط في مجتمعه وبين محبيه .
فالخير والبركة أرصدة واقية ودروع لصدور كافة أفراد مجتمعنا ودعواتنا الى الله عز وجلّ أن يحفظنا , يحمينا وعائلاتنا , والعناية الربانية ترعانا ودروب مستقيمة نسير عليها وليبقَ الحلم أبداً بوابة الأمل …