وتبقى سلوان..
تاريخ النشر: 28/04/10 | 11:10وصل موقع بقجة تقرير من خلال ” مؤتمر صحفي ” نظمته “لجنة حي البستان و”مؤسسة القدس للتنمية”و”مؤسسة الأقصى للوقف والتراث”: /محمود ابو عطا وتصوير : ” مؤسسة الأقصى للوقف والتراث “/ شرف أحمد. نظم قبل ظهر اليوم الأربعاء 28/4/2010م كل من “لجنة حي البستان – سلوان ” و”مؤسسة القدس للتنمية” و”مؤسسة الأقصى للوقف والتراث” مؤتمرا صحفيا شاملاً بعنوان”وتبقى سلوان… ” وذلك في خيمة الإعتصام في حي البستان في بلدة سلوان بالقدس تخلله عرض لفيلم وثائقي يتطرق الى معلومات جديدة وخطيرة حول مخططات الإحتلال لتهويد كامل بلدة سلوان ومحيط المسجد الأقصى المبارك ، وتم خلال المؤتمر عرض للمخطط الهندسي التفصيلي لحي البستان والذي تمّ تقديمه مؤخراً الى البلدية العبرية في القدس من قبل لجنة حي البستان والذي أعدته ” مؤسسة القدس للتنمية ” بالتنسيق مع لجنة حي البستان ، والمخطط يشكل طرحاً عملياً وعصرياً لتطوير الحي ، وقد تولى عرافة وإدارة برنامج المؤتمر الصحفي الشيخ موسى عودة – من لجنة حي البستان ، واكد المتحدثون في المؤتمر الصحفي رفضهم التام لممارسات ومخططات الإحتلال ، مؤكدين أن أهل سلوان وحي البستان سيصمدون في بيوتهم وحول المسجد الأقصى وأنهم هم أصحاب الحق الثابت في القدس وبيت المقدس ، وحضر وقائع المؤتمر الصحفي جمهور واسع من أهل سلوان وحي البستان واهل القدس ، وشخصيات اعتبارية من القدس والداخل الفلسطيني .
الفيلم الوثائقي ” وتبقى سلوان … “:
في مستهلّ المؤتمر الصحفي عرض فيلم وثائقي بعنوان ” وتبقى سلوان ” قامت على انتاجه ” مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” و” مؤسسة القدس للتنمية “، وتحدث الفيلم عن تاريخ بلدة سلوان وان عمرها يعود لـ 6000 آلاف عام ، وأشار إلى ان عدد سكانها يبلغ الآن 50.000 الف نسمة وانها بلدة عربية إسلامية، وانه في العام 1976 تم إقرار مخطط إقامة الحدائق التوراتية في حي البستان، وأشار الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – في الفيلم إلى أن البلدة مستهدفة من المصادرات والحفريات والبؤر الاستيطانية في آن واحد ، في إشارة إلى الأنفاق التي حفرت وينظم فيها مسيرات سياحية للوصول الى المسجد الأقصى المبارك وكل ذلك تحضير لبناء الهيكل المزعوم.
وأكد الفيلم أن الإستيطان اليهودي في سلوان بدأ في العام 1990م من خلال جمعية الاستيطان ‘العاد’، حيث اصبحت المؤسسة الإسرائيلية تدعي علنا ان سلوان هي جزء من الرواية التلمودية ، وان الهدف من وراء ما يجري هدف توراتي ديني لتحقيق ما يسم الحوض المقدس وهي عبارة تضليلية وكانت العديد من الشهادات قدمت من خلال أبناء وأهالي حي البستان وبلدة سلوان.
= الشيخ كمال خطيب : سلوان هي السياج الحامي للقدس والمسجد الاقصى:
من جانبه أكد الشيخ كمال الخطيب – نائب رئيس الحركة الاسلامية في الداخل الفلسطيني – ان بلدة سلوان هي السياج الحامي للقدس والمسجد الاقصى، وكانت وستبقى شوكة لن يستطيع أحد مصادرتها أو سلبها، وأضاف:” فالمخططات الاسرائيلية تريد تفريغ سلوان بالبدء في حي البستان وبالتالي تفريغ المنطقة واحلال اليهود المتطرفين مكان السكان الاصليين”.
واستهجن الخطيب مخطط بلدية القدس في سلوان وادعاء بركات الحفاظ على مصلحة السكان، ونيته تطوير المنطقة للجذب السياحي ، وقال:” هل تريد البلدية ان نصبح محميات بشرية للسياح، كما هم الهنود الحمر سكان امريكا الاصليين الذين أصبحوا متعة للسياح!! واكد الشيخ الخطيب على ثبات سكان سلوان وحفاظهم على التراث والتاريخ والحضارة في المنطقة ، والهوية العربية الاسلامية. وقال الشيخ كمال خطيب :” تفتري السلطات الاسرائيلية بقولها ان تاريخ القدس يرجع الى 4الاف عام، وينسون ان تاريخها يرجع الى 6 الاف عام بناها اليبوسيون العرب، وهذه محاولات تعتمد على الاعلام والسياسية والمال، لكنها لن تثني من صمود سكان سلوان ” ، وتابع الشيخ الخطيب مخاطبا العالمين العربي والاسلامي:” ان دعم القدس وثبات وصمود الاهالي بها هو صمام الامان للحفاظ على كافة عواصم ومدن الدول العربية والاسلامية، فصمود القدس يعني صمود عمان، وقوة للقاهرة، وانهيار القدس يعني انهيار عواصم عربية عزيزة علينا، لا نتمنى لها سوى كل الخير والدوام” .
ووجه الشيخ كمال خطيب رسالة الى القيادة الفلسطينية في ظل الحديث عن امكانية العودة الى مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي وقال:” نحذر من العودة الى مفاوضات والعودة الى السراب مع المخادع نتنياهو، الذي يعلن كل صباح أن القدس هي عاصمة ابدية موحدة لاسرائيل ولا لايقاف للاستيطان ،واضاف:” بدخولكم جولة جديدة في المفاوضات ستكونون مقصرين امام شعبكم، فلقد سبق وخضتم مفاضات لم تأتي بأي نتيجة “، واكد ان الشعب اليوم بحاجة الى لحمة حقيقة بين الشعب والقيادة للحفاظ على ما تبقى من المدينة.
= مأمون العباسي : ندعو الى التوحد لتعزيز ثبات المقدسيين :
من جهته دعا مؤمن العباسي في كلمة القوى الوطنية في القدس الى التوحد لتعزيز ثبات المواطنين المقدسيين في مقارعتهم للمحتل، واكد باسم المؤتمر الشعبي للقدس والقوى الوطنية انه لا عودة للمفاوضات اذا لم يتوقف الاستيطان، ولا حدود مؤقتة للدول الفلسطينية ولا للحلول التصفوية بحق الشعب، ونحن عاقدون العزم على المضي حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمنها القدس الشريف.
د. يوسف جبارين : المخطط التفصيلي شامل ويحمل معاني الإستدامة المجتمعية وهو سابقة مهمة
وكشف – د. يوسف جبارين – رئيس طاقم المخططين – خلال المؤتمر الصحفي عن تفاصيل المخطط الهندسي الذي يعتبر الاول من نوعه حيث تم مشاركة سكان حي البستان في اعداده لتقرير مصيرهم خلال السنوات القادمة، حيث تم عرض المخطط على السكان في خيمة الاعتصام وتم اقراره.
وأوضح د.جبارين أن رؤية المخطط هو انشاء حيز اجتماعي، وثقافي، وبيئي يحمل في ثناياه معاني الاستدامة المجتمعية في الحي، اضافة الى المساهمة في خلق مكان يعزز وينمي روح وطموح ساكنيه.
أما عن الاهداف التخطيطية للمخطط فقد أوضح د.جبارين ان المخطط يهدف لتسهيل منح الرخص القائمة علما ان بعض المنازل قائم من قبل أن تكون البلدية، واعادة ترميم وتأهيل بيئة الحي بالحفاظ على الموروث الثقافي والمعماري الفلسطيني المقدسي، وتطوير البنية التحتية ونظام حركة والمواصلات للحي بشكل يراعي البيئة المحلية.
وأضاف د. جبارين يقترح المخطط التفصيلي اضافة سبعين شقة في الحي لتلبية الحاجة الملحة للمساكن لدى المجتمع المحلي، كما ويقترح انشاء خمسة بوابات رمزية للحي لخلق نوع من الاحساس بالمكان بشكل اعمق للسكان والزائرئين على حد سواء، كما ويقترح المخطط تطوير مجمع ثقافي تعليمي في جنوب الحي لخدمة احتياجات السكان ، وأوضح جبارين ان هناك 17 الف مبنى”غير معترف به” من قبل بلدية القدس في المدينة، وهم بالتالي تحت تهديد الهدم وذلك يعني تشريد 200 الف فلسطيني، وبالتالي فيجب اعداد المخططات البديلة للحيلولة دون ذلك.
وتطرق د.جبارين الى مخطط نير بركات الذي عرض في اذار الماضي حول حي البستان تحت مسمى”اطلاق خطة البستان” وقال:” ان مخطط بركات فهم بشكل خاطئ من قبل العديد من الصحفيين والرأي العام، فهناك من يعتقد أن المخطط اخذ بعين الاعتبار مصلحة السكان، حيث سيتم هدم 24 منزل من الجهة الغربية لحي البستان وهذا يعني تشريد 450 شخص، وعليهم ان يعيشوا في الجهة الشرقية وفي حال رفض سكانها ذلك سيتم هدم منازلهم ايضا، وقال ان ذلك يعني هدم حي البستان بأكمله لاعادة الحديقة القديمة التي كانت قبل 3 الاف عام رغم عدم وجود أي اثار و دليل تاريخي لذلك.
السيد أحمد جبارين : نحن نتواصل دائما بعملنا مع حي البستان وسلوان عبر مشاريعنا الشمولية
وتحدث في المؤتمر الصحفي السيد أحمد محمود جبارين – مدير ” مؤسسة القدس للتنمية” – حيث أشار الى معاناة عموم حي سلوان وعلى وجه الخصوص أهالي حي البستان وقال :” لا يخفى على احد المعاناة الكبيرة، والأوضاع المأساوية الصعبة، التي تعيشها مدينة القدس المباركة وأهلها في ظل المخططات اليومية المتسارعة من قبل المؤسسات الاستيطانية المختلفة الرامية إلى تهويد المدينة وإخلاء سكانها الأصليين منها، وأمام هذا الواقع الأليم الذي عكس جزءاً منه الفيلم الوثائقي ” وتبقى سلوان” ، فان سلوان بسكانها وأحيائها المختلفة يعيشون صراع بقاء ووجود، فهم يواجهون مخطط البلدية العبرية التي تسعى الى ترحيلهم وتهجيرهم من بيوتهم، مستندة على روايات تلمودية لا أصل لها”
وحول مخططات بلدية الإحتلال ضد حي البستان قال :”عمدت البلدية العبرية بمخططاتها الى سلب الحياة وقتل المعنويات من قرابة 1000 شخص من سكان حي البستان وذلك بانتزاعهم من بيوتهم وأراضيهم التي ورثوها أبا عن جد، فمن الظلم بمكان أن يتم تهجير وسلخ أهالي حي البستان، من اجل تهويد المكان بحُجج وذرائع واهية ؟!.”
وتطرق السيد أحمد جبارين الى مشاريع ” مؤسسة القدس للتنمية ” في حي البستان والتي توجت بالمؤتمر الصحفي اليوم وتقديم المخطط الهندسي التفصيلي :” قامت مؤسسة القدس للتنمية، وفق رؤيتها الشمولية بتبني مشاريع تنموية شمولية في حي البستان من اجل تعزيز الصمود والبقاء ورفع مستوى جودة الحياة فيه ،ومن هذه المشاريع : تبليط ورصف طرقات الحي الداخلية ، إنشاء وتجهيز ملعب بمساحة 1000 م2 لخدمة أهل الحي وسيتم افتتاحه بعد الانتهاء من مراحله الأخيرة في الأيام القادمة بأذن الله ، زراعة اشتال الزيتون في مناطق متعددة ضمن فعاليات يوم الارض الخالد للسنة الثانية على التوالي، الدفاع القانوني لجميع المعتقلين المظلومين في الأحداث الأخيرة التي عاشها الحي ، فعاليات الرسومات الجدارية واللوحات ” ، وتابع جبارين :” وتوجت مؤسسة القدس للتنمية مشاريعها بتبني إعداد المخطط التفصيلي الذي نحن بصدده هذا اليوم في حي البستان، حيث قامت مؤسسة القدس للتنمية بتبني الجهود الرامية واستثمار كافة الوسائل المتاحة لمساعدة سكان حي البستان في رفع الظلم والجور عنهم وتثبيتهم في أرضهم وبيوتهم , ملبية نداء الواجب للأهل في حي البستان وذلك من خلال دائرة المشاريع الهندسية والتخطيط، لإعداد مخطط هيكلي وتفصيلي لمنطقة حي البستان، مستعينة بأكفأ المخططين والمهندسين والمحامين لانجاز هذا المشروع ، فقد استطعنا انجاز الهدف الذي وضعناه لأنفسنا، بانجاز مخطط تفصيلي يتجاوب مع احتياجات السكان ومتطلبات حياتهم مع الأخذ بعين الاعتبار المقاييس والمعايير المعمول بها عالمياً ومحليا، ، آملين من الدوائر والجهات المختصة المصادقة على هذا المخطط الذي يحقق مفهوم التنمية المستدامة، ويزيل عن كاهل قرابة ألف شخص من سكان الحي شبح هدم بيوتهم وتشريدهم دون مأوى، ويوقف الاستنزاف المالي الذي يعانون منه نتيجة دفع المخالفات الباهظة للبلدية ” .
= المحامي سامي ارشيد :هناك مخطط هدم جماعي لبيوت سلوان سنواجهها كقضية جماعية
وقال المحامي سامي ارشيد – عضو طاقم المحامين – – :” منذ إحتلال شرقي القدس عام 1967م أصبحت سلوان مستهدفة من قبل الجهات الرسمية في بلدية القدس للتضييق الحيز الطبيعي للسكن في البلدة ومنع البناء فيها ، وكانت المخططات الهيكلية التي اتبعتها البلدية واشهرها ع م/ 9 والمسمى بمخطط هيكلي القدس القديمة وضواحيها وضع جميع المساحات في سلوان كمناطق ممنوعة للبناء والسكن ، الأمر الذي وضع أهالي سلوان في وضعية تنظيمية وقانونية تمنعهم من بناء بيوتهم على أغلب أراضيهم ” ، ” وتابع إنّ سياسة تضييق الخناق ومنع البناء ليست جديدة ، ولكن في الآونة الأخيرة تبين للجميع ان هناك مخطط هدم جماعي لبيوت سلوان ، هذا الهدم كما نتوقع هو بداية لهدم مناطق أخرى في سلوان بما فيها وادي حلوة ” ، وتابع ” مما تقدم وما رافقه من تصريحات وتصعيد على ارض الواقع دفعنا الى مواجهة هذه السياسة بالأساليب القانونية كقضية جماعية وبناء عليه جاءت مبادرة ” مؤسسة القدس للتنمية” وتحضير مخططات بديلة لمخططات البلدية ” .
= عدنان غيث : نقول للمحتل إياك والقرارت المجنونة
كلمة السيد عدنان غيث – كلمة لجنة حي البستان : ” نتوجه الى كل مسؤول وكل صاحب قرار سواء كان على المستوى المحلي او العربي او الدولي بأن يقفوا عند حدوده ومسؤولياتهم ، فالقدس تتتعرض لأبشع وأسرع حملة تهويد لم يسبق لها مثيل على كافة الأصعد ، بالإضافة الى الإعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية ، وعلى رأس المقدسات المستهدفة المسجد الأقصى المبارك ” ، وتابع :” ونقول للمحتل إياكم والقرارات المجنونة ، أو الإقدام على هدم بيوتنا ولقد رأيتم ما يمكن أن يكون الرد قبل الأيام “.
هذا ووزعت ” مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” و”مؤسسة القدس للتنمية ” في ختام المؤتمر الصحفي حقيبة إعلامية تشمل الفيلم الوثائقي ” وتبقى سلوان ” ومذكرة عن سلوان باللغتين العربية والإنجليزية ، وأخرى عن مخطط ” قيدم يروشالايم – أورشاليم أولا ” باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية ، ومذكرة عن حي البستان والمخطط الهندسي التفصيلي لحي البستان باللغتين العربية والإنجليزية ، وشهد المؤتمر حضوريا إعلاميا مكثفا .
لاهل سلوان ومؤسسة القدس قلوبنا معكم ,اصبروا وصابروا ورابطوا ,وعن قول الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه البلاد ,انه لا يعمر عليها ظالم ,ولكم من بعده الصمود بمشيئة الله.
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب له القدر..وان الارادة التي لا تنحني ابداً تعلو على كل شيء حتى على عثرات ومصائب الدهر..فقلوبنا معكم يا أهل سلوان واهل القدس, وبعون الله لا بد للظلم ان يزول والحق ان يظهر.