تفجير مقر قيادة حسن سلامة في اللد-الرملة 1948/
تاريخ النشر: 16/01/13 | 10:33كان حسن سلامة (ولد في قرية قولة، قضاء اللد في العام 1912 قتل في العام 1948 في معركة راس العين) القائد الاعلى لمنطقة اللد والرملة. بعد تأزم حرب الطرق قررت قيادة البالماح اصدار امر موقع من يادين (هو يغئال يدين 1917- 1948، قائد الجيش والرئيس الثاني لهيئة الاركان العامة) في العاشر من مارس 1948 الى يوسف طابنكين (من قادة البالماح 1921- 1987) للهجوم على مقر قيادة سلامة الواقعة في يهودية (مستوطنة يهود اليوم). اطلق على العملية اسم تسافنات ( بالعبرية צפנת وهو اللقب الذي اطلقه فرعون على يوسف بسبب حكمته حسبما جاء في التوراة).بعد ايام عدة رفع جهاز المخابرات تقريرا جاء فيه: " مقر قيادة حسن سلامة انتقل الى مبنى جديد. العراقي عبد الجبار الشمري، قائد منطقة الرملة وحسن سلامة استولوا على مبنى بريطاني متروك قرب بئر يعقوب مؤلف من اربعة طبقات والذي كان مدرسه للضباط البريطانيين. يوجد في المبنى اكثر من 100 رجل عراقي يتدربون على السلاح يوميا ".
كانت منطقة بئر يعقوب تحت مسؤولية كتيبة كبعاتي (بالعبرية גבעתי، كتيبة جيش المشاة)، قرر قائد الكتيبة شمعون ابيدان (1911-1994) التطوع لتفجير المبنى. استمر التحضير للعملية حتى نهاية شهر مارس. قام سلاح الجو بتصوير المبنى. قام جهاز المخابرات العامة برفع التقارير عن سير الحياة اليومية في مقر القيادة، وقامت وحدات ودوريات عسكرية محمولة بدراسة المنطقة والطرق وكيفية الوصول الى الهدف.
عندما استلم ابيدان قيادة عملية نحشون (عملية عسكرية هدفها فك الحصار عن القدس، ابتدأت في ليل 5-6 ابريل 1948 وانتهت يوم 15 ابريل). القى مسؤولية تفجير المبنى على شنيئور فابريكنت – بيليغ- لان وحدته العسكرية التابعة للكتيبة 52 لم تشترك في عملية نحشون. قام الضابط يوسف طرمر بتقديم المساعدة لبيلغ، خطط الاخير وبحسب الخطط الحربية المتبعة في الهاجاناة لعملية عسكرية مفاجئة هدفها الاستيلاء على المبنى والقيام بعملية التغطية للوحدة العسكرية المهاجمة مستعملا الاسلحة الاوتوماتيكية سريعة الطلقات.
في الرابع من ابريل 1948 ، وفي الساعة العاشرة مساء، خرجت الوحدة العسكرية تحت قيادة بيلغ من كيبوتس قرب ريشون ليتسيون. قاد بن برؤون وحدة خبراء المتفجرات. وحدة من الجنود الجدد حملوا 400 كغم من المتفجرات. اقيمت الحواجز على الطرقات منعا من وصول مساعدات عربية محتملة. في الساعة الحادية عشرة مساء وصلت القوة العسكرية الى الهدف. في الساعة 12:55 بعد منتصف الليل تم تفجير واجتياح الجدار الخارجي للمبنى. ابتدأ اطلاق النار. كان المحاربون العرب في حالة جهوزية، اطلقوا النار على المهاجمين. اصيب يهودا طبيب قائد الوحدة المنقضة على المبنى. وحدات الاجتياح، الاحتلال، التطهير، التغطية وخبراء المتفجرات عبروا الجدار واحتلوا الطابق الاول من البناية.
قام خبراء المتفجرات بتجهيز الاماكن لزرع العبوات الناسفة. اطلاق النار من قبل العرب من الطوابق العليا لم يردع المهاجمين لكته اخاف الجنود الجدد حاملي المتفجرات وبصراخ وتهديد من قبل ضباطهم تقدموا الى الامام، ولكن وعلى بعد 30 مترا من البناية، القى حاملي المتفجرات العبوات الناسفة على الارض وفروا من المكان. قام خبراء المتفجرات والمداهمين بنقل المتفجرات الى البناية.
حاول بعض المقاتلين العرب النزول الى الطابق الاول. تواجد في الطابق الاول قائد احدى الفصائل شلومو لهاط الملقب تشيتش ( من مواليد 1927 ، الرئيس السابع لبلدية تل ابيب – يافا). وبحسب رواية الجندي يعقوب خودوروف ( 1927- 2006 ، فيما بعد لاعب كرة قدم معروف وحارس مرمى هافوعيل تل ابيب ) " اقترب عربي الى شلومو من الخلف ليقتله، صرخت، تشيتش انبطح لاطلق النار، انبطح تشيتش على الارض، اطلق خودوروب النار وقتل العربي.
اربعون دقيقة بعد بداية الهجوم والمداهمة، سمع دوي الانفجار الذي ادى الى تدمير قسم كبير من المبنى. لم تقم الفرقة التي نصبت الحواجز على الطرقات باي عملية لعدم وصول الدعم العربي. انسحب بيلغ وجنوده الى الكيبوتس من حيث خرجوا ومعهم ثلاثة مصابين بجروح طفيفة.
بعد عدة ايام، رفع جهاز المخابرات العامة تقريرا مفاده " عدد القتلى في الانفجار 17 ،عدد المفقودين 12 بينهم ضابط الماني عمل كمستشار لحسن سلامة، نجا من الموت ضابط تركي كان بصحبة الضابط الالماني "
لم يتواجد حسن سلامة في مقر القيادة ليلة الهجوم. يستشف من تقرير جهاز المخابرات العامة ما يلي : " استاء سكان الرملة من حسن سلامة واتهموه بالخيانة، عاد سلامة الى الرملة، الى مقر قيادته المدمر برفقة مسلحين من قرية قولة ويافا، اخذ من المبنى ما يمكن اخذه من عدة وعتاد ونقلهم الى مقر قيادته الجديد في نفس المنطقة، منطقة يهوديه.