ضرورة رحيل “المافيا” الفلسطينيه بشكل كامل ونهائي
تاريخ النشر: 06/05/15 | 9:28لم يعد بالامكان إخفاء ما هو مفضوح ولا التغطيه عليه باي شكل من الاشكال وإن سألتُم الشعب الفلسطيني اينما كان وتواجد وطنا ومهجراعن حال واحوال سلطة اوسلو ورئيسها ستجدوا ان الاكثرية الساحقه تقول انها سلطه فاسده وتعمل مع الاحتلال جنبا الى جنب ولم تنجز سوى الفشل وثقافة الخنوع منذ نشأتها عام 1993 وحتى يومنا هذا والحقيقه المره ان قله قليله فقط من اصحاب المصالح ومنتفعي الراتب من تدافع عن سلطة اوسلو الهالكه والعاجزه عجزا تام عن اتمام اي مهمه وطنيه تخفف نوعا ما من عبأ الاحتلال الاسرائيلي عن كاهل الشعب الفلسطيني القابع تحت وطأة احتلال قام بتمزيق وجود وجدان الفلسطيني اربا اربا وقطَّع اوصاله الجغرافيه والديموغرافيه الى معازل ومحميات تديرها سلطة الاحتلال وسلطة اوسلو ضمن شروط ومعطيات الاحتلال الاسرائيلي التي سلبت الفلسطيني حق العيش وحق الحريه وحق العمل ناهيك عن انتهاك حقوق الانسان الفلسطيني على طول وعرض فلسطين التاريخيه؟!
الواقع الفلسطيني الراهن واقع مُر وهو واقع يخضع الى ظروف استسلام ويأس خلقها واوجدها وجود سلطة اوسلو والامر الخطير في هذا الواقع البائس هو استمراره في ظل غياب بديل وطني فلسطيني من جهه وفي ظل تغول الاستيطان والاحتلال الاسرائيلي من جهه ثانيه وبالتالي تَّحول القضيه الفلسطينيه بكل مركباتها الى ارض مشاع يشاع فيها اقوال صارت اكثر من شائعه في اوساط الشعب الفلسطيني وهي اقوال تعبر عن تيه فكري وسياسي ووطني تعاني منه قطاعات كبيره من بين الشعب الفلسطيني على طول وعرض الوطن والمهجر في حين تواصل فيه سلطة اوسلو مساهمتها في رسم معالم الضياع الوطني عبر سياسه سافره تهدف الى تحييد الشعب الفلسطيني والحيلوله دون ان يقوم هذا الشعب بتنظيم ذاته في اطر تضمن له النضال الشرعي والمشروع ضد مكونات ومشتقات سلطة الاحتلال الاسرائيلي الجاثمه على صدر شعب اصبح واقعا بين مطرقة هذا الاحتلال وسندان سلطة اوسلو العاجزه والفاقده الى الحد الادنى من الاخلاق الوطنيه ولو كانت هذه السلطه تملك ذره واحده من الكرامه الوطنيه لحلت ذاتها ورحلت منذ زمن بعيد بعد ان فشلت فشلا ذريعا في تحقيق اي هدف من الاهداف الوطنيه الفلسطينيه…العكس هو الصحيح هذه السلطه صارت عرَّابه وحارسه للإحتلال وفي ظل وجودها تضاعف الاستيطان الاحتلالي والاحلالي اضعاف الاضعاف؟!
عصابة اوسلو بكل اجهزتها البوليصيه و الامنيه واذرعتها السياسيه تراهن على استمرار حالة اليأس في صفوف الشعب الفلسطيني وتغذي هذه الحاله بشكل مستمر عبر شراء الذمم وعبر القمع والمراوغه التي تمارسه سلطه تتسم بسمات” المافيا” الممتهنه مهنة التضليل السياسي الوطني كضمانه لبقاءها واستمرارية الحفاظ على مصالح منتسبيها المرتبطون مصلحيا وتجاريا بمؤسسات الاحتلال الاسرائيلي اللتي تسهل بدورها عمل الفاسدين والمفسدين كضمانه لبقاء نواطير الاحتلال ضمن تركيبة سلطة المافيا السارقه لروح الوطنيه النضاليه الفلسطينيه والعاجزه عن تحقيق اي انجا ز وطني…
سلطة اوسلو لاتسرق روح الوطنيه الفلسطينيه ونواة الوعي الفلسطيني فحسب لابل تشارك الاحتلال الاسرائيلي في نهب الارض والحقوق الفلسطينيه وما واقع استمرار حالة تدمير الجغرافيا والديموغرافيا الفلسطينيه الا دليل قاطع على المشروع المشترك بين الاحتلال والمافيا اللا وطنيه..هذه المافيا استحوذت واستفردت بالقرار الفلسطيني وبين الفينة والاخرى تفاوض على مصالح منتسبيها بزعم انها تفاوض الاحتلال او تهدده بلاهاي والمحاكم الدوليه في الوقت اللتي تفرط فيه بحقوق ملايين الفلسطينيين وتدمر المستقبل الفلسطيني وهذا ما ينبغي رفضه وعدم التفريط به…عدم التفريط بالحلم الفلسطيني هو المطلوب والمطالبه برحيل المافيا الفلسطينيه اصبح امر ضروري وحيوي لبقاء القضيه او بالاحرى لَم شملها وشمل مقوماتها بعد ان دمرتها مافيا اوسلو؟!!
الترويج للسلام وعملية السلام والمفاوضات يعني استمرار التحضيرات والتجهيزات لتشييع جثمان القضيه الى مثواها الاخير.. انهُم يقبرون فلسطين وهي حية ترزق وانهُم يحاولون قلعها وإقتلاعها من وجدان شعبها ومن وجدان الاجيال الفلسطينيه الحاضره والقادمه.. انهُم يروجون لبقاء الاحتلال كقدر محتوم ويزرعون الجهل والجبن في عقول ووجدان شعبنا اينما كان وتواجد..انهم يدافعون عن الاحتلال ويروجون لجبروته وسلطته حتى يكسروا كل عُود وكل جذع مقاوم..انهُم مجرد منظومة مافيا تسللت الى الجسد الوطني الفلسطيني من اجل انهاكه وتدميره وفرض محصلة حسابات الاحتلال عبر فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني وتحويله الى مجرد حاله انسانيه ومعيشيه تكتفي بفتات ما يتركه او يلقي به الاحتلال لهذا الشعب الذي تتامر عليه مافيا سلطة اوسلو..سيف الاحتلال المسلول في وجه الشعب الفلسطيني والمسلط على رقابه…؟!!
لا تملك مافيا اوسلو ايَّ منظومه اخلاقيه وسياسيه ولا تملك الحد الادنى من المبادئ الوطنيه ولهذا لا تلتزم هذه المافيا باي محاذير وخطوط حمراء وطنيه الى حد صارت فيه جميع مقومات القضيه الفلسطينيه محل نقاش وقابله للتساوم من قضية الارض ومرورا بحق عودة اللاجئين وحتى القدس والمقدسات الاسلاميه في القدس والخليل وكامل التراب الفلسطيني وبالتالي ماهو جاري منذ اكثر من عقدين من وجود هذه العصابه هو عدم الالتزام باي مواعيد و اي محاذير وضرب كافة الحقوق التاريخيه الفلسطينيه بعرض الحائط الى حد التنازل عن قرارات امميه تخص حقوق الشعب الفلسطيني وتؤكد على حق عودة الشعب الفلسطيني الى دياره…
الحاله الفلسطينيه اليوم تتجلى في ظرف ماساوي خلقته وساهمت في وجوده سلطة المافيا وهو شعور الشعب الفلسطيني باليأس والهزيمه المعنويه ومشاعر السلبيه والاسى التي ترافق الفلسطيني داخل وطنه المحتل وخارجه..الحقيقه الصادمه ان المافيا الفلسطينيه تريد عقد اي اتفاقايات واي صفقات مع الاحتلال لضمان الراتب وبقاء سلطة المافيا دون الاخذ بالحسبان خطورة ابعاد وفحوى هذه الصفقات والاتفاقات على مستقبل الشعب الفلسطيني…اصل التفريط كان اتفاقية اوسلو عام 1993 وما زال هذا التفريط يشكل مرجعيه للتفريط القادم وهكذا دواليك بمعنى بسيط ومبسط: بقاء سلطة اوسلو مشروط بقابلية التنازلات عن الثوابت الفلسطينيه لصالح الاحتلال الاسرائيلي ومن بين هذه الثوابت انهاء هذا الاحتلال دون قيد او شرط والحاصل اليوم هو استمرار الاحتلال وصمت المافيا الفلسطينيه على هذه الحاله…مافيا اوسلو تختبئ وراء لافتة “عملية السلام” من اجل ضمانة استمرار الاحتلال وبقاء السلطه.. سراب السلام الاسرائيلي مقابل بقاء السلطه وضمان الراتب ولا شئ سوى الراتب؟!
لاحظوا معنا ان جميع القضايا التي طرحت في بدايات اوسلو قد تغيرت وجرى عليها تغيرات جذريه من قبل الاحتلال وبصمت من قبل السلطه: المستوطنات في الضفه والقدس ازدادت اضعاف الاضعاف..جرى التلاعب بحق العوده عبر اتفاقية عبدربه بيلين..الموارد الطبيعيه والمياه ما زالت تحت سيطرة الاحتلال..القدس تعرضت الى ابشع اشكال التهويد ناهيك عن حائط العزل وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني واحتلال الحرم الابراهيمي في الخليل وحصار قطاع غزه…بقاء الاسرى في السجون الاسرائيليه وتركهُم في غياهب النكران والنسيان.. حصار الشعب الفلسطيني داخل كانتونات داخل جغرافيا الضفه وفرض شروط الاحتلال على المعابر وعبور العمال والسكان الفلسطينيين..زيادة الفقر والبطاله في جميع المناطق الفلسطينيه وسقوط نظرية تحسن الاحوال والرفاهيه الاقتصاديه الموؤده في طيات شروط الاحتلال التي تضمن الرفاهيه فقط لاعضاء ومنتسبي عصابة اوسلو… محو الذاكره الفلسطينيه ومحو وجود الحق الفلسطيني على المستوى الوجداني والفكري تمهيدا لفقدانه الفعلي ويخطا من يظن ان التلاعب بالاسماء والمسميات والمفردات اللذي يمارسه الاحتلال والعصابه الفلسطينيه لايؤثر سلبيا على وعي ووجدان الشعب الفلسطيني..زرع ثقافة العجز والاستسلام كتمهيد لمرحلة الاستسلام الحقيقي…تزييف التاريخ الفلسطيني وتوظيفه لصالح المشروع الصهيوني يجري بموافقة عصابة اوسلو..تغيير وعبرنة اسماء المدن والقرى الفلسطينيه يجري بتواطؤ من قبل عصابة اوسلو..الاعلام الصهيوني يشوه اسباب النكبه الفلسطينيه فيما تتعمَّد عصابة اوسلو التستر على غسل دماغ الفلسطيني الى حد فرض الضبابيه والتشكيك في الروايه الفلسطينيه لمجريات نكبة عام 1948؟!
هنالك من يريد ان يخسر الشعب الفلسطيني وطنه وحقوقه بالتدرج ضمن فرض الاحتلال واقع قسري على الارض والشعب الفلسطيني بمعنى جرعه جرعه وخطوه خطوه الى ان يقبل الفلسطيني معادلة العيش فوق وقبل الوطن وليس العكس وهذا ما يعكس قناعة شرائح فلسطينيه ساقطه وطنيا لا يستهان اليوم بعددها وهي الشرائح اللتي تؤمن بان الدوله الاسرائيليه تؤمن لها سبل العيش وهذا ما معناه مدخلا لقبول الاحتلال ودولته وسقوط مبدا الحق الفلسطيني في دوله فلسطينيه مستقله…ثقافة العصابه والمال وشعار اخر ما يهمني الوطن…التبعيه الاقتصاديه والمعيشيه لمؤسسات دولة الاحتلال!؟
ان ما يجري في فلسطين اليوم هو فصل من فصول متواصله لنزع الحق وتثبيت الباطل ومحاولة وأد للقضيه الفلسطينيه على اساس ان الجاري من احتلال واقع لايمكن تغييره والتأثير به وعلى الشعب الفلسطيني التعايش مع هذا الامر والقبول به على اساس مبدا العيش مقابل الوطن والراتب مقابل الوطن وهذا المبدا هو اساس ثقافة عصابة اوسلو التي جعلت من الاحتلال حاله عاديه يمكن التعايش معها…عصابة اوسلو قامت وتقوم بتشتيت شمل مكونات القضيه الفلسطينيه والمطلوب اليوم لم شمل القضيه الفلسطينيه وهذا لن يحدث الا برحيل “المافيا” الفلسطينيه المتمثله في سلطة اوسلو بشكل كامل ونهائي…على كل شرائح وقطاعات الشعب الفلسطيني الغيوره على وطنها ان تسعى لطرح البديل وكَحت عصابة اوسلو قبل فوات الاوان…هذه العصابه لا منتخبه ولا منتدبه من قبل الشعب الفلسطيني ورئيسها عراب للإحتلال ولثقافة الاستسلام والخنوع وبقاءه يعني استمرار عملية وأد القضيه الفلسطينيه..العصابه خطر داهم ودائم على القضيه وضرورة رحيلها اصبح واجب وطني ومهمه لابد منها.. مهمه ملقاه على كاهل كامل الشعب الفلسطيني؟!
د.شكري الهزَّيل
في منه