إني صابر

تاريخ النشر: 07/05/15 | 11:58

انِّي صَابِر،
كالبعير في فيافي التيهِ ضامر.
جرّدوني من شبابي،
كبَّلوا أُمّي بأجنحة اغترابي،
ثم دكوا النارَ في حلق المعابر.
شبرَقوا التاريخَ وانتعلوا الطفولة،
سَمَّموا الأجواءَ،
والأسماء غلَّفها الزمان،
في توابيت الحكايا والنوادر.
ارحموا أمَّ الثكالى،
كيف ابرحها بلا جنحٍ،
بلا صوت ولا ايدٍ تُمانعُ،
كُلّما اجتثوا من الصدر المقابر.
قلبي يئن بضيق صدرٍ،
دَقَّ نافذةَ العروبة تستفيق،
من سبات خمّر حيَّ الضمائر.
أمّي تاهت في ضبابٍ
صَدَّ عنها نجمَ صُبحٍ،
كان يُرشفُهاُ الأمل،
خلف زبانية تلاحقها لتشعلُ،
ما يُبشِّرُ بالتفاؤل.
استظلُ في غيومِكَ يا وطن،
والغطاء وهجُ ريحٍ مازجت نار المدافع.
قلّبتني بين ناج ٍومقاتل.
يسألوني من أنا؟؟
كِنيَتي “جملُ المحامل”.
ارتوي من قطر طلٍّ قد تهاوى
فوق قوتي ٍمن شجيراتٍ،
بقايا شوكها يُدمي المشاعر.
أتقلّب بين طيّات الغياب،
باكيا جرحي على حلمٍ،
اراه غارقا خلف السراب،
لا ارمه دون تصريح جهابذة المجازر.
انني اصبو الشهادة يا وطن،
لن أميطُ عن حضوري،
حتى يُبرق ُفي ظلامي نجمك،
أو نجمي تُخفتهُ ألمقابر.
في تجاعيدي دليلٌ ان انا متُّ،
تذكر يا وطن !!!
كفِّ العميل أرهفت سيفَ العساكر.
ليتني أغنَم ٍحنانَكَ لحظةً،
انتَ المُكبّلُ بالجدار،
والمقطّع بالحوار،
انت من داسوا مصاحفَك،
وقلبك اخمدوه بالدوازر.
كيف اشتمّ أريج اللوز والزيتون،
اروي من منابعك زهوري وطيوري،
والطبيعة عاقبوها في سجونٍ أودعوها،
خلف اطماع التذاكر.
مزّقوا عنها الملابس واحتموا تحت السلام،
وألبسوا قُبَبَ المساجد ِقبَّعَة،
بشعوا الوجه الجميل وأعلنوها أُحجية.
أودِعُوهَا للأيام قصَّةً مُستعصية.
هاجت ترددها المنابر.
وأنا فجرت صمتي بالتساؤل:
كيف اجتاز المعابر؟
كيف اجتاز المعابر؟
وأرى فلسطين تُبرق في العيون،
وتُدَغْدِغُ بالحناجر.

احمد طه –كوكب ابو الهيجاء

a7md6aha

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة