وللحكاية بقية
تاريخ النشر: 07/05/15 | 13:16حين كنا صغارا علمونا، أن الحياة مشوار طويل وأن السعادة صعبة المنال، فنشأنا نتحاشاها، لا نخطط لها خوفا من المشقة، ورضينا بالواقع على حاله نحمد الله عليه حينا ونتذمره أحيان..
وكبرنا…. ومنا من خاض أيامه كما رسموها له صغيرا ومنا من تمرد، وبحث عن سبل لحياة أفضل، وكان لهؤلاء نظريات مختلفة للنجاح حاولوا ترسيخها لتكون حلولا، ابتداء من التفكير الايجابي وصولا أنك تكون من تريد اذا اردت أن تكون، وعجت الكتب بالدراسات وقصص نجاحات لأناس أرادوا فوصلوا، فتعلق اولائك الحالمين بحياة أفضل بكل ذلك ليقتدوا وينجحوا مثل الباقين.. وخلال مسارهم بتلك الحياة الجديدة أدركوا أن النجاح مسار طويل كما قالوا لنا خاصة لمن زخرفه بالمبادئ وقصير جدا لأمثال الذئاب..
وهكذا كان اصحاب المبادئ من أراد النجاح منهم قصص خذلان لمن تماشى مع الحياة كما هي وعامة الناس، وصاروا يرددون أن السعادة حقا صعبة المنال، حيث حينما درسوا النجاح من وجهات نظر من نجحوا غضوا الطرف عن أن الصعوبات كائنة لا محالة وأن المسار لن يكون سوى طويل..
وبذلك ضاعت الفرص والمناصب لأناس لم يسمعوا كلام الماما وسلكوا الطريق القصيرة ليتخطفهم أشباح انسان لم يعرفوا للخلق معنى، وصرنا جميعا وعامة الناس قطيعا يسوقونهم دونما التفاتة لما تكن صدورنا…
هذه خاتمة حكايتنا وسببها تخاذلنا، تخاذل كل نفس راقية بأخلاقها، تراجع كل كائن رسمت حياته المبادئ، لكنه كان جبانا، أو قل كان ضعيفا وأنفاسه قصيرة، فما أكمل المسار وكافح فقد ظن أنه باستمراره سيفقد هويته ولم يدرك أنه ورغم صعوبة الكينونة ورغم لهاثه الشديد ليحقق شيئا مما يريد لا بد ثم لابد أن يوصل رسالته دون تخل عن مبادئه، وسيكون هو وفقط هو رافعا راية يهتدي بها الآخرون وإن كانوا قلة..
وسؤال يطرح نفسه، الى متى، الى متى نتحاشى الصعوبات ونلقي بحكاياتنا ليسطرها عنا آخرون؟؟
اسراء عثامنة مدربة تنمية بشرية- كفر قرع