لو سمحتِ لا تصوريني ليلة زفافي من غير إذني
تاريخ النشر: 11/05/15 | 16:06الحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد.
ظاهرة غريبة يندى لها الجبين، وينصدع القلب منها، ظاهرة تصور وتصوير النساء بعضهن البعض أو تصوير النساء أنفسهن.. مشكلة باتت كبيرة جدا، ويتفاقم خطرها شيئا فشيئا…جل أعراسنا باتت لا تخلو من محاذير ومصائب، حتى باتت الفتاة ترفض العريس أياً كان إذا رفض التصوير للحفلة! وبات الإنسان مهدداً من حيث لا يحتسب بسبب انتشار التكنولوجيا وبشكل خاص التصوير وتوابعه..
قضية التصوير في الحفلات والأعراس قضية بالغة الأهمية، لما ينتج عنها من مخاطر ومفاسد عظيمة، فكم جلب التصوير من مصائب جليلة لكثير من الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فشتت شمل أسر مترابطة وأفسد بين جيران وعائلات صالحة، وفرق بين أزواج متحابين، ودمر مستقبل أطفال أبرياء. إنها حقيقة التصوير في الأعراس والمناسبات والحفلات، وبعض النساء تستهين وتسمح بالتقاط الصور لها ولغيرها، أما نتيجة لطيبتها الزائدة أو للثقة المطلقة بغيرها، وافضل أن أقول ثقة عمياء فتجرفها إلى الندم والبكاء..
كلمتان نوجههما إلى أخواتنا المسلمات نصحا وتنبيها، وإبراء للذمة أمام الله، لعل الله يصلح أحوالنا ويهدينا سبلنا…
كلمة موجهة لأولئك النساء اللاتي تساهلن بالتصوير والرفع والحفظ، وإرسال الصور هنا وهناك فيما بينهن، وقد تقع بأيدي الشباب سواء من الأقارب أو غيرهم.. والمسلمة الحريصة على جناب أخواتها لا تفعل مثل هذه الأعمال من باب حفظ أعراض المسلمين وصيانتها.. إن من أقبح الجرائم تصوير النساء والفتيات والعورات في الأعراس والحفلات والمناسبات ونشر صورهن بين العامة تفترسهن الأعين وتلوكهن الألسن، مصيبة عظمى أن تتساهل بعض الفتيات والنساء في إرسال صورهن لصديقة أو قريبة أو خاطب.. وتكون العواقب الوخيمة بانتظار هذه المرأة بسبب هذا التساهل وعدم الحذر..
هل يعقل أن كل شيء صار يُباع ويُشترى بأبخس الأثمان؟ حتى حُرمة النساء باتت لقمة سائغة عند بعض ذوي النفوس الضعيفة؟ هل يُعقل أن تتحوّل صورة تُلتقط لتسجل ذكرى جميلة إلى سلاح خطير قد يدمّر حياتها؟
استخدام التصوير على هذه الشاكلة وبهذه الصورة الآثمة، قد يؤدي.. بل يؤدي فعلا إلى انتهاك الحدود والحقوق والأعراض والأعراف والآداب واستعماله في أهداف خبيثة وأغراض قذرة لا تمت للأمانة والخلق بصلة. هذا العمل من أكبر المظالم وأقبح الجرائم، وهو مما يجمع العلماء.. والعقلاء على تحريمه واستقباحه.
كل من نشرت هذه الصور والقبائح والفضائح والفساد فلتسارع إلى التوبة والإصلاح.. وإلا فإن الجزاء من جنس العمل.. ومن انتهكت عرض أختها ولوثت سمعتها فلترتقب جزاءا وفاقا من عند الله.. فإن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.. إن تصوير المرأة لأخواتها في ا لأعراس وهن غافلات هي خيانة عظمى لهن، فكيف تخون المرأة المسلمة أخواتها المؤمنات المستترات؟! وكيف تدوس على كرامتهن وهن الكريمات؟! هل هذا من حقوق الأخوة في الله؟ هل هذا هو واجب إكرام الضيف؟ ألهذه الدرجة توارت الشيم العربية واندثرت القيم السامية؟ ما أنت يا من تخونين الأمانة؟.. ولا إيمان لمن لا أمانة له. التصوير خطر على المرأة المسلمة المحافظة لأن وقوع صورتها بيد من لا يخاف الله سيجلب لها الألم المحتدم.. فالحذر الحذر يا نساء المسلمين من الوقوع في حبائل التصوير.. السلامة السلامة يا من تطلبون السلامة.. ومن حافظت على شرف أختها المسلمة- إن شاء الله- حفظ الله شرفها وعرضها. وصدق من قال: على أنها الأيام قد صرن كلها عجائب حتى ليس فيها عجائب.
وكلمة ثانية مختصرة إلى الطيبات بنات الطيبين.. إلى نساء حفظن الدين.. بعد أن حفظ كرامتهن ورفع شأنهن.. إلى المؤمنات.. الطاهرات.. عاشقات الحياء والعفة.. إلى أفضل نساء على وجه هذه الأرض.. وستبقين هكذا.. إلى الأبد.. بإذن الله.. متحجبات.. متسترات.. محافظات متدينات.. كريمات.. رغم أنف الحاقدين.. رغم أنف الكارهين.. الحاسدين.. رغم مخططات الأعداء المتربصين بالإسلام والمسلمين..
ليلة الزفاف ليلة واحدة.. وكل امرأة تريد أن تفرح فيها.. بالحلال طبعا.. ولا بأس بأن تبدي المرأة زينتها أمام النساء ما دام ذلك في حدود ما أحله الله، إذ أن عورة المرأة المسلمة أمام المسلمة من السرة إلى الركبة.. لكن زماننا زمن العجائب والغرائب، زمن انتشار الفتن واستشراء المحن وفساد الذمم… نقول: في زمان كهذا ينبغي أن نأخذ الحيطة والحذر.. ونتعقل قبل أن نفعل أي شيء.. فإن فرحة عابرة قد تكون سببا في حسرة دائمة.. فاتق الله أيتها الأخت المسلمة.. وتحري الحلال وابتعدي عن الشبهات.. بل وتنزهي عن بعض الحلال واجعليه حاجزا بينك وبين الحرام.. فإنا في زمان والله أحوج ما نكون إلى الاحتياط والحذر والتيقظ لما حولنا…
جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، والحمد لله رب العالمين