“من حيفا للأقصى” نقاط ضوء ومواقف خالدة
تاريخ النشر: 14/05/15 | 18:00أظهرت مسيرة من حيفا الى الأقصى الحبيب مشيا على الاقدام حجم الارتباط والعلاقة ما بين المشاركين فيها والمسجد الأقصى، حيث سُجلت فيها سلسلة من المواقف التي تراوحت بين التضحية والولاء للمسجد الأقصى والقدس الشريف.
المسن سعيد عبد الرحمن عثاملة (67) عاما من بلدة الرينة، الذي واصل السير في المسيرة منذ اليوم الأول يقول: “أنا من عشاق المسجد الأقصى، وجئت مشاركا منذ اللحظة الأولى لأمشي في هذه المسيرة نصرة للمسجد الأقصى، ولنتصدى للاحتلال الإسرائيلي، وأنا أمشي محبة للإسلام ولمسرى الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم-الذي بارك الله حوله “.
“ليش ما حدا خبرني كنت حابي أشارك معكم”
اثناء سير المسيرة في وادي عارة وقبل أن تصل الى مفرق كفر قرع أقبلت امرأة مسرعة تطلب من السائرين التريث للحظات لتتمكن من التقاط بعض الصور لهم، فما أن اقتربت وإذ بالحزن يبدو على وجهها، وقالت بصوت خافت “ليش ما حدا خبرني كنت حابي أشارك معكم “.
“لحق بهم رغم اوجاعه”
غلبت الاوجاع والآلام على جسد أبو عرب من الناصرة (62عام) في اليوم الأول من المسيرة بعدما قطع مسافة 45 كم وبعد وصوله استراحة اليوم الأول ترك المسيرة وعاد الى بيته، لكن في اليوم التالي لم يصبر على فراق زملائه فاتصل هاتفيا على أحد الأخوة وسأل عن مكانهم ولحق بهم مستمرا حتى وصول المسجد الأقصى المبارك.
“طفل في عمره فارس بدوره”
الطفل أواب تايه من قلنسوة انضم الى المسيرة فور وصولها الى مدينته وبكلمات طفولية صادقة نابعة عن تربية إسلامية قال “كنت ارقد في المستشفى واتيت لأنضم للمسيرة كي احرر الأقصى ولكيلا يدخله اليهود. “طفل في عمره فارس بدوره”، كهذا وصف الشيخ رائد صلاح الطفل آواب وقال عنه “حجة على الأمة المسلمة والعالم العربي والشعب الفلسطيني فالف تحية لهذا الطفل الذي سيحيي أمة ويعيدها الى جادة الرشاد قريبا بإذن الله”.
“امرأة ابكتها المسيرة”
“سأربي أولادي على حب الأقصى ليشاركوا مستقبلا في فعاليات كهذه في الأقصى”، بعيون دامعه عبرت سيدة من الطيرة، التقت المسيرة أثناء مرورها من البلدة، عن تأييدها لهم وحبها الشديد للمسجد الأقصى. “اللهم أعزّ الأقصى والمسلمين وحرر المسجد الأقصى من الاحتلال”.
“علاء الدين وحماسة الشباب”
متجهين نحو المسجد الأقصى بإذن الله لن تعيقنا مشقة الطريق ولا عرقلة الشرطة الإسرائيلية؛ فلن يستطع أحد أن يمنعنا من الوصول الى مسرى حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم .. “التعب والمشقة والأوجاع لا يعلم بها الا الله لكنها كرامات ربانية ومعنويات مرتفعة نستمدها من شيخنا رائد صلاح الذي يتقدم المسيرة بنشاط كبير “بهذه الكلمات وصف علاء الدين سيف من حيفا شعوره تجاه المسيرة.
“سندباد المشّاء وفكرة تحرير الأقصى”
المسيرة بضخامتها ورمزيتها كانت وليدة خطوات صباحية لـ “سندباد طه” وصاحبه “موسى مهجة” أبناء حيفا اللذين اعتادا مع اشراقة شمس كل يوم ان يمارسا رياضة المشي؛ فيروي “سندباد” ويقول انه ذات يوم قال لصاحبه “موسى” انه يحلم بان يصل الى المسجد الأقصى مشيا على الاقدام، فما كان من صاحبه الاّ ان شاطره الرأي ليبدءا معا ببلورة الفكرة واخراجها الى حيز التنفيذ.
“غاب جسد الشيخ وحضرت الروح”
الشيخ رائد صلاح الرجل المبعد عن القدس والمسجد الأقصى كان في مقدمة المشاركين في المسيرة، همته وعزيمته سبقت خطواته نحو القدس؛ تحلى الشيخ صلاح بالفكاهة والابتسامة ومزاحه المستمر، فكان كلما رأى جذوة الحماس لدى المشاركين قد خمدت سرعان ما يوقدها من جديد بصيحة تكبير او هتاف مناصر للقدس الشريف ويمجد الأقصى المبارك. الاحتلال لطالما حاول ان ينغّص على الشيخ صلاح لذة الوصول الى الأقصى، فمدينة اللد كانت النقطة الأخيرة في مسيرة الشيخ وهناك فارق أحبابه مُكرها بسبب القرار العسكري التعسفي الذي يمنعه من اجتياز تلك المنطقة نحو القدس، لأن شعار “قادمون يا قدس .. قادمون يا أقصى” الذي ذوته الشيخ في قلوب المشاركين في المسيرة ظل حاضرا معهم وان غاب جسده عنهم.
تقرير ساهر غزاوي ” كيوبرس”