كل الدلائل تشير حتمية الصدام !!!

تاريخ النشر: 25/01/13 | 11:26

لقد حاولت دائماً أن لا أواكب الأحداث لتكون بمثابة شبه شُربي وخُبزي اليومي لأنعم ولو قليلاً بنوعٍ من الراحةِ النفسية والجسدية ولأعيش عالمي الخاص عالم الروحانية البحته التي فيها راحة النفس الحقيقية: والتفكر الصادق في خلق السموات والأرض لأصل إلى ما وصلوا اليه ويقولون بعد أن يصلوا إلى كمال هذه الأشياء وتكون المشاهدة الحقة (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ& رَبَّنَا إِنَّكَ مَن تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ).

وهنا تسرح الروح في عالم الحقيقة: أي نارٍ التي يتمنون أن يقيهم الله إياها نارُ الدنيا أم نار الآخرة أم النارين معاً!!!

في اعتقادي أن الوقاية لدى الإنسان الصالح من كل نار, سواءً كانت نار الدنيا أو الآخرة, نارُ الدنيا التي يتورط فيها الإنسان بإتباعه الهوى وعدم الصدق: وعيشهِ على الحقد والبغض والكره وإلغاء الغير وأخطرها النفاق والكبر مثل أنا خيرٌ منه أنا أفضل منه أنا أنا إلى آخره, فهذا الطريق الخطر قد يوصل هذا الإنسان إلى المهالك بل إلى الذل الحتمي. سواء على يدي خصمه يوماً ما أو مشيئة ربانية. قد توصلك إلى أرذل العمر لكيلا تعلم من بعد علمٍ شيئاً فتغوط وتبول في سروالك, أو تفقد الذاكرة بمرضٍ خطير اسمه (الزهيمر). إن خرجت من بيتك لن تستطيع أن تعود إليه وتتيه عنه. وهذا بلاءٌ!! وجاء الإخبار الصادق من الله عز وجل لأهل التقوى والصادقون المخلصون أنهم محصنون وأن الحماية الربانية جعلت هؤلاء الأتقياء تحت كنفها ولن يصابوا بأذى ولا مكروه (‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) وهذا الإخبار الصادق لا يحتاج إلى الكثير من التأويل والتحليل. أي الخروج من كل مأزق مهما كان سهلاً أو صعباً. والرزق بعموميته. عام لكل خلقه.

والرزق لا يقتصر على المال, بل يشمل كل شيء يحتاجه الإنسان. الصحة والعلم والمكانة والمقام والراحة وعدم الحزن (فلا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون).

والخاتمة الطيبة وحُسن الختام:

لقد اعتقد البعض منا أن الالتزام لأي جماعةٍ أو حزبٍ فيه الراحة للقلب والنفس عندما يرى حوله أناسٌ كُثر بهم. يصل إلى الأمارة أو الزعامة. وبهم قد يُعلن حربا على الآخرين وقد يخوض بهم معارك من أجل الوصول إلى غاياتٍ آنية زائلة بعدها قد تفتر هذه الهمم وتفقد طعم النصر. ويصبح المنتصر على يوم جديد بكل ما فيه من هموم ومتاعب, وقد يكون مختلفاً عن اليوم الذي سبق وهكذا دوليك.!!

إن ما ذكرته سابقاً لا يقتصر على الأفراد فقط بل يكون أيضاً على الجماعات والأحزاب وحتى الدول. وإن ضَربت على ذلك مثلاً على الأفراد ولكنه أيضاً قد يكون على الدول ينطبق هذا المثل لأن الكل بشرٌ والسلوك البشري دائماً فيه الخطأ والصواب.

لقد كان عنوان هذا المقال عن الصدام القادم لأن كل الدلائل تشير إلى ذلك.

لقد حاولت أن أسرح بقارئي بعيداً في عالم متغيرٍ وفي يومٍ ما قد ينتهي هذا العالم وأن السلام والتلاقي أصبح صعبُ المنال بل أقول قد حذف من قاموس اللغة والتداول وأن الحديث النبوي الشريف الذي أثار ضجة في إسرائيل قبل أشهر عدة بعد أن قام مفتي الديار الفلسطينية (الشيخ محمد حسين) في احتفال لحركة فتح في رام الله والذي ذكره على الملأ (لا تقوم الساعة حتى تقاتلو اليهود أنتم شرقي النهر وهم غربيه وسينطق الحجر والشجر ويقول تعالى يا مسلم ها هو يهوديٌ يختبئ ورائي فاقتله ما عدا شجر الغرقد) وما أن قال الشيخ ونطق لسانه بهذا الحديث وإذا بكل الإذاعات الإسرائيلية سواء كانت مرئية أو مسموعة أو إعلام مكتوب وإذا بها كلها تنطلق بشكل لافت محرضة على الشيخ وتطالب محاكمته على الفور مدعية أن الشيخ يحرض على قتل اليهود, وبدأت وسائل الإعلام بالتضخيم والتحريض الدموي على المفتي بشكل لم يسبق له مثيل.

يومها اتصلت بي مخرجة برنامج (كله كلام في كلام) في إذاعة الجيش مع رازي بركائي وطلبت مني رداً على ما قاله سماحة المفتي بعد أن اسمعتني عن طريق النقال فحوى الحديث الذي ذكر الشيخ نصه بالكامل.

فكان جوابي لا الشيخ ولا غيره يستطيع أن يغير ما وصلنا من أحاديث صحيحة يزيد عمرها عن أكثر من (1400) عام عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم, وهذا حديث صحيح ومتفق عليه ولم يأتِ سماحة المفتي بهذا الحديث من عنده بل ذكر نصه الكامل كما ورد أمام جمهور المحتفلين لينقل الشيخ هذا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم.

وأن الشيخ لم يحرض على قتل اليهود بتاتاً ولكنه بهذا الحديث ضرب مثلاً لجمهوره الذي كان يستمع له أن الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية حاولوا بكل الطرق للوصول إلى سلام عادل مع اليهود ولكن للأسف لم ينجحوا في ذلك ولم يتحقق هذا السلام الذي كان فيه الكثير من التنازل من قِبَل الفلسطينيين والعرب بل بالعكس زادت الأمور أكثر تعقيداً وصعوبة.

وهنا ليس في هذا المقال المكان المناسب للدخول في التفاصيل ويبدوا أن هذا الصراع سيبقى قائماً بين العرب واليهود أو بالأحرى بين المسلمين واليهود إلى ما قبل أن تقوم الساعة الذي لم يحدد الحديث الفترة الزمنية التي سيطبق فيها هذا الحديث وبقي الأمر في علم الله.

يومها سينطق الحجر والشجر وهذه معجزات لتلك الفترة !!!

عندما أجلس أمام شاشة التلفاز وأسمع بعض المحللين سواء أكانوا فلسطينيين أو غير فلسطينيين سياسيين أو عسكريين ابتسم!! وأحيانا تعلوا الابتسامة الشفاه!!

لقد جمعت العشرات من الآراء لكبار المحللين على مدار أكثر من عشرين عاماً حول هذا الموضوع فوجدتها كلها إن لم يكن الأغلب (فشوش على فشوش) أي لا تساوي شيئاً بل كانت أكذب من الكذب وخاصة فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي وتصورات هؤلاء المحللين للحاضر والمستقبل.

لقد أصبح عندي هذا الأمر من المسلمات واليقين أن هذا الصراع سيزيد حدة ودموية ولا أمل في حل سلمي لا في الحاضر ولا في المستقبل. وهذا ليس تشاءماً ولا يأساً بل يقيناً مطلقاً.

إن ما قاله نبينا صلى الله عليه وسلم هو الصدق بعينه وتلك مشيئة الله وقدره ورسولنا لا ينطق عن الهوى. وأن هذا الصراع باقٍ حتى يوم القيامة شئنا أم أبينا.

وأقول لمن يرددون هذه الفقاعات لن تكونوا أكبر من مشيئة الله ولن تكونوا أصدق من نبيه. فكفا ضلالاً وتضليل فمنذ اتفاقيات اوسلو قتل الآلاف من الفلسطينيين وجُرِح آلاف أُخَر واعتقل الكثيرين وأكثر من ثلث الشعب الفلسطيني إما سجن أو اعتقل أو أهين.

لقد اغتالوا قادته وزعماؤه وعلى رأسهم الشهيد ياسر عرفات الذي وقَع معهم على اتفاقيات اوسلو للسلام!!!

وجاء الوقت ليظهر الحق ويزهق الباطل أن يعترف أكبر زعيم لدولة إسرائيل السيد شمعون بيرس أنهم هم الذين اغتالوا وقتلوا الشهيد ياسر عرفات وجاء هذا الاعتراف بعد عدة سنوات على رحيله وهذا دليل آخر أنهم أغدر الناس ومن الصعب أن تبني سلاماً مع الغدارين.

إذا كل الدلائل تشير على أن الصدام قادم لا محالة وأن تصريف آيات الله وأحاديث رسوله مُفَعَلةٌ دون أدنى شك وهي آتية لا محالة وحتى يأتي ذلك اليوم وجب على كل مؤمن أن يكون مستعداً للقاء الله وإلى كل المتغيرات القادمة علينا التي قد تحصل ما بين عشية وضحاها وقد يغير الله من حال إلى حال. نسأل الله السلامة وحُسن الختام…والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة