يائير لبيد المفاجأة المخيبة للآمال

تاريخ النشر: 26/01/13 | 6:17

مفاجأة انتخابات ال للكنيست كانت يائير لبيد ، حزب جديد ، يخوض الانتخابات للمرة الأولى بوجوه جديدة ، يحصل على 19 مقعداً في الكنيست ليصبح بهذا الحزب الثاني في اسرائيل ، بينما حزب كاديما ، الذي كان الحزب الحاكم في احدى المراحل كان يصارع في هذه الانتخابات على عبور نسبة الحسم ، وحزب تسيبي ليفني مني بهزيمة ساحقة إذ حصل على 6 مقاعد، ميرتس ضاعفت قوتها من 3 أعضاء في الكنيست السابقة الى 6 مقاعد في الانتخابات الحالية.

عندما تم الاعلان عن النتائج الأولية للانتخابات اندفع بعض قادة من يطلقون على أنفسهم التيار اليساري بتصريحات متسرعة مثل “انقلاب سياسي” ، “تساوي قوى اليمين مع قوى اليسار” ، وهنالك من دعا الى تنظيم اتحاد قوى اليسار في مواجهة اليمين ، ولعرقلة الطريق على بيبي نتنياهو لتأليف حكومة برئاسته ، وهنالك من بالغ في أحلامه إذ أخذوا يدرسون امكانية تشكيل حكومة برئاسة يائير لبيد. إلا أن لبيد سارع الى الاعلان عن عدم وجود تحالف يساري ، فقالها وبكل وضوح وهل يمكن إقامة تحالف مع حنين زعبي؟! وبهذا أعلن وبكل وضوح الغاء القوائم العربية ، وأن العرب خارج اللعبة السياسية ، وهو ليس أول السياسيين الاسرائيليين الذين يطرحون هذه الأفكار السياسية. وعندما تجرأ رابين بالاعتماد على أكثرية مدعومة من قبل الأحزاب العربية ، دفع حياته ثمناً لهذا القرار الجريء ، لأن قوى اليمين المتطرف اعتبرت هذه الأكثرية غير شرعية ، وكل من لا يعتمد على أكثرية يهودية في الكنيست ، فأكثريته غير شرعية ، وغير معترف بها.

إذاً نحن العرب خارج اللعبة السياسية ، خارج القرار السياسي ، خاصة أن الأحزاب اليمينية المتطرفة لا تريدنا أصلاً في الكنيست ، وتحاول إلغاء ترشيح الأحزاب العربية ومنعها من خوض الانتخابات ، وإن تم تمثيل هذه الأحزاب فوظيفتها في المعارضة المهمشة ، ولن يقبلوا بها شريكة

ومن مفاجآت هذه الانتخابات دخول عدد كبير من الأعضاء الجدد للكنيست تجاوز ال 50 عضواً، الأمر الذي يشير بأن الناخب الاسرائيلي عاف القادة السياسيين الحاليين، فبحث عن قادة جدد وعن أحزاب جديدة، فكيف تفسر حصول حزب جديد يخوض الانتخابات للمرة الأولى على 19 عضواً ، ويصبح بقدرة قادر الحزب الثاني من حيث عدد الأعضاء في الكنيست. بالطبع هذه الملاحظة لا تنسحب على القوائم العربية التي حافظت على الوجوه ذاتها ولم تحدث أي تغيير في تركيبتها، اللهم إلا حزب التجمع الذي أدخل للكنيست عضواً جديداً وهو المرشح الثالث في قائمتها مازن غطاس من قرية الرامة.

أعتقد أن حزب العمل رغم أنه أصبح الحزب الثالث في الكنيست ، ورغم عدم حصوله على عدد الأعضاء المتوقع ،إلا أنه حسب رأيي أثبت للحلبة السياسية الاسرائيلية أنه لا يزال موجوداً ، وأنه لا يزال محافظاً على أجهزته وأطره ، فهنالك حزب وكوادر قائمة وتعمل، ولم يحصل له ما حصل لحزب كديما على سبيل المثال. كما أن حملته الانتخابية كانت محددة وواضحة ، فأعلنت رئيسة حزب العمل أنها لن تجلس في حكومة برئاسة نتنياهو، وأعلنت بشكل واضح أنه هنالك بديل لحزب الليكود والأحزاب اليمينية ، في الفترة التي تحدث الكثير أن الانتخابات محسومة ، وأن اليمين هو المسيطر على الحلبة السياسية الاسرائيلية.

فالجمهور الاسرائيلي قال كلمته ، أعطى فرصة لأحزاب المركز وما يسمى باليسار الاسرائيلي الفرصة للتغيير، إلا أن هذه الأحزاب لم تستغل هذه النتائج جيّداً ، لأنها مفككة ولم تتفق على خط واضح ومشترك ، فكل يغني على ليلاه. لا بل خاف بعضهم وعلى الأصح لبيد من هول النجاح، أو لم يكن مستعداً ومهيئاً لهذه النتيجة المفاجأة ، فرفض أن يقود أحزاب المركز وما يسمى باليسار الاسرائيلي بحجة أنه لا يوجد ائتلاف مانع لنتنياهو ، لأنه يرفض أن يعتمد على دعم القوائم العربية ، وبهذا فاجأ حلفاءه وخيّب آمالهم .

وبالنسبة للقضية الجوهرية ، موقف الحكومة التي سيتم تشكيلها من قضية احلال السلام في المنطقة مع جاراتها عامة والفلسطينيين خاصة ، يبقى منوطاً بإلى أين سيتجه نتنياهو، هل سيلجأ الى حلفائه الطبيعيين ليشكل حكومة يمين متطرف ليزيد من عزلة اسرائيل الدولية ، وليزيد من حدة التوتر في المنطقة ، أم سيلجأ الى لبيد وليفني ليلطف من حدة تطرف حكومته ويجملها ، الأيام القريبة القادمة والمقبلة ستحدد لنا الصورة بشكل أوضح ، فالمفاوضات بدأت فور الاعلان عن النتائج ، ولا أحد حتى الآن يستطيع أن يتكهن حول تشكيلة الحكومة سوى من سيشكلها .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة