نتائج الانتخابات التشريعية في اسرائيل وملامح المستقبل..!

تاريخ النشر: 25/01/13 | 12:22

انتهت معركة الانتخابات التشريعية للكنيست الاسرائيلي وانجلى غبارها. وقد اظهرت نتائجها انحسار قوة اليمين الصهيوني المتطرف وتعادله مع ما يسمى بقوى “اليسار” والاحزاب العربية بفارق صوت واحد، ما يعني تشكيل نتنياهو مجدداً لحكومة الكوارث المقبلة .

ولعل مفاجأة حصاد هذه الانتخابات هو الصحفي والاعلامي والوجه التلفزيوني يائير لبيد ، الذي يعتبر وجهاً سياسياً جديداً ، ويخوض الانتخابات للمرة الاولى، حيث حصل حزبه على 19 مقعداً واحتل المرتبة الثانية بعد حزب الليكود – ليبرمان. ورغم ادعائه بانه وسطي الفكر والممارسة ،ويعارض الاحزاب الدينية اليهودية المتشددة والمتطرفة، ويقف ضد العنف والتطرف ،ويدعو الى مساواة اجتماعية واقتصادية، الا انه بق الحصوة ، ومن اول غزواته كسر عصاته عندما اعلن على الملأ بانه لن يكون شريكاً في جسم مانع مع حنين الزعبي ضد نتنياهو.

وبالنسبة للاحزاب الفاعلة في الشارع العربي وبين صفوف جماهيرنا العربية الفلسطينية في هذه البلاد ، فقد حافظت على مقاعدها السابقة، اي (11) مقعداً ، ورغم ذلك نرى بأن الجبهة الديمقراطية التي تشكل القوة الأعرق سياسياً والاكبر في المجتمع العربي لم تتقدم كثيراً ولم تزد اصواتها الا بنسبة طفيفة جداً ، بالرغم من عراقتها ،ونشاطها السياسي، وعملها المكثف والمثابر، وادائها المميز، ونضالها الواسع، منذ عشرات السنين .في حين نجد ان التجمع الوطني الديمقراطي ، الذي خاض الانتخابات هذه المرة لوحده بدون تحالفات ، ووسط تحديات كبيرة، فقد حصل على 3 مقاعد ، وهذا بحد ذاته انجاز كبير وهام بالنسبة له ويسجل لصالحه ، وبذلك يثبت بانه يتقدم الخطى وفي تصاعد . بينما القائمة العربية الموحدة ، التي تتشكل من تحالفات واقطاب سياسية مختلفة فقد حصلت على اربعة مقاعد ، وخسرت المقعد الخامس لصالح “البيت اليهودي”.وقد اثبتت التجربة بانها غير متجانسة وقائمة على مصالح حزبية ضيقة وحسابات شخصية وتمارس الاساليب الانتهازية .

اما على صعيد غزوة الاحزاب الصهيونية لجماهيرنا العربية ، فقد رفعت هذه الاحزاب، من شتىى اطياف الخارطة السياسية والحزبية ،رأسها من جديد وتغلغلت بين صفوف شبابنا وجماهيرنا ،واقتنصت اكثر من 57 الف صوت . وكانت حصة الاسد في العديد من المواقع والقرى والمدن العربية في الجليل والمثلث والنقب ،لصالح حزب “شاس” . وهذا التصويت،كما هو معروف ،مرتبط اكثر بالمصالح الفردية والفئوية الضيقة والوعود المعسولة الكاذبة والعلاقات الشخصية والخاصة والرشاوى والابتزاز وشراء الذمم بالمال ، الذي توزعه عشية كل انتخابات.وهذا الامر بلا شك خطير جداً في ظل تنامي مظاهر العنصرية والفاشية وتضييق الخناق على العرب وعدم تحقيق المساواة ، التي نناضل في سبيلها ومن اجلها.

وعلى ضوء هذه النتائج وما تقدم ، يمكن القول ان الانتخابات افرزت حكومة يمينية استيطانية جديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ، وهذا يعني المزيد من الغلاء والضربات الاقتصادية ، والمزيد من التطرف والتعنت الاسرائيلي ورفض الجهود السلمية ، وسعي الاوساط والقطاعات السياسية في الشارع الاسرائيلي لتصفية الحلم الفلسطيني .

ان الخارطة السياسية لم تتغير ، ولذلك لا يمكن المراهنة على التغيير ،والمستقبل السياسي القادم في اتجاه التعامل مع الموضوع الفلسطيني ينذر بكارثة حقيقية ، وستشهد المرحلة المقبلة استمراراً للاحتلال والتوسع الاستيطيني في الضفة الغربية ومحيط القدس ، وتواصل المغامرة العسكرية والحربية ضد ايران ودول الرفض والمانعة . ولا جدال في ان سياسة اليمين والاحزاب الصهيونية واحدة وغير مختلفة ، وهي العداء للعرب والفلسطينيين والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني ، حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة فوق تراب وطنه وعاصمتها القدس الشرقية .وهذا يتطلب المزيد من الوعي واليقظة السياسية والعمل الموحد المشترك والنضال السياسي والشعبي ، دفاعا عن البقاء والحياة والوجود الفلسطيني والهوية القومية ، ولاجل الغد الافضل والتعايش السلمي .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة