رقائق في دقائق (28)
تاريخ النشر: 16/05/15 | 13:15تنويه..
انه من الاهمية البالغة في هذا الزمن أن نعرض الموضوعات الهامة التي تتصل بالفرد والمجتمع بكل وضوح وبدون أي رتوش. لهذا قررت أن اطلق هذه الرقائق علها تكون سبب في تغير الفرد والمجتمع سائلاً المولى عز وجل أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم..
العمل..
قال تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 105].
إن نهضة الأمم والشعوب ورقيها وسيادتها وسعادتها تتوقف على تقدمها في مجال العلم والعمل، وبهما تبني الأمم أمجادها فلا تبنى الأمجاد على البطالة والجهل والفقر والمرض؛ بل بالعمل والاحتراف المتقن تتبوأ الشعوب الصدارة بين الأمم، والله سبحانه وتعالى يحب اليد التي تعمل وتجتهد لتقدم الخير لنفسها ووطنها ودينها، والمؤمن المحترف يحبه الله ورسوله جزاء ما قدم، ومن أحبه الله ورسوله هداه الله واجتباه وحفظه ووقاه وجعله من أوليائه وأدخله في رحمته فيسعد في الدنيا والآخرة.
قال الحبيب المصطفى: “ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده “. [صحيح البخاري].
من صفات الرسول صلى الله عليه وسلم (الصدق)..
من أهم صفات الرسول أن يكون صادقاً. ذلك أن الرسول مؤتمن على تبليغ رسالة الله سبحانه وتعالى للناس فلا يصح أن يكون من يختاره الله لهذه المنزلة ممن عرف بالكذب وتخلق به لأن الناس لن يؤمنوا به ولن يصدقوه وقد عرف الرسول صلى الله عليه وسلم بالصدق منذ صغره واشتهر به في قومه حتى لقب بالصادق الأمين. وقد شهد الله عز وجل لرسوله الكريم بالصدق فقال عز من قائل: (وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا) [الأحزاب: 22].
في ذكرى الاسراء والمعراج..
قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الاسراء: 1].
تحتفل الأمة الإسلامية يوم السبت 27 رجب 1436 هـ الموافق 16.5.2015 م بذكرى عظيمة ألا وهي ذكرى الاسراء والمعراج هذه الذكرى التي تتذبذب فيها مشاعرنا بين الفرح الغامر والحزن الكئيب، وسر البهجة أننا عرفنا قدرنا عند ربِنا سبحانه وتعالى، كأمة رائدة مصطفاة في تلك الليلة، وعرفنا قدر نبينا صلى الله عليه وسلم كختام للأنبياء المطهَّرين، وسيد للعالمين، وإمام للمصطفين في تلك الليلة أيضًا، أما ما يملأ النفس أحزانًا، فهو سطوة الواقع الزاخر بالآلام حول الأقصى المبارك وأرض القدس الغراء أرض الأنبياء والشهداء، وأرض الرِّباط وملاحم الفِداء من هذه الشرذمة الملعونة من إخوان القِرَدة والخنازير، والذين عاثوا فيها وبأهلها بآيات الخَرَاب والدَّمار والفساد، وسطَ صمت عالمي يمثل العار والتواطؤ، وموتَ الضمير.
رغم كل هذا لا بد أن نحتفل بهذه الذكرى التي تحمل الكثير من العبر. فكل عام والأمة الإسلامية بألف خير واعاد الله علينا هذه الذكرى ونحن بأحسن حال.
غير نفسك..
من الجنون أن تعمل الشيء نفسه وبنفس الطريقة مراراً وتكراراً، ثم تتوقع نتائج مختلفة في كل مرة؛ من أجل تغيير حياتك عليك بتغيير نفسك عندها بالتأكيد حياتك سوف تتغير. باختصار شديد، يوجز هذا المعنى قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ)[الرعد:11].
بقلم: محمود عبد السلام ياسين