كلمتيين وبس "عفا الله عما مضى"

تاريخ النشر: 28/01/13 | 3:57

عفا الله عما مضى.

يقولون: (أن الأسى لا يُنتسى) ولكن متى نقول عفا الله عما مضى؟ سؤال يُثبت ان الاسى يمكن ان يُنتسى عندما تتوفر الشروط التالية مثل التسامح مع المسيء ولكن كيف يستطيع المُساء اليه من وجهة نظره ان يتسامح وان ينسى الاسى، والمُسيء يُكرر الاساءة؟ هنا يمكن ان نقول: ان الاسى لا يُنتسى ولكي تُحافظ على ماء وجهك يجب ان ترد الصاع صاعين والبادي والمستمر في الاساءة لغيره هو اظلم لان الظلم المتكرر والمُمنهج والمُخطط له لا يواجه الا بسياسة الردع.

واذا وصل المُسيء الى قناعة ذاتية انه اساء واساء واساء ثم جاء ليفتح صفحة جديدة بيضاء تختلف كُلياً ن الصفحة السوداء واذا تيقّن المُساء اليه ان هذا الانسان وُلد من جديد وغيّر وبدّل بصورة جذرية وراى نفسه مُخطئاً، عندها لماذا يقول المُساء اليه ابتعد عني والاسى لا ينتسى؟

واذا فتحَ المُساء اليه قلبه وقال ومن منطلق الشهامة والقوة: عفا الله عما سلف، عندها يمكن التسامح مع المسيء حتى ولو كان عابداً متعبدا، ناسكاً وراهباً والسؤال هو ما هو الضمان لعودة هذا المسيء الى سابق عهده؟!

وهل يستطيع احدٌ منا ان يُغير انساناً تعودَ على الاساءة والتأسف والانكار وابتكار الحُجج الواهية؟

الجواب لهذا السؤال: نعم، والاليات كثيرة، واذا عاد لسابق عهده ليس لنا ما نخسره الا جهودنا لإصلاحه وهذا واجبٌ علينا واذا تغير فقد نجحنا بشرط ان لا نُذكره كل مرة بالجوانب المظلمة والاساءة كبيرة كانت او صغيرة، وهذا نجاحٌ كبير له ولنا لانه وصل الى قناعه ان اساليبه المُعوجة لم تعُد تنطلي على احد، واذا غيّر وبدّل تعامله للمصلحة العامة وليس للمصلحة الشخصية كما تعوّد، فهنا لا بد ان نقول له: عفا الله عما سلف، وضع الكف بالكف، وهيا بنا من اجل الاجيال القادمة، وهذا ليس معناه ان الحوار الادبي والخلاف بالرأي يجب ان يستمر اذا وجب لان الخلاف بالرأي لا يُفسد بالود قضية والناس تختلف في توجهاتها وارائها وهذا امر محمود وشرعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة