ابراهيم محمود .. باحث يقتحم المناطق الحرام والمحظورة
تاريخ النشر: 31/01/13 | 8:27
ابراهيم محمود ، كاتب وباحث ومثقف كردي سوري مسكون بالتراث والتاريخ العربي الاسلامي . تغلغل في روح عصره وبدأ رحلته مع البحث العلمي التاريخي في جيل مبكر, خاض في غمار الأفكار الصعبة وأقتحم عوالم مجهولة ومناطق محظورة، ونشر الكثير من الأبحاث والدراسات التي أثارت الجدل بين المثقفين العرب . وهو يتميز بعقلية متوثبة ومتوقدة وينتصر للانسان الحر الذي يعيش انسانيته ووجوده خارج أسرار القمع والجوع والجهل والاستلاب، كما ويدافع عن حق الانسان في الحياة والحرية والتفكير والتفتح الانساني، مؤكداً على ضرورة وحتمية الحوار والسجال العقلاني في الكشف والتحليل واثارة الأسئلة ودحض المزاعم بالحقائق التاريخية العلمية.
يحاول ابراهيم محمود تقديم رؤية تحليلية ونقدية للكثير من المغيبات التي تكشف عنها أمهات الكتب والأدبيات العربية الاسلامية ، ويتطرق ويعالج مواضيع قديمة وجديدة في اّن ، ومن زوايا مختلفة ، منهجاً ورؤية وتحليلاً، ويتناول الاسلام كمفهوم مختلف عما يعاش راهناً وحقيقة الجامع داخل العقلية العربية.
أثرى ابراهيم محمود المكتبة العربية بأعمال قيّمة ومثيرة، صادرة عن دار رياض الريس ، أبرزها: المتعة المحظورة، الفتنة المقدسة ، الضلع الأعوج، الجنس في القران، وغير ذلك.يتقصى ابراهيم محمود في كتابه المدهش والمثير " الفتنة المقدسة" عقلية التخاصم في الدولة العربية الاسلامية عبر استعراض لمكوناتها ، فيعرض لمفهوم الفتنة والتخاصم والنزاع بين الفرق والجماعات والمذاهب الاسلامية بأبعادها الثقافية ويركز على أهم عنصرين في تاريخنا العربي الأسلامي ، عصر الخلفاء الراشدين والعصر الاموي ، معتبراً الاسلام حقيقة العروبة الأولى.
أما في كتابه " المتعة المحظورة " فيطرح مسألة الشذوذ الجنسي في تاريخ العرب من خلال أسئلة فلسفية تستنطق الكون وحقيقة الانسان فيه، وهذه الأسئلة في جوهرها وشكلها أشبه بقنابل مضيئة تخترق حجب عوالم يمنع الاقتراب والدنو منها أو الدخول اليها، في العادة ، أكثر من رادع أخلاقي.
وفي كتابه " الجنس في القران" يتساءل ابراهيم محمود : لماذا ربط الناس بين الجنس والخطيئة زمناً طويلاً ، الى هذا الحد ، ولماذا هذا التحريم ؟! موضحاً بأن كتابة الجنس في أيامنا هذه تعتبر من ألأدب الاباحي والماجن ، بينما كانت بارزة في ثقافتنا العربية والاسلامية في كتب تراثية مؤلفوها فقهاء وشيوخ دين يعتد بهم.
ويتناول ابراهيم محمود الجنس بأبعاده المختلفة في القران من خلال العناوين : مسرح الجنس قبل الاسلام، أصل الجنس في القرأن والدلالات المحيطة به، ثنائية الجنس في القران والعلاقات القائمة بينهما، وأخيراً الجنس بين بعديه الدنيوي والاخروي في القران.
وكتابه الرائع والخطير " الضلع الأعوج " يتعرض للمرأة وهويتها الجنسية الضائعة، من خلال متابعة حالات التغيير والتحول والتحرير التي واجهت المرأة ، وذلك عبر نصوص مختلفة وجهود حثيثة لتبيان المعتم والمغيب في تاريخ المرأة وبهدف تحقيق التوازن بين الجنسين ويقسم هذا الكتاب الى جزأين ، الأول : مسيرة المرأة من الألوهية الى الضلع الأعوج ، ويبحث فيه العناوين العريضة : حينما كانت المرأة الهة، الانقلاب على المرأة ، المرأة السلعة، الفوضى ، سرديات الشهوة ، الفحولة في الجماع ، شهوة المرأة ، أسطورية الجمال والشهوة ، الخنوثة ، الجنس والشيطان،. والثاني : محمد بين زوجاته.
ويتخذ هذا الكتاب طابعاً سردياً تحليلياً وتخصصياً وفي فلك اسلامي ، ويثير مفاهيم ومقولات تبين كلما تقدمنا صعداً .
وختاماً، ابراهيم محمود باحث جريء وعميق وصاحب قلم رشيق وهدف واضح، وهو يواصل سطوعه بين كوكبة من المثقفين النقديين التنويريين ، رغم أنه لم يحظ باهتمام كبير في النقد العربي والقراءة العربية ، ولأبحاثه وكتاباته التاريخية نكهة القول المتحرر.