كلمة المربي خيري عثامنة اثناء تكريمه
تاريخ النشر: 23/05/15 | 15:00وصل موقع بقجة من الأستاذ خيري عثامنة كلمته التي القاها أثناء تكريمه بإحتفال تكريم المعلمين الأول كفرقرع، الذي اقيم بتنظيم من بيت المعلم كفرقرع، وجاء فيها ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم “وقل رب زدني علما”
بداية اسمحوا لي أن أترحم على والدي العزيزين اللذين ربياني صغيرا وعلى زوجتي التي رافقتني مسيرة حياتي، وكذلك على الزملاء الذين رافقوا مسيرتنا التعليمية وانتقلوا الى الرفيق الأعلى رحمهم الله وأدخلهم فسيح جناته.
أتقدم بالشكر الجزيل الى حضرة رئيس المجلس المحلي السيد حسن محمد عثامنة الذي ساهم في أحياء هذا الاحتفال معا مع أدارة بيت المعلم وذلك حبا للعلم وأهله متمنيا استمرارية هذا الحب والتقدير.
أثمن هذه اللفتة الكريمة الغير مسبوقة في تكريم المعلم الأول الذي حمل هذه المهنة الشاقة منذ عام 1948/1949 والتي قام بها طلآبنا – خلفاؤنا بالأمس وزملاؤنا اليوم وأتقدم بالشكر الجزيل لهم جميعا وأدعوا رعاية هذا البيت المحترم من الجميع دون استثناء.
لا أريد أن أتحدث وأعدد المراحل والظروف التي مر بها التعليم أيام زمان، ولعل الآباء يتذكرون ذلك ويذكرونه لأبنائهم، ولكن وبالرغم من تلك الظروف القاسية فقد تجاوزناها ومنها السياسية والأقتصادية والتعليمية والأجتماعية.
ان عملية التعليم التي نمر بها اليوم تشير وتؤكد أن الجميع وعلى راسهم المجلس المحلي ممثلا برئيسه السيد حسن عثامنة ورفاقه وما نراه من العناية الفائقة سواء كان ذلك بتوفير البنايات والأثاث المدرسي وكتب التدريس والوسائل والكوادر التعليمية والأجهزة والطواقم العاملة والمرافق العامة والعمل على توفير وسائل المواصلات لنقل الطلاب لخير دليل على ذلك.
جميع هذه الظروف تسهل وتساعد عملية التعليم (والباقي على الله والمعلم).انني أوصيك أيها المعلم الحبيب حسن المعاملة مع أبنائك الطلبة
وتعينهم على تسهيل ما هو صعب أمامهم والأخذ بأيديهم وايصالهم بر الأمان وغرس محبتكم في قلوبهم كوالد لولده ومحبتهم في قلوبكم ليبروكم
ويحترموكم.
المعلمين والمعلمات المربين والمربيات ايها المحتفلون الكرام:بودي أن أسرد عليكم وباختصارقصة من الواقع تدور أحداثها حول حسن المعاملة
والتعرف على أحوال الطلاب، ولعل الكثير قد اطلع عليها أو قرأها ولكن للتذكير والتطبيق!!
دخلت المعلمة الى غرفة الصف الخامس حيث تلاميذها وأظهرت لهم المحبة والعطف والحنان بقولها لهم: انني أحبكم جميعا، ولكن في نفسها كانت تستثني طالبا اسمه تيدي.
كان تيدي طالبا رث الثياب مبعثر الشعر مهملا في دروسه قليل الأنتباه للدرس، وكانت تعامله معاملة سيئة، وزاد من كرهها لهذا التلميذ عند مراقبتها لدفاتره كانت تستعمل قلما أحمر لتزينه بعلامات واشارات لا تليق بمعلمة تجاه طلابها.
في أحد الأيام طلب من المعلمة أن تقدم تقريرا عن الطلاب، وعندما وصل الأمر لقراءة ما كتبه المربون عن تيدي، فقرأت أن تيدي كان أفضل الطلاب في الصف الأول والثاني وفي الصف الثالث توفت والدته وبدأ اهتمامه بالدراسة يقل ويخبو، وفي الصف الرابع قل اهتمام والده بابنه مما زاد في نفس تيدي كرها وجفاء للمدرسة والتعليم.
بعد اطلاع المعلمة على المراحل الصعبة التي مرت على تيدي تأثرت بها كثيرا، وهنا أدركت المشكلة وشعرت بالخجل من نفسها وتأزم موقفها أكثر عندما أحضر لها الأطفال هدايا في عيد ميلادها ومن جملتهم تيدي الذي كان يلف هديته بكيس من أكياس البقالة بينما بقية الأطفال كانت هداياهم ملفوفة بأشرطة جميلة.
هدية تيدي كانت عبارة عن عقد مؤلف من ماسات ناقصة الأحجار وقارورة عطر ليس فيها الا القليل مما أثار ضحك الأولاد.لكن المعلمة
عبرت عن اعجابها بالعقد وجمال العطرعندها كف الأولاد عن الضحك، وبعد انتهاء الدراسة انتظر تيدي المعلمة وقال لها: “ان رائحتك مثل رائحة أمي” وعندها بكت المعلمة لأن تيدي أحضر لها زجاجة العطر التي كانت والدته تستعملها ووجد في معلمته رائحة أمه الراحلة.
منذ ذلك الوقت بدأ اهتمام المعلمة الخاص بتيدي الذي أخذ يستعيد نشاطه ليصبح أكثر التلاميذ تميزا، وبعد فترة قصيرة وجدت المعلمة عند بابها مذكرة من الطالب تيدي كتب فيها: أنها أفضل معلمة قابلها في حياته، فكان جوابها: أنت من علمني كيف أكون معلمة جيدة.!
وتمر الأيام والسنون وفوجئت بتلقيها دعوة من كلية الطب لحضور حفل تخرج الدفعة في ذلك العام موقعة باسم: ابنك تيدي.
حضرت المعلمة وهي ترتدي ذات العقد وتفوح منها رائحة ذلك العطر.
هل تعلمون من كان تيدي؟ تيدي هذا أشهر طبيب بالعالم ومالك (مركز ستودارد لعلاج السرطان).
هذه رسالة لكل معلم ومعلمة أيا كان ليدرك دوره في بناء الأنسان، أبناؤنا وأحفادنا جميعا أمانة في أعناقنا “وقفوهم انهم مسئولون” صدق الله العظيم. الصافات آية 24.
حياكم الله وأطال أعماركم وأحسن خاتمتكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خيري محمد عثامنة
كتب في هذا السياق: حفل تكريم الرعيل الأول من المربين في كفرقرع
أنت فخر لنا جميعاً
بارك الله في علمك وعملك وجعلك نبراساً يستضاء به.
دمت خير السلف لخير الخلف.
الله يحماك يا عمي ,انت قدوة لنا في الدين والدنيا, افتخر انك عمي .الله يبارك فيك ويطيل في عمرك لنتعلم منك الاكثر .
الله يخليك يا جدي الغالي , كلامك كله موزون وقدرك عالي , الله يديمك ويبارك في عمرك .
لقد علمتنا الكثير ومازلنا نتعلم منك ادامك الله تاج فوق رؤسنا يا رب شكر خاص لبيت المعلم والقائمين عليه ولرئيس المجلس المحلي السيد حسن محمد عثامنه