مَنْ الذي قتل الحسين؟!!!

تاريخ النشر: 03/02/13 | 0:50

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيظهر قوم فِي آخِرِ الزَّمَانِ أَحْدَاثُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الأَحلأمِ يَقُولُونَ بقَوْلِ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ لا يُجَاوِزُ إيمانهم حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ فَأينمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) حديث عن علي رواه الشيخان والترمذي.

وحين نتحدث عن المواقف وعن صلابة الرجال فيها, نذكر هنا الشهيد البطل الحسين رضي الله عنه, ابن الإمام علي كرم الله وجهه, كيف حاربه الضالون المضلون. جمعوا جيوشهم ونظموا صفوفهم لقتال ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم الدين ليتم اللقاء على أرض كربلاء, فيقف الحسين مخاطبا تلك الجموع, ويسألهم أتعرفون من أنا؟

جدي النبي المصطفى, وأمي فاطمة الزهراء, وأبي علي بن أبي طالب سيف الإسلام ليس له غالب, وتعلمون مَن معي أشرف نساءكم, بل هن أمهاتكم وغلمان أطهاركم, وسلالة حبيب الله, لا تقاتلوننا ظلما, واعلموا أننا لن نقاتلكم ظلما, ولكن إن قاتلناكم فنقاتلكم بالحق, ودفاعا عنه!!!

وحاول الحسين رضي الله عنه أن يستميل القوم إلى جانب الحق, ولكن أبوا فأرادوا الدنيا وتنازلوا عن الآخرة فكانت المعركة, ودار رحاها. وبدأ الجمع القليل أهل الحق يسقطون الواحد تلو الآخر, دفاعا عن الحق وعن هذا الدين وبداء الأعداء يحيطون بالحسين وأهله ونساءهم وغلمانهم, فهنا كانت البطولة الحقه الكل يحمل سيفه يدافع عن نفسه وعن هذا الدين. فقام رجل بين يدي الحسين فأخذ ينادي, يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب, ثم دأب قوم نوح وعاد, يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد, وما الله يريد ظلما للعباد, يوم توَّلون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هادٍ.

يا قوم لا تقتلوا حسيناً فيسحقكم الله بعذاب, وقد خاب من افترى, فرد عليه الحسين رحمك الله!!! إنهم قد استحبوا العذاب, حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق, ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك, فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين. صدقت يا حسين جُعلت فداك.

أنت أفقه منا وأحق بذلك, أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا؟

رُح إلى خير من الدنيا وما فيها … وإلى مُلْكٍ لا يبلى.

السلام عليك أبا عبد الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك, واللقاء بيننا وبينك في الجنة آمين.

وتقدم لِيُقاتل ويُقتل ويلحق بالشهداء والصديقين, وبدأ أصحاب الصحبة الحقيقية ينالون الشهادة الواحد منهم تلوى الآخر كانوا يَقتلون ويُقتلون وجاء دور رجل لرجل. ليخرج أحد أصحاب الحسين يصرخ عالياَ أنّا لها.

والله إني لفي شوقٍ للقاء محمدٍ صلى الله عليه وسلم. فخاف الخصم منه أن يلاقوه, فأمروا بعضهم البعض أن يقذفوه بالحجارة من كل جانب, فنزل عن صهوةِ جوادهِ يترجل وهو يقول الله أكبر دونك يا ابن بنت رسول الله… فيلقى مصرعه, ويُقتل جميع أصحاب الحسين, ولم يبقى إلا (سويد بن عُمر) فراح يذبُ عن الحسين فاعترضه رجلٌ فطعنهُ فصرعه. فقال الحسين وهو يذرف الدمع قَتلَ اللهُ قوماً قتلوك يا بني ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حُرمة رسول الله على الدنيا بعدك العفاء, وأقبل الحسين إلى ابنه وأقبل فتيانه إليه, فقال احملوا أخاكم. وخرج القاسم بن الحسين بن علي رضي الله عنهم أجمعين فتىً صغير يحمل سيفه ليقاتل, فانقضوا عليه وجالت الخيل بفرسانها عليه حتى مات.

بقي الحسين شاهراً سيفه وحده, هكذا يكون الرجال والأبطال, وهكذا تكون المواقف يذب حياضه, ما كان مكسورٌ قط, قد قتل ولده وأهل بيته, وأصحابه فكان أربط جئشاً, وراحت الرجال تتكشف عن يمينه وشماله, وأقبل شَمر بن الجوشن مع رجاله نحو الحسين, ويحتدم القتال, فلن يخلصوا إليه قبل أن روي أرض كربلاء بدماءهم, ثم أنهم أحاطوا به وأقبل إلى الحسين أحمد بن الحسن بن عليّ, وكان غلاما صغيرا فانضم إلى عمه, وقد غارت عيناه من العطش فأخذته زينب لتحبسه, فقال لها الحسين احبسيه فأبى الغلام وشهر سيفه ليذود عن عمه, وليموت بين يديه وراحت زينب تصيح ليت السماء تطابقت على الأرض, فأخذه الحسين فضمه إلى صدره, وقال يا ابن أخي اصبر على ما نزل بك واحتسب في ذلك الخير فإن الله يلحقك بآبائك الصالحين وأقبل إلى أم كلثوم وقال لها يا أختاه أوصيك بولدي الأصغر خيرا, قالت يا أخي إن هذا الطفل له ثلاثة أيام ما شرب الماء فأطلب له شربة من الماء, فاخذ الطفل بين يديه, وتوجه نحو القوم, وقال يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري, وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشا, فاسقوه شربة ماء. وما إن أتم عبارته حتى أتاه سهم فذبح الطفل من الأذن إلى الأذن, فجعل الحسين يتلقى الدم بكفه, ويرمي به إلى السماء وهو يقول اللهم اني أشهدك على هؤلاء القوم فإنهم نذروا أن لا يتركوا أحداً من ذرية نبيك, ورجع بالطفل مذبوحا ودمه يجري على صدره, فألقاه إلى أم كلثوم, ثم نادى يا أم كلثوم ويا زينب ويا سُكينة ويا رقية ويا عاتكة ويا صفية عليكن مني السلام فهذا آخر الاجتمام فصاحت أم كلثوم يا أخي كأنك استسلمت للموت فكان آخر الاجتماع بهن, وينزل الصنديد إلى المعركة يخوض غمارها معتزا بالله وبجده رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال قوله المشهور كيف أقتل مظلوما وجدي المصطفى وأذبح عطشانا وأبي علي المرتضى, وأترك مهتوكا وأمي فاطمة الزهراء.

وأغمي عليه وما جرءَ أحدٌ على الدنو منه, فما كانوا يدرون أمات سيد الشهداء أم لا زال فيه رمق. وتحرك الحسين وغمغم قائلاً صبراً على قضاءك يا رب لا إله إلا الله ولا إله سواك. وأحاط به الظالمون كل منهم يريد أن يفوز بنحره وقطع رأسه ليفوز بالجائزة عند أميره, ويبوء بخزي من الله عظيم قطعوا رأسه ووضعوه على سن رمح وطافوا به في الشوارع يا له من خزي وعار, هكذا يكون الرجال بعظمتهم وبمواقفهم, رضي الله عنك يا سيدي يا سيد الشهداء وعن آل البيت أجمعين, يا أبا عبد الله الحسين.

هذا حالنا وما زال قتلة الحسين بيننا ومن هم على نهج قاتليه مثل الذين يقاتلون في سورية ويذبحون على الهوية ويهدمون المساجد والحسينيات وأضرحة الأولياء والصالحين, أينما تواجدوا في كل البلاد العربية والإسلامية وفي الداخل والخارج, هم الخوارج.

هم الخوارج الذين يهدمون أضرحة الأولياء والصالحين وقضوا على إرث تاريخ نبي هذه الأمة في مكة والمدينة أتباع أبي لهب وأبا جهل عملا الغرب والاستعمار وصنيعة أصحاب الأموال البترودولار وخدم أمريكا والصهيونية العالمية دون أدنى شك أو جدال, هم وليس غيرهم من يمول كل هذه الفتن في أرض العرب والإسلام. فصبرا يا أمة العرب الإسلام, سينالوا جزاءهم في الدنيا سيقلعون من الجذور ويُلقى بهم إلى مزابل التاريخ وأما في الآخرة فلهم خزي ونار جهنم وبئس المصير.

والله ولي التوفيق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة