الحل الأمثل ، موقف عالمي شامل …

تاريخ النشر: 02/02/13 | 22:53

أظنُ بعض الظن اثم ، أنه لم يعد هناك ما نرجوه من خير أو أمل في هذا العالم المتفجر بالمآسي والآلام والحروب، لذلك فأنا متشائم جدا، بل اصبح التشاؤم في رأيي من ضروريات المرحلة، والتشاؤم ليس سلبا ما دام يرتكز على رؤية سليمة للمعطيات والأحداث. فالعالم اليوم يقف على كف عفريت. كما يقول مثلنا الشعبي. وعفريت اليوم والعياذ بالله، عظيم البطش رهيب بكل المقاييس، وهو يظهر بأحجام وأشكال مختلفة، وبأفعال مختلفة، فقد يكون صاروخا عابرا للقارات، او طائرة نفاثة تدك في لحظة بناية من عشرين طابقا ، وقد يكون حربا مفاجئة تأكل الأخضر واليابس، أو قذيفة عشوائية تمزق أطفالا ونساء يصطفون أمام افران الخبز، أو قنبلة ذرية تسحق مدينة مأهولة. وهذا كله متوفر وجاهز في عصر تجار الموت، ومصانع الأسلحة التي لا تكف عن الإنتاج !

في النصف الأول من القرن الماضي قفز عفريت من الجو ( قنبلة ذرية ) على هيروشيما، قتل هذا العفريت الأرعن 70 الفا فورا، وأصاب مثل هذا العدد بإصابات مختلفة !

كان السلاح النووي آنئذ في طفولته، وكانت القوة التدميرية لتلك القنبلة الصغيرة تعادل 20 الف طن فقط . فما بالك اليوم بقنبلة تصل قوتها التدميرية النووية الى 50 مليون طن. خمسون مليونا، الرقم صحيح . تصوروا … ! لا تتشاءموا إن استطعتم ! .

اليوم ــ كما علمنا ــ يوجد مخزون من الأسلحة النووية تكفي لتدمير عدة كرات ارضية مثل كرتنا ! هذا ما اخترعته العقول الفتاكة متجاهلة كل المعايير الانسانية !

إذا نحن في خطر حقيقي ، في قلق كوني ، حتى باتت حياة الإنسان كالقنبلة الموقوتة لا نعرف متى تنفجر ويصبح العالم في خبر كان !

صحيح أن هناك معاهدة وقع عليها سنة 1968 يمنع بموجبها انتشار الأسلحة النووية ، وصحيح ان أميركا وروسيا وفرنسا والصين ملتزمة ــ حتى الآن ــ بقرارات ومواد تلك المعاهدة، وأنها تدخر هذا السلاح للبرهنة على العظمة الدولية ، وأنها لن تستخدمه إلا للأغراض السلمية كما تزعم .

لكنني شخصيا غير مطمئن ! من يدري ففي لحظة جنونية قد يتمرد عفريت نووي من هذه العفاريت المحبوسة فيثب على مكان ما من الأرض . وعند ذلك لن تقف باقي العفاريت مكتوفة الأيدي ، ستصاب بنوع من العدوى ، او الهستيريا ، او ردة الفعل ، فتحطم قواريرها وتنقض على " لؤلؤة الكون " تعملها خرابا يبابا !

وبهذا يفتح الجحيم ابوابه ، وعند ذلك " لا ينفع مال ولا بنون " ولا الملاجئ والأقنعة والحيطة والحذر ، وحتى الكهوف البدائية ــ ان وجدتْ ــ لن تمنع الإشعاع النووي القاتل !

وبإفتراض أن هذا لن يحدث في المدى القريب نسبيا ، فمن يضمن السوق السوداء الخفية لتجارة المواد النووية ، من يكفل العصابات الدولية التي تتاجر بهذه المواد المحظورة ؟ !

وبعد ، أيمكن للإنسان أن يتفاءل في واقع كهذا حتى لو كان مُسطّح التفكير ؟ أيمكن أن يطمئن على وجوده بيته اسرته وغده ؟؟ لذلك فأنا متشائم للغاية ، حتى تحدث معجزة تنقذ البشرية من هذه الكارثة المرتقبة .

بديهي أن المعجزة لن تحدث من تلقاء نفسها . وبما ان لكل معضلة من حل . فالحل الأمثل في نظري والقائم على حتمية تاريخية تفيد : بأن الشعوب قادرة على التغيير ، وقادرة على اجتراح المعجزات ، الحل الأمثل : موقف عالمي شامل موحد مسالم ، من أجل تغيير جذري لهذا الواقع المظلم ، وقبل فوات الآوان . فهل من مجيب ؟ !

تعليق واحد

  1. أهنئك يا نور على هذا الطرح الواعي لواقع نعيشه وأكثر ناسنا لا يدركونه . وكم أتمنى حقًا أن تهب رياح التغيير الحقيقي المسالم والواعد على عالمنا ، فينجو من خطورة ما يمكن أن يوصف بأنه التدمير الذاتي . ابراهيم مالك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة