ارسم مستقبلَ حياتك!
تاريخ النشر: 03/02/13 | 12:31حياة كلٍّ منا ومستقبله كاللوحة البيضاء وكل منا هو من يرسم تلك اللوحة، فمنا من يرسم حياته ومستقبله بحروف مُضيئة وبألوان وردية تفاؤلية زاهية تشعّ منها ومضات جمال تسرّ الناظرين وتسرق الألباب، ومنا من يرسم حياته ومستقبله بألوان سوداوية معتمة تدل على التشاؤم والقنوط والانكسار وعدم المبالاة. من هذا المنطلق أهمس في أذن كل «محبط يائس متشائم كسول»: عليك أن لا تلوم الآخرين، بل لُمْ نفسك المنكسرة الخانعة التي عوّدتها على طلب العطف والاستسلام للظروف مستكيناً للاتكالية متسولاً العون والمساعدة من الآخرين، ولا أرى فرقاً شاسعاً بين من يتسوّل الناس على الأرصفة وعند عتبات المساجد، وبين من يستجدي ويستدرّ عواطف الناس لتحقيق أحلامه وطموحاته، فكلتا الحالتين تمثلان وجهين لعملة واحدة «الاستعطاف الانكسار» (فمن يتهيب صعود الجبال.. يعِش أبد الدهر بين الحفر!))
عليك قبل أن تسأل الآخرين ماذا قدموا لك؟ أن تسأل ذاتك، ماذا قدمت أنت لنفسك؟!
عليك أن تؤمن بنفسك وذاتك وتؤمن بأن خريطة التميز والنجاح تتسع للجميع، وأن المجد والنجاح حق مشاع وليس إرثاً لأحد دون الآخر، لكن لا يمكن أن تنال المجد والنجاح دون أن تملك سلاحاً سلمياً مشروعاً تتسلح به اسمه «الإرادة، والطموح، والمثابرة، وتطوير الذات»، ومن لا يملك هذه الأسلحة السلمية فهو كالجندي الذي يُدلف لأرض المعركة مجرداً من سلاحه، وسيكون مصيره لاشك الهزيمة والسقوط.
فمن أراد أن يمتطي صهوة المجد والنجاح يجب أن يقدم مهراً من السهر والتعب والكفاح كما جسّد ذلك بيت الشعر المشهور القائل:
«لا تحسبِ المجدَ تمراً أنت آكلُه.. لن تبلغَ المجدَ حتّى تلعقَ الصبرا»
فمن أراد تحقيق طموحاته لابد أن يكون كالخيل المميزة التي تجري حتى نهاية المضمار، متخطياً كل الحواجز والعوائق مهما كانت شاقّة وعالية. كما يجب أن تحرر نفسك من عبودية الذات وعبودية الظروف وعبودية الإحباط، فهذه الصفات هي أسوأ عبودية يواجهها الإنسان، وهي العدو الخفي الذي يقتل كل طموحاته ويحطم أهدافه، فعندما تتحرر منها فثق أنك ستنتصر على كل المعوقات وتتخطى كل العقبات. عليك أن تسأل نفسك دائماً: هل الناس الذين نجحوا ليسوا بشراً مثلك؟! فليس هناك ناجح بالفطرة، أو فاشل بالفطرة، إنما الناجحون هم من اكتشفوا قدراتهم وطوّروها، وآمنوا بالمثابرة والكفاح ورسموا لأنفسهم أهدافاً، أما الفاشلون فهم من ظلوا أسرى عبودية الكسل والخمول وعدم الطموح. كل ما هو مطلوب منك أن تصقل قدراتك وتؤهل نفسك علمياً ومهنياً وفكرياً، عندها ستكون مورداً بشرياً مطلوباً، تستقطبك الكيانات الكبرى والشركات الاقتصادية العظمى وتشتري منك قدراتك وأفكارك ووقتك مقابل امتيازات مادية ومعنوية هائلة، وستجد نفسك سطراً مدويّاً في وسط صفحة المجد والمجتمع.
قد يرى البعض أن كلامي كان قاسياً في وصف «الفاشلين، والمحبطين واليائسين والمتشائمين»، لكن ثقوا أنها قسوة محب، فمَشرط الجرّاح قد يؤلمنا لكنه يُزيل عنا وعثاء الألم، ويعلم الله أنني أشفق حدّ العطف عندما أرى بعض الطلبة والموظفين الذين كلُّ همّهم الحضور والانصراف لا يؤمنون بتطوير قدراتهم أو رفع سقف طموحاتهم، وستكشف لهم الأيام سلبيتهم وجمودهم الدراسي والوظيفي!
ومضة ختام:
ما أجمل أن تكون أهدافك وطموحاتك سباق تتابعٍ كلما تجاوزت مرحلة سلمت لنفسك راية كفاح وتحدٍّ جديد، عندها ستجد نفسك في عاصمة النجاح ممتطياً صهوة المجد.