حول بيان الشيخ حمدان لخوضه إنتخابات البلدية بقائمة مستقلة

تاريخ النشر: 07/02/13 | 12:10

أولا أقر بحق كل فحماوي ان يقدم نفسه مرشحا او يقدم قائمة..هذا حق ديمقراطي مقدس لا اختلاف عليه. والانقاش هنا هو نقاش هاديء مبني على اسس الاحترام والحوار..وانا اكن للشيخ خالد احترامي الكبير لشخصة ولجهوده لخدمة ام الفحم.

ثانيا: قرار الشيح خالد يبدوا مفاجئا للبعض..لكنه لم يفاجئني شخصيا وسافسر لماذا..

ثالثا : سأقف على ما جاء في البيان ولن اجتهد من خارجه التزاما مني بالموضوعية في الموقف وبعيدا عن التنظير والشعارات..

طبيعي ان يصدر البيان في هذا الوقت بالذات، قبل 7 شهور للانتخابات البلديه وبعد اسبوعين من انتخابات الكنيست والتي حللها الشيخ خالد بدقه واضعا بعض الاستنتاجات والتي ساعدته لاتخاذ القرار.

في الفقره الاولى لبيانه يعترف الشيخ خالد ان الحركة الاسلامية "تركت البلد " بدون تحضير للمرحله القادمة " وبشكل مفاجيء..هل هو يتهمها ام ينتقدها؟؟والاستنتاج من هذا هو وجود خلاف عميق في وجهات النظر في داخل الحركة بشان العمل البلدي…ولكن الاهم ..لماذا لم تحضر الحركة للمرحلة المقبله ؟؟ هل لعمق الخلافات؟؟ ام لعجز في ألتخطيط ام بسبب سرعة الهروب من المسؤولية بعد ان اكتشفت الحركة ان البلدية اصبح موضوع غير مجدي..فهي على ابواب الانهيار الاداري والاقتصادي؟؟ انا اعتبر هذا الموقف اعترافا واضحا بفشل الحركة في اداره ازمات البلدية والبلد..

فزاعة العائلية والتشرذم:

في الفقره التالية يكتب البيان ان الخطر الداهم هو العائليه والتشرذم لهذا قرر الشيخ خالد اقامه قائمته الإنفصالية عن الحركة…وهنا اتحاور مع البيان ؟؟ الا يشاهد ويعرف الشيخ خالد عن حضور الاحزاب السياسية في البلد .. ؟؟ الا يشاهد بام عينه التحركات الشبابيه الغير عائليه ذات المضامين الإجتماعية؟؟ الا يرى الشخصيات الوطنيه والمهنية التي تتحرك وتعمل بدون غطاء عائلي تحاول صناعه اطر جديدة لخوض العمل البلدي؟؟؟ ولماذا استعمال التضخيم لفزاعة العائلية؟؟ هل هو للتخويف او للتضليل؟؟ هذا التجاهل للأحزاب السياسيه التاريخيه في ام الفحم يجعلني اعقد ان وراء التضخيم تختبيء اهداف ومواقف اخرى وهي التجاهل المقصود او التحييد المقصود للأحزاب السياسية وذلك خوفا من تكون هي البديل لحزب الحركة وعنها سيتم كشف الخفايا والأخطاء "بمهنيه " وستكون الحركة في قفص الأتهام المجتمعي والتاريخي بعد 25 عاما من التفرد بالسلطة البلدية……

في الفقره التاليه يطلعنا البيان ان نقاشا حادا محليا وقطريا يجري في الحركة ..ولم ينجح جناح الشيخ خالد في اقناع رفاقه التراجع عن قرار الانسحاب من القرار وتغييره..وكما نعرف فان القرار كان ناتج عن نقاش فكري اداري تنظيمي سياسي..وما ان فشل في اقناع "القيادات المحليه والقطرية " فأعلن عن القائمه..وهذا الاعلان يمكن اعتباره انشقاق تنظيمي-او انقسام –في الحركة الاسلامية، ان دل يدل عن عمق ألازمه الفكرية والتنظيمية في الحركة ..هذا مقابل ما نراه اليوم من تصاعد وحدة الاحزاب والحركات..فحركه أبناء البلد عقدت مؤتمر الوحدة التاريخي لها مؤخرا…والجبهة الديمقراطية استعادت عافيتها الوحدويه باستعادة الوحدة التنظيميه من المنتدى الشيوعي وعاد ناشطون كثيرون لصفوفها كانوا سابقا خارجها..والإسلامية الجنوبيه تعزز وحدتها بالانتخابات الاخيرة ولو انها وحده مصطنعة مدعومة بالمال والاتفاقات الماليه…ومن المؤكد ان هذه الاتجاهات الوحدويه ستنعكس في الانتخابات البلديه لتولد نماذجا جديدة قد تغير الواقع وتأخذه الى حاله وطنيه وسياسيه وادارية جديدة بعيدا عن الحركة الاسلامية الشماليه…وهنا دليل اخر على الازمة الفكرية العميقة للحركة.

في الفقره التاليه يستعمل البيان كلمة "مهزلة" واصفا الوضع الذي وصلت به ام الفحم…من المذنب في تحويل الحراك الانتخابي الديمقراطي لمهزلة؟؟ اليست الحركة الإسلامية؟؟ اليس سوء ادارة الازمة البلديه هي الذي حول البلد لمهزلة؟؟ وأليس الشيخ خالد جزء منها ويتحمل قسم كبير منها كونه قياديا في الحركة وكونه رئيسا لبلديه ام الفحم؟؟لم اقرأ انقادا ذاتيا هنا..

هل المهزله في الابتعاد عن شعار "لمن نتركها"؟؟ اذا اين شعار " الاسلام هو الحل"؟؟الذي اختفى نهائيا من ادبيات الحركة وشعاراتها….هنا مؤشر آخر عن عمق ازمة الحركة ومن يلفون حولها..

يعترف البيان في الفقره التالية ان القرار باقامة الكتله "بعيد عن المصالح الشخصيه والحزبية؟؟ كيف نفهم هذا الكلام ؟؟ هل كان الدافع سابقا"مصالح حزبية" وشخصية " هل اعتبره اعترافا بما قلناه في الجبهه والمعارضة ان الحركة سيطرت وأخضعت البلديه لمصلحتها الحركية ومصلحه بعض الاشخاص….اذا ما قلناه صحيح ..فلماذا قمتم بالهجوم عليما ورفضتم سماع مواقفنا ؟؟ فهل من اعتذار ؟؟

يقول البيان ان احتمال الخطأ وارد بهذا القرار…فهل يوجد مجال لارتكاب اخطاء اكثر في ام الفحم؟؟الم يكن كافيا اهمال الاجيال والعامل البشري والإدارة الغير مهنيه لتتراكم على بلديه ام الفحم اخطاء وبكم هائل لدرجه ان الجمهور الفحماوي يتوق للتخلص من اداره الحزب الواحد للكتلة الاسلامية ..وبرز هذا في الانتخابات الاخيرة حيت حصلت المعارضه على مناصفة تقريبية بالعضوية…

ام الفحم لن تتحمل اخطاء اكثر وهي ليست حقل تجارب كما يشير البيان نفسه…اذا من اين ينبع هذا التناقض؟؟ اليس مؤشرا آخرا لعمق ازمة الحركة وأزمة نمط التفكير فيها؟؟

في الفقره الأخيرة..هل يعترف الشيخ خالد حين يكتب " معذرة إلى الله تعالى، ثم معذرة لأم الفحم ولأهلها، حتى لا يقال أنّ الجميع تهرّب من تحمّل المسؤولية .. فهذا جهدنا."..

هل هذا اعتراف ان القسم الأكبر في الحركة محليا وقطريا " تهرب من تحمل المسؤلية ؟؟

وإذا كانت حركة بقدرات الاسلامية الشماليه ألاقتصادية والمالية والبشرية والفكرية تتهرب من المسؤلية البلديه- كما يشير البيان في بعض تعابيره- فهل هي حقا اهلا للثقة بمسؤوليات أخرى ومسؤوليات وطنيه ؟؟ ومسؤوليات بناء الأجيال ومسؤوليات نبذ العنف والتوعية المجتمعيه ؟؟ هل سنثق بها بعد الآن

استنتاجات من البيان :

1. الحركة الاسلامية محليا وقطريا تعيش ازمة فكر وتنظيم وإدارة تتجلى في انقسام وانشقاق مجموعه رياديه لها خطاب آخر .

2. الازمة اعمق مما نتصور فهي تتجلى في لغة الخطاب الحادة المستعملة في البيان " ككلمات " استنكار..تهرب من المسؤلية"..الاستغاثة بالقيادة القطريه…التلميح بالمصالح الحزبيه والشخصنة.."

3. جهل القائمين على البيان في الديناميكية الاجتماعية بعد 25 عاما من سلطه الحركة وموضوعيه الحاجه للتغيير الكامل ليس في الاشخاص انما في نمط التفكير والعمل وسلم الأفضليات.

4.تجاهل مقصود من البيان للأحزاب السياسة المجربة ذات الاجندات البديلة ومحاوله لتجاهلها كتضليل للمواطن وتقليل من شانها..بهدف انتخابي.

5. مع احترامي لحق الشيخ خالد وجماعته بالترشح فاني لا اراهم يقدمون الجديد الذي ينتظره المواطن الفحماوي باستثناء بعض الشعارات المستهلكه والرنانة والتي غذتنا بها الحركة الاسلامية 25 عاما ..فالجديد هنا هو قديم واعتقد انه "عاجز" عن التغيير.

6.البيان سيسرع الحراك الانتخابي (وهذا ايجابيته الوحيدة)..ومن هذا التسارع ستنشأ طرق ابداعيه اكثر من قبل الاحزاب والقوائم والتجمعات والشخصيات " الامر الذي سيثرى الحاله الانتخابية وربما ستولد نموذجا جديدا تكون فيه الصيغة الجماعية والمهنية السياسية الوطنيه بوصلة الحوار والعمل والنتيجة.

7.انتظر من الشيخ خالد برنامجا ثوريا جديدا ليقنعني به فلا استنتج ان " الحركة الاسلامية تنازلت عن البلدية وخرجت من الباب..لتدخل مره اخرى بدون جديد من الشباك"..وهو امر غير مقبول على الفحماويين "المتحملين لنتاج مأساوي " بعد 25 من سلطة الحركة المطلقة ..

وفق الله الجميع بما فيه مصلحه المواطن والبلد ..ولنحافظ على ام الفحم بلدا امنا مزدهرا متطورا راقيا حضاريا وطنيا نفتخر به في كل مان وزمان.

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة