عيد فالنتاين قال ؟؟

تاريخ النشر: 07/02/13 | 22:30

قبيل عيد الفالنتاين "عند عبدو تبدو الاستعدادات على اتم وجه ، فقد اشترى كل ملابس "الفالنتاين" بنطال ساحل ومفروط من جهة الفخذ، علبه "جيل" لوازم توقيف الشعر، ولم ينسَ ابداً هديه العيد، المكونة من زجاجة عطرية ومن "شال أحمر مكتوب عليه بالانجليزية – أحبك-" ودبدوب أحمر.

اللسان الناعم

وفي نفس الوقت أيضا، أجواء غير اعتيادية في غرفة محبوبته، فهي أشبه ما تكون بليلة حنائها ، فهي ايضا لم تنسَ عشيقها "عبدو" بهديه تخلد ذكرى مرور سنة على حبهما الشريف، فحبيبها "عبدو" إن وعد لا يخلف، فقد وعدها بالتقدم لها مباشرهً بعد انهائه لامتحانات البجروت ومن ثم تسجيله لكلية الطب في مولدوفا، وعندما يعود بعد كل هذا الجهد العلمي، سيعمل على بناء منزله وحين ينجح في امتحاناته كافة ويعثر على مكان عمل محترم يستطيع من خلاله فتح بيت وتكوين اسرة سوف يتقدم لها، وقد نسيت تلك "العشيقة "انه أول ما يدخل عشيقها الجامعة ويجتمع بفتاة شقراء يبيع أهله. نعم هذا واقع نشهده من قصص وحكايا، فأصحاب هذه الوعود أحياء يرزقون، فوعودهم المبنية على اللسان الناعم والكلمات المزيفة، يحلقون بعقول فتياتنا في سماء الخيال بكذبهم، وللأسف هناك من الفتيات من يقمن بتصديقهم بل يحاولن الدفاع عنهم، ويحاولن الركض خلفهم لكي يسبقن احلامهن، لكن في النهايه يختفي كل شيء كالسراب.

نكهة خاصة

باختصار شديد على قول أجدادنا، كل شيء زمان له نكهة خاصة حتى الحب، لأن الحب منقوش بحناء البراءة، فكانت التضحيات والصدق في الوعود والكلمات، فقد كان العاشق منهم، أيام زمان يبدي كل استعدادا قيقيا لمساعدة اخوة "الحبيبة" في قطف الزيتون ليبدي لهم قوة ذراعية في هز الزيتون واسقاطه على الأرض ليلتقطه بعدها لكي يبرهن لهم كم لديه من الأمانة في العثور على لقمة العيش وعدم افلات الرزق من بين يديه، ولا ينسى عشاق زمان، زجل بعض الميجانا امام أهل عروسته لكي يعطي انطباعا أنه إنسان متسمك بالأرض والعادات والتقاليد ومن ثم يحاول رفع اكياس الزيتون بخفه على ظهره لكي يثبت لأهل حبيبته كم سيكون جدارا ً حاميا مستقبلياً وخاصة وقت الفزعة!

الميدان الحقيقي

فإن لم ينجح كل ما ذكرت، كانت حلقات الدبكة في اعراس القرية، الميدان الحقيقي لأبراز قوة خبطات قدميه وفحولته ليرص الأكتاف مع باقي الصف، متباهيا بالقفز على قدم واحدة بتناسق شديد مع نغمات الزمار الذي يزيد من لهفة المحبوبة وهي تتعجب من حركات العريس المستقبلي الذي ابهر كل نساء الحي! إن فشل عاشق زمان في اقناع عشيقته بارسال نظرة موافقه كاشارة موافقة على تقدمه لخطبتها، تجعله يحل كل ازرار قميصه "ويطعج" عقاله ويفرك صدره ضائقا مخنوقاً ، ثم يمد يده لجيب بنطاله القماشي ليخرج منها "علبة " دخان عربي ويشرب سيجارته وهو مغمض العينين، حتى يبعث الله بنت الحلال.

عزيزتي الفتاة:

عشاق اليوم يختلفون كل الاختلاف عن عشاق زمان. فهنالك من يعشق من خلال الفيس بوك، يوم يومان و"يكبس" على اسم الفتاة "بلوك وديليت" وينهي الموضوع. من يحبك عزيزتي الفتاة من خلال التلفون سينسى حبك بعد ان يغير رقمه. إن الحب الحقيقي هو ان يتقدم الشاب الجدي بخطوات ثابتة ويدق الأبواب ويدخلها باحترام، هناك الحب الأبدي والأزلي. فعشق زمان يوصل الى الجنون من شدته.. بينما اليوم ……فمن الجنون أن تحب….!! قال عيد حب قال ؟؟ الحب في زماننا هذا اصبح فقط حبا للمراهقين !.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة