الدور القطري التآمري المشبوه في المنطقة العربية..!
تاريخ النشر: 11/02/13 | 0:23يوماً بعد يوم يتكشف الدور التآمري المشبوه ،الذي تؤديه دولة قطر في المنطقة العربية من خلال اميرها حمد بن جاسم ، ويساندها في ذلك القيادة السعودية التي انساقت وراء سياساتها وتشجيعها للفتن الداخلية .
ولا ريب ان قطر تحولت الى مخلب ومعول هدم في الجسد العربي ،واداة طيعة بيد الامبريالية الامريكية وربيبتها اسرائيل ، وارتمائها في احضانهما ، بوقوفها ضد عروبة المنطقة وضد سوريا وفلسطين ، وانخراطها في مؤامرة الوطن البديل ، وتنفيذها للمخطط الامريكي الصهيوني ، الرامي الى تفتيت وتجزئة الجغرافيا العربية، وتدمير وخلخلة الانظمة العربية التقدمية ،وتفتيت الشعوب العربية وتحويلها الى كانتونات ، وتأجيج الصراعات الطائفية والقبلية والعشائرية والاقليمية.
وتسعى قطر بأي ثمن الى تزعم الساحة العربية والاضطلاع بدور الناطق الرسمي لها ، مستغلة الاوضاع الداخلية في دول الربيع العربي .وللقيام بدورها التخريبي المشبوه هذا انشأت قناة "الجزيرة" كمنبر وبوق اعلامي لـ"غسل العقول" وتشويه الحقيقة وتزييف الوعي ، ويسهم في اشعال الحرائق حتى باتت عاملاً للفرقة والتشرذم ، وفق اجندات داخلية وخارجية .كذلك عملت على تغذية البؤر الفاسدة ودعم الحركات الجهادية وتيارات الاسلام السياسي وقوى التكفير السلفية ، ونجحت في استمالتها واختراقها وايجاد لغة تفاهم تتساوق مع سياستها ،ومدتها بالاموال النفطية .
وايضاً استطاعت قطر تدجين العديد من علماء الدين والمثقفين والمفكرين العرب وشراء ضمائرهم واقلامهم ، فاغرتهم واغدقت عليهم اموال البترودولار وسخرتهم في محاربة الفكر التنويري النهضوي والتقدمي الديمقراطي .
ويتمثل الدور القطري التآمري في الثورات العربية ، وخاصة في ليبيا وسوريا ، بالتفاخر والمشاركة في عمليات الاطلسي ومساعدة قوات "الناتو" ودعم "المجلس الانتقالي" ، ومساهمتها الكبيرة في عملية اغتيال معمر القذافي وبالطريقة غير الانسانية، التي قتل فيها.
وتجد قطر ضالتها الآن في التآمر على سوريا ، قلب العروبة النابض، والتحريض على النظام السوري ، والعمل على اشعال نار الفتنة فيها ، وارسال الارهابيين والجهاديين للانخراط في صفوف ما يسمى بـ"الجيش الحر"، ودفع المليارات على المكشوف لتدمير سوريا .
يضاف الى ذلك ما تقوم به الدوحة من جهود لتقسيم الوطن العربي وتفتيته واضعافه ، والقيام بوساطات مختلفة في السودان واليمن والصومال وفلسطين ولبنان ، عدا عن التحركات الاستراتيجية بهدف رسم خريطة لشرق اوسط جديد ، وحل المعضلة الفلسطينية على حساب الاردن ، تجسيداً لمشروع اليمين الاسرائيلي.
واخيراً،يمكن القول انه مهما تنامى وتصاعد وتعزز الدور القطري في المنطقة ، تبقى قطر محمية امريكية تتواجد على اراضيها اساطيل وقواعد امريكية ، ولن تكون يوماً نموذجاً للديمقراطية ولا للقيم الثقافية . انها بسياستها المدعومة بالثروات النفطية ، تحمل في طيات هذه السياسة سقوطها، وبذور فنائها وغيابها عن المشهد السياسي العربي ، الذي ستحكمه في المستقبل المنظور ، القوى التقدمية والتحررية الطليعية ، المسلحة بالافكار التنويرية الثورية ، القادرة وحدها على اجراء التحول الديمقراطي والاصلاح السياسي والاجتماعي والاقتصادي ، واحداث التغيير النوعي في مجتمعاتنا العربية ، لاجل بناء صرح مجتمع التقدم والحضارة والديمقراطية ، المجتمع المدني التعددي والديمقراطي .